القاهرة:- نجح شباب جماعة الإخوان المسلمين المشارك في اعتصام ميدان التحرير، الساخط على أحكام القضاء في قضية القرن المتهم فيها حسني مبارك الرئيس السابق، وانحسار جولة الإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي، في إقناع المتظاهرين بعدم الهتاف ضد محمد مرسي وبدا واضحًا تركيز الهتاف ضد النظام السابق والفريق أحمد شفيق والمجلس العسكري. وتوحدت أغلب التجمعات في الميدان علي الهتاف ضد رموز النظام السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق، بالإضافة إلى رفع لافتات وشعارات تندد بترشيح شفيق للرئاسة وصور ترفض صعوده علي الساحة السياسية، وأصبح هناك خجل في الهتاف ضد مرسي، بعد اعتصام شباب الإخوان بين المتظاهرين. وغاب تماما عن ساحة الميدان الصور الرافضة لمحمد مرسي مرشح جماعة الاخوان في الرئاسة، كما انخفضت أصوات الهتاف ضد الإخوان والمرشد، بعكس ما حدث أمس الأول في أول أيام الاعتصام التي انتشرت فيه الصور والهتافات الرافضة لترشيح مرسي للرئاسة. جاء هذا التمييز في الوقت الذي يرفض فيه متظاهري التحرير أن تكون جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين مرشح يمثل النظام القديم (شفيق) ومرشح يمثل جماعة الإخوان المسلمين (مرسي)، ويبدو أن المساعي التي قدمها شباب الإخوان في أول ايام الاعتصام بالتحرير وظهور مرشحهم (مرسي) بالميدان، في إقناع المتظاهرين بتوحيد الصف مرة أخري والعودة من جديد إلى نقطة الصفر، وتوحيد المتظاهرين بمختلف انتمائاتهم علي الوقوف أمام النظام السابق ومرشحهم في جولة الإعادة (شفيق)، علي الرغم من رفض متظاهري الميدان للاخوان، ومحاولتهم باقناع الإخوان بالتوقيع علي وثيقة "إعلان مبادئ وحدة الصف الوطني"، كضمانة بعد الإداء السيء لهم في البرلمان. وأكد عدد من المتظاهرين أنه يجب التوحد في صفوف المتظاهرين مرة أخرى في وجه النظام السابق والممثل في مرشحهم للرئاسة احمد شفيق، وأن الإخوان هم البديل الاضطراري الوحيد في هذا الوقت بالرغم من سوء أدائهم ولهثهم لجمع أكبر مكاسب سياسية، وأضاف أخرون بأن الإخوان كان في صفوف الثوار أثناء الثورة وقد نلتمس لهم العذر لهذا السبب، فيما تخوف البعض من ميليشيات الاخوان والاصطدام بهم في هذا الوقت، واستعادوا ذاكرة اولي أيام انعقاد مجلس الشعب المنتخب بعد الثورة، حين وقف ميلشيات الإخوان في وجه المتظاهرين المتوجهين للمجلس ومنعهوم من التقدم إلى هناك، وهو ما قد يتكرر داخل الميدان ويصبح الصدام بين الثوار والإخوان. المشهد العام يؤكد رفض المتظاهرين للإخوان المسلمين ومرشحهم محمد مرسي، ورفضهم للنظام السابق والفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة في جولة الإعادة، إلا أن الإخوان نجحت في تحقيق اول مكسب سياسي لها داخل الميدان، واستغلال قرار المحكمة في قضية مبارك لصالحهم، وإقناع المتظاهرين بأنهم الحل الوحيد حتى لو اختلفوا معهم، وأن انتخاب مرسي ليس في صالح الإخوان بقدر إسقاط شفيق. وبالرغم من تحقيق الإخوان لهذا المكسب السياسي المعنوي بين متظاهري التحرير، إلا أن المناقشات الجانبية حول اشتراكهم في مظاهرات التحرير ودخولهم في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية بين مؤيد ومعارض، مازالت جارية وتصل أحيانا إلى حد المشدات والتشابك بين المتظاهرين.