مكة المكرمة : - يواري العاهل السعودي الملك عبد الله جثمان وريثه السابق ولي العهد الامير نايف الثرى في مكة اليوم الاحد وينبغي عليه الان ان يسمي ولي عهد جديدا . والمرشح الذي من المرجح بشكل كبير ان يتولى المنصب ليخلف الملك عبد الله (89 عاما) هو الامير سلمان (76 عاما) ومثل جميع الملوك السابقين فهو احد ابناء مؤسس السعودية عبد العزيز بن سعود. وقال خالد المعينا رئيس تحرير جريدة سعودي جازيت انه سيكون هناك اجتماع يتم فيه تقرير ولي العهد القادم. واضاف انه من منظور تاريخي فان هذه العملية كانت دائما تتم باسلوب منهجي ومنظم. واضاف ان الامير سلمان مناسب للمنصب من اوجه كثيرة. والأمير نايف هو ثاني ولي للعهد تفقده السعودية في ثمانية أشهر خلال فترة لا تتجاوز ثمانية اشهر مع وفاة الامير نايف بن عبد العزيز البالغ النفوذ ووزير الداخلية الذي اشرف على محاربة تنظيم القاعدة. وبوفاته، ستشغر ثلاثة مناصب هي ولاية العهد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية. واعلن الديوان الملكي وفاة الامير نايف في وقت سابق السبت في الخارج مشيرا الى ان "الصلاة على الفقيد ستقام بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام في مكةالمكرمة الاحد". وفي جنيف، قالت مصادر طبية مطلعة لفرانس برس ان الامير نايف توفي جراء "مشاكل في القلب وخصوصا الشرايين".واضافت ان ولي العهد "شعر بتوعك الاربعاء الماضي فتم استدعاء اطباء اختصاصيين من المركز الطبي الجامعي، لكنه لم يدخل اي مستشفى ولزم مقر اقامته في قصر شقيقه الراحل الامير سلطان في ضاحية كولوني"، قرب جنيف، الى حين وفاته اليوم. وقد اعلن مصدر رسمي قبل ايام ان الامير نايف استقبل في جنيف عددا من المسؤولين السعوديين.وكان الامير نايف غادر جدة في 26 ايار/مايو الماضي لاجراء فحوصات طبية، وذلك للمرة الثانية في ثلاثة اشهر.واكدت المصادر الرسمية ان ولي العهد غادر في اجازة خاصة يجري خلالها بعض الفحوصات الطبية المجدولة، كما يقضي بعض الوقت للاستجمام.وكان الامير نايف توجه مطلع اذار/مارس الماضي الى مدينة كليفلاند الاميركية لاجراء فحوص طبية مجدولة توجه بعدها الى الجزائر في رحلة استجمام. ويشغل ولي العهد ايضا منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء.وتولى الامير نايف (79 عاما) اواخر تشرين الاول/اكتوبر 2011 منصب ولي العهد خلفا لاخيه الشقيق الامير سلطان الذي توفي عن 86 عاما في احد مستشفيات نيويورك. وقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون السبت تعازيهما اثر وفاة ولي العهد السعودي الذي اعتبرته كلينتون "شريكا مهما يحظى بتقدير الولاياتالمتحدة".وكتب الرئيس الاميركي في بيان ان "الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية طورتا تحت ادارته شراكة قوية وفعالة في مكافحة الارهاب ما انقذ حياة الكثير من الاميركيين والسعوديين".واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "تأثره" السبت بوفاة ولي العهد السعودي، مؤكدا ان فرنسا "خسرت صديقا" وفق بيان للاليزيه.ووجه الرئيس العراقي جلال طالباني مساء السبت برقية تعزية الى العاهل السعودي بوفاة الامير نايف، فيما أجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي يقوم حاليا بزيارة للندن، السبت اتصالا هاتفيا بالملك السعودي معزيا. وقرر مجلس الوزراء الاردني اعلان "الحداد العام" في المملكة غدا الاحد على وفاة ولي العهد السعودي.كذلك، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية الى نظيره السعودي. والامير نايف الذي واجه متاعب صحية هو من "الاشقاء السبعة" الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان وامير منطقة الرياض الامير سلمان. وتولى الراحل وزارة الداخلية طوال 37 عاما.وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عين الامير نايف ولي عهد جديدا بعد اسبوع من وفاة الامير سلطان الذي توفي في نيويورك. وبدا حينذاك ان الامير نايف الاخ غير الشقيق للملك، هو الاوفر حظا لتولي المنصب خصوصا بعد تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في آذار/مارس 2009. وكان كثيرون يعتبرون الامير نايف اكثر صرامة من الملك عبد الله (88 عاما) الاصلاحي الحذر، لكنه في الواقع براغماتي رغب في وصف نفسه بانه في خدمة الملك. واحتفظ بوزارة الداخلية طويلا وكان يعتبره السعوديون الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما انه قادر على قمع اي حركة معارضة اخرى.واقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة في معظم انحاء العالم العربي، لكنه اتخذ موقفا متشددا حيال ايران بسبب عدم ثقته بقادتها.وقال دبلوماسيون غربيون انه لعب دورا مهما في قرار المملكة استضافة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير، وارسال جنود الى البحرين للمساعدة في ترسيخ الامن اثر تظاهرات قادها الشيعة في المملكة الصغيرة المجاورة.كما كانت لديه علاقات وثيقة مع الاوساط الدينية المحافظة التي تعارض انفتاحا اكبر في المجتمع السعودي. ولد الامير نايف، الولد الثالث والعشرون للملك المؤسس، العام 1933 في الطائف وتولى امارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل ان يعين نائبا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975. وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و2006.كما حلت اجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة اسامة بن لادن. وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب/اغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن. الا ان وزارة الداخلية قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الامر الذي دفع بمنظمات حقوق الانسان الى انتقادها.وكان عدد كبير من السعوديين ابدوا اطمئنانهم تجاه الامير نايف بسبب قدرته على الامساك بالملف الامني بشكل جيد. ودليلا على نهجه المحافظ، كان الامير نايف اعلن للصحافة انه لا يرى فائدة من انتخاب اعضاء مجلس الشورى، وعددهم 150 يعينهم الملك، او من وجود النساء في المجلس.كما دافع احيانا عن رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المتهمين بسوء التصرف في بعض الاوقات. وفي الاشهر المنصرمة، حرصت اجهزة وزارة الداخلية على عدم انطلاق تظاهرات مماثلة لما يجري في بعض البلدان العربية. وتقدم الامير نايف بالشكر علنا للسعوديين نظرا لعدم تجاوبهم مع دعوات للتظاهر اطلقها ناشطون محليون. وتشرف وزارة الداخلية كذلك على الامن في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، حيث تعيش غالبية الاقلية الشيعية التي تشهد حراكا تعتبره الرياض بايعاز من ايران متهمة اياها بالتدخل في شؤونها الداخلية. المصدر : أ ف ب