الوقائع والأحداث الجارية فى الشارع المصرى تثبت يوما بعد يوم أن هناك فى الاعلام المصرى من أصبح مدمنا على خلق وافتعال الازمات التى تشكل محتوى ساخنا أو مادة طازجة لمزيد من ساعات الهواء هو ما يعنى أن هذه الازمات رابحة وتؤتى الكثير من الثمار فلا يكاد يمر يوم إلا وهناك أزمة جديدة ترتدى دائما وأبدا رداء السياسة وحتى وإن لم يكن هذا الرداء رداءها، ربما لأن مثيريها يريدون أن تأخذ الدولة ضمير الغائب أو المفقود وأن يظهر النظام وكأنه هش أو افتراضى ولا وجود له فى الواقع الفيزيائى. فتحولت مباراة كأس السوبر التى فاز بها الاهلى من مجال الرياضة الى ساحة الاستثمار السياسى...فالالتراس يتظاهرون واللاعبون يفوزون والسياسيون يقطفون الثمار، ويركبون الموجة بما يخدم أهواءهم ورؤاهم ويحقق مصالحهم الحزبية. فالمهندس خيرت الشاطر الذى أظن لا يعرف حارس مرمى النادى الاهلى الاحتياطى ركب موجة الألتراس وأيد موقفهم حتى إنه طالب صحفيي جريدة حزب الحرية والعدالة بالاعتذار للألتراس عن هذا المانشيت " الألتراس من الإبداع في المدرجات إلى صناعة الأزمات". واعتبر الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح - الذى لا يعرف جدو بيلعب فى أى مركز- إقامة مباراة السوبر استهتارا بدماء الشهداء حتى برامج التوك شو السياسية دخلت على الخط. ربما يكون من المقبول مثلا أن تقف حركة 6 أبريل إلى جانب الالترأس لأنها تضم بين أعضائها بعضا من قيادات الالتراس فيما يشبه تبادل المنافع بين الحركة والالتراس. والمتباكون على "السبوبة" أو أصحاب "المذهب السبوباتى " أقصد مقدمى البرامج الرياضية الذين هاجموا الألتراس ومحمد أبو تريكة بكل ضراوة ووقاحة خوفا من عدم اقامة المباراة وهو ما يعنى أن بطولة الدورى على كف عفريت "يعنى السبوبة ضاعت". فى لحظة البحث عن المصالح تناسى هؤلاء نشيد الالتراس: " عمرى ما حب غير الاهلى ولا فى غيره يفرحنى...." تناسى هؤلاء أن أبو تريكة هو صانع الفرحة الاهلاوية وأمير القلوب والساحر. فالجميع - إدارة ، لاعبين ، جماهير - هم النادى الأهلى الذى بدا وكأنه يدفع فاتورة فقر الازمات فى الشارع المصرى.