هبة البورينى نجمة وبطلة مصرية سطعت فى سماء الجمباز العالمى.. تعد امتدادا لأبطال وبطلات «الصناعة المنزلية» فى مصر والذين لولا دعم أسرهم لما سمعنا عنهم ولسقطوا من ذاكرة التاريخ. البطلة المصرية تحدث عنها الاتحاد الدولى للجمباز بعبارات مشرفة أكد فيها أن مصر فجرت مفاجأة فى بطولة العالم الأخيرة بروسيا بتحقيق هبة للمركز ال71 من أصل 148 وتحسين رقم مصر بحصولها على 90 نقطة. كما كتبت رئيسة الاتحاد الروسى تقريرا وصفت فيه إمكاناتها وموهبتها قائلة إن هبة لديها كل مقومات البطولة وأنها ولدت لتكون بطلة فقط بشرط الاهتمام والرعاية والإمكانات. كما تناقلت الوكالات العالمية إحدى صور هبة أثناء أدائها لجملة كأحد أجمل التعبيرات الحركية فى البطولة كل ذلك صنع من هبة البورينى بطلة معروفة دوليا.. بصناعة منزلية. كيف كانت بدايتك مع لعبة الجمباز؟ - جدى لأمى «كابتن لطيف محجوب» كان من أبطال الجمباز فى الثلاثينيات وهو أحد مؤسسى الجمباز الفنى فى مصر واعتزل إبان الحرب العالمية الثانية بسبب سفر مدربه السويسرى، كما أن والدتى كانت لاعبة أيضا وهو ما جذبنى إلى اللعبة وتمنيت أن أصبح بطلة مثل جدى. فبدأت ممارسة اللعبة منذ 4 سنوات فى نادى الصيد، واخترت فى البداية الجمباز الفنى ومارسته لمدة عام ونصف العام، إلى أن شاهدتنى مدربة الجمباز الإيقاعى الروسية «إيميليا كروموفا» وأخبرتنى أنه لدىَّ استعداد بدنى ومرونة يؤهلانى إلى لعب الجمباز الإيقاعى. ما الفارق بين الجمباز الفنى والإيقاعى؟ - الجمباز الفنى يتضمن حركات أكروباتية على أجهزة خاصة.. أما الجمباز الإيقاعى فيعتمد على أداء جمل على الموسيقى بأدوات يحددها الاتحاد الدولى فى كل بطولة ومنها الكرة والشريط وغيرها. تنقلت بين ناديى الصيد والجزيرة ذهابا وإيابا.. ما الأسباب؟ - بدأت فى نادى الصيد ولعبت له حتى عمر «9» سنوات، ثم انتقلت فى عام 2003 إلى نادى الجزيرة وظللت ألعب له حتى عام 2008 ثم عدت مجددا إلى نادى الصيد بسبب بعض المشاكل، ولكن أؤدى تدريباتى الآن بمركز شباب الجزيرة! ألا توجد صالة جمباز بنادى الصيد لتتدربى عليها؟ - توجد صالة ولكن سقفها منخفض والأرضية غير قانونية وتالفة من أثر تدريبات وأجهزة الجمباز الفنى. ولذا أقوم بأداء تدريباتى على صالة مركز شباب الجزيرة الذى يعد مناسبا بالمقارنة بالصالات الأخرى. ما برنامجك التدريبى؟ - التدريب فى أيام الدراسة يكون بشكل يومى ماعدا يوم واحد فى الأسبوع للراحة ويستغرق من 4 :5 ساعات. وفى الإجازة تزيد عدد الساعات إلى 8 : 9 ساعات. هل أثرت ممارستك للجمباز على مستواك الدراسى؟ - أدرس بالصف الثالث الثانوى فى إحدى المدارس البريطانية.. وبحمدالله متفوقة.. وأعتقد أن ممارستى للرياضة عامة والجمباز خاصة كان لها أثر إيجابى للغاية على المستوى الدراسى والتحصيل وعلى مستوى النضج الفكرى والتعامل مع الحياة أيضا. خاصة فى ظل تفهم إدارة المدرسة اضطرارى للغياب بسبب البطولات وحرص المدرسين على مساعدتى بمحاولة شرح الدروس الفائتة بعد عودتى من البطولة، أيضا تنظيم الوقت ساعدنى كثيرا.. فيومى مقسم ما بين المذاكرة والتدريب فقط. ما أحلامك على المستوى العلمى؟ - أتمنى الالتحاق بكلية الهندسة تخصص ميكانيكا وأن أكون ناجحة فى حياتى العملية مثل والدى المهندس خالد البورينى ورجل الأعمال فى نفس الوقت. ما هواياتك خارج الجمباز؟ - أحب اللعب على البيانو وللأسف تلك هواية حرمت منها بسبب ضيق الوقت، أيضا أحب سماع الموسيقى والقراءة، كما أننى أكتب قصصا قصيرة. هل توقعت تحقيقك لهذا الإنجاز فى بطولة العالم الأخيرة بروسيا.. خاصة أنها البطولة الأولى لك؟ - تدربت جيدا قبل البطولة وكان لدىَّ أمل كبير فى تحقيق نتائج مشرفة وبالفعل حصلت على المركز ال «71» على مستوى العالم من أصل «148» دولة فى العالم وهو إنجاز لأن نتائج مصر فى الماضى كانت فى المؤخرة كما رفعت مجموع النقاط إلى أكثر من «90» نقطة وهو رقم جيد وهو ما أهلنى إلى احتلال المركز الأول عربيا وأفريقيا. من الذى استقبلك بعد العودة من بطولة العالم بروسيا؟ ومن كان أول المهنئين؟ - لم يستقبلنى أحد سوى أسرتى وهو شىء اعتدت عليه، ولم يحدثنى أو يهنئنى أحد من المسئولين أو الإعلاميين سواكم!! ما أهم إنجازاتك السابقة؟ - بالإضافة إلى إنجاز بطولة العالم الأخيرة بموسكو، فى بطولة أفريقيا بناميبيا فى مارس الماضى حصلت على المركز الأول فى أداة الكرة فردى والمركز الأول فى الفريق الجماعى والمركز الثانى فردى عام. ما الذى ينقص الجمباز المصرى لاحتلال المراكز الأولى عالميا؟ - أشياء كثيرة أهمها أن يكون هناك تخطيط، واهتمام ودعم ومعسكرات وصالات تدريب بمواصفات وعالمية، ومدربون محترفين فارق كبير بيننا وبين العالم فى دول العالم الكبرى فى الجمباز يخصص لكل لاعبة طاقم مكون من مدربة محترفة خاصة بالتكنيك واللياقة البدنية، ومدربة باليه خاصة لعمل فورمة للجسم وعمل عضلات طولية للاعبة، ومدربة كاريوجرافى لتشكيل الجملة مع الموسيقى، وطبيب فيربوثرابى. فى الوقت الذى تقوم مدربة واحدة فى مصر «إن وجدت»!! بتدريب جيش من اللاعبات!! باختصار شديد سنتقدم العالم إذا أعطونا ربع اهتمامهم بكرة القدم!! من الذى يتحمل تكاليف معسكرات التدريب والمشاركة فى البطولات؟ - والدى ووالدتى هما السبب الرئيسى فى أى إنجاز حققته فهما يتوليان الصرف على معسكرات التدريب باهظة التكاليف خارج مصر، كما أن والدتى تقوم بتدريبى لأن اتحاد الجمباز ونادى الصيد ليس لديهما مدربة، ونضطر أحيانا إلى استقدام مدربة محترفة على نفقتنا الخاصة بمساعدة المدربة المسئولة عن الجمباز فى روسيا. كيف تخططين لمستقبلك القادم فى الجمباز؟ - سأبدأ التدريبات فور انتهاء الراحة السلبية التى أحصل عليها الآن بعد بطولة العالم، استعدادا لبطولة العالم القادمة بمونتريال بكندا فى يناير 2011 وأهدف فيها إلى زيادة عدد النقاط والتقدم فى المراكز، حلمى الكبير التأهل لأوليمبياد لندن 2012 والوصول للأدوار النهائية وحصد ميدالية لمصر، وأن أظل متألقة حتى اعتزالى اللعبة. هل هناك عمر محدد لاعتزال لعبة الجمباز؟ - ليس هناك سن محددة للاعتزال، تستمر اللاعبة وفقا لقدراتها البدنية ومدى حبها للعبة وتكون الفروق الفردية أمرا حاسما وتعد الإسبانية (Almoldina Sid) أكبر لاعبة جمباز فى تاريخ اللعبة حيث اعتزلت وعمرها 28 عاما بعد أن شاركت فى 4 دورات أوليمبية آخرها أوليمبياد 2008 فى بكين. ما الذى تحتاجينه لتحقيق حلم ميدالية أوليمبية مصرية فى لندن 2012؟ - أولا: دعم المسئولين عن الرياضة والاتحاد فى مصر، وأتمنى انضمامى لمشروع التميز الرياضى أو البطل الأوليمبى. ثانيا: المزيد من الاجتهاد والتدريب وهو ما أعدكم به. ثالثا: توفيق الله ودعواتكم.