القصة التي نحدثك عنها في هذا المقال " صيف الميدالية الذهبية" أو " Gold Medal Summer" صدرت مؤخرا، وهي مناسبة جدا للوقت الحالي بكل المقاييس، فمن عنوانها فقط نكتشف أن لها علاقة بفصل الصيف الذي نحن فيه الآن، وكذلك "الميدالية الذهبية" تدل على أن القصة لها علاقة بالرياضة والبطولات، ونحن الآن في شهر يوليو الذي ستبدأ في نهاياته دورة الألعاب الأوليمبية بلندن. تحكي لنا القصة عن لاعبة الجمباز الشابة جوي جوردان التي وضعت نصب عينيها هدفا أسمى في الحياة تسعى بكل قوة لتحقيقه، ألا وهو أن تصبح بطلة أوليمبية حاصلة على الميدالية الذهبية في لعبة الجمباز. لكن للأسف تقابل اللاعبة فشلا تلو الآخر يحرمها من تحقيق حلمها الأكبر، ويبعد الميدالية الذهبية عن يدها، رغم كل جهودها وتدريبها المتواصل كل يوم. فهي تقضي كل أوقات فراغها في محاولة تحقيق المزيد من الإتقان في ممارسة اللعبة، وتعلم حركات جديدة وتأديتها ببراعة، كما تحاول في الوقت نفسه تجاهل منافستها اللدودة، لاعبة الجمباز سارة واكر، التي دائما ما تتباهى أمامها بدعم والديها لها ماديا ومعنويا. يحدث هذا في الوقت الذي فقد فيه والدا البطلة جوي كل حماسهما لمتابعة مسيرة ابنتهما الصغرى في مجال الرياضة، بعد أن قضت ابنتهما الكبرى جوليا - شقيقة جوي- سبع سنوات في ممارسة الجمباز. فالآن أصبحت الأم لا تحتمل المزيد من توتر الأعصاب والأمل في فوز ابنتها بإحدى البطولات، والذي غالبا ما سيتحطم عند الخسارة والفشل المتكرر في حالة جوي، أما الأب، فأصبح عصبيا كثير الصياح في وجه مدرب ابنته الصغرى كلما اعترض على أسلوبه في تدريبها أو توجيهه لها! وبالرغم من أن جوي كانت تشعر بالغيرة الشديدة تجاه شقيقتها الكبرى لتمتعها بدعم الوالدين، وكذلك لنجاحها وحصولها على الميدالية الذهبية في اللعبة في سن 16 سنة فقط، فإنها لم تكن تملك في النهاية إلا أن تسعد بوجود شقيقتها دائما إلى جوارها، ولكونها القوة الداعمة والمشجعة الوحيدة لها في الأسرة. وعلى أية حال، فمن أفضل من شقيقة ناجحة وموهوبة ليقوي ثقتك بنفسك ويشجعك على المزيد من المثابرة والمحاولة حتى تحقيق النجاح؟! تتوالى الأحداث، وتمر بطلة القصة الشابة جوي بالكثير من المواقف والمفاجآت وتقدم الكثير من التضحيات، فهل يؤثر ذلك على مسار حياتها؟ وهل يكفي دعم وتشجيع شقيقتها جوليا لها، وتغيير المدرب لخطة تدريبها، لأن تحقق الحلم الذي طالما سعت إليه، وهو الحصول على الميدالية الذهبية في رياضة الجمباز؟ هذا ما ستعرفينه إذا قرأت قصة " صيف الميدالية الذهبية" أو " Gold Medal Summer" وأكملت صفحاتها المشوقة حتى النهاية. مؤلفة هذه القصة - التي نرى صورتها في هذا المقال - هي سيدة متوسطة العمر متعددة الاهتمامات، وهي الكاتبة الأمريكية دونا فريتس التي تعشق الموضة وتهتم بأنوثتها ومظهرها لأقصى درجة وتعمل كأستاذة جامعية في مجال الأديان بجامعة بوسطن، وتكتب في الغالب موضوعات رومانسية تعتني بالجوانب الروحية لدى الإنسان، وتقضي وقتها بين الكتابة والتدريس وإلقاء المحاضرات حول الإيمان في حياة الإنسان وحقوق المرأة في بعض المراكز المتخصصة. تهتم المؤلفة كذلك في كتاباتها بطرح أسئلة وجودية فلسفية مثل "لماذا جئنا إلى الحياة وما الحكمة من وجودنا فيها؟" وتحاول في كل كتاب أو قصة الاجتهاد لوضع إجابات مناسبة لهذه الأسئلة. تسهم المؤلفة دونا فريتس كذلك بكتابات منتظمة في الجريدتين الشهيرتين واشنطن بوست ونيوز ويك بمقالات تدور في معظم الأحيان حول الإيمان وأهميته الكبرى في حياة الإنسان، ومدى الفارق الإيجابي الكبير الذي يحدثه في نفس المؤمن.