قادت جهود اقتفاء إثر عبوات مزيفة من عقار افاستين الذي يستخدم في حالات الإصابة بالسرطان -وهو دواء يقدر حجم التعامل فيه بمليارات الدولارات- إلى عنوان في حي مزدحم بالقاهرة دون أن يكون هناك لافتة باسم الشركة التي أعلن عنها الموردون الدوليون على أنها مصدر هذا المنتج. وأطلق اكتشاف أفاستين المزيف في الولاياتالمتحدة -- لا يحتوي على المادة الفعالة -- موجات صدمة في انحاء الأوساط الطبية بإظهار كيف أنه حتى الأدوية الباهظة التكاليف التي تؤخذ عن طريق الحقن وليس الاقراص فقط مثل الفياجرا وليبيتور عرضة لخطر المزورين الجنائيين. ويجري الأن مراقبون للرعاية الصحية على جانبي الأطلسي تحقيقات لمعرفة كيف دخلت العبوات المزيفة لعلاج السرطان التي تصنعها شركة روش سلسلة التوريد في أكبر سوق في العالم بعد نقلها من مصر عبر سويسرا إلى بريطانيا في طريقها الى كاليفورنيا. وقالت شركة هاديكون ومقرها مدينة تسوج في سويسرا لرويترز إنها استوردت عقار أفاستين من شركة تدعى "اس.ايه.دبليو.ايه. للاستيراد والتصدير" في الجيزة بالقرب من الأهرامات على مشارف القاهرة. لكن لم تكن هناك شركة باسم اس.ايه.دبليو.ايه. في العنوان الذي ذكرته هاديكون وهو -- 2 شارع العشرين فيصل -- وبدا أن المبنى المكون من خمس طوابق يضم فقط مسجدا صغيرا ومكتب عقارات فوقه عندما زاره مراسل رويترز اليوم الثلاثاء. وقال سكان محليون إنه يوجد عيادات أطباء في الطوابق العليا وتوجد لافتة أيضا لمكتب محاسب. ولم يكن لدى كثير من الناس في المنطقة ومنهم عاملون بصيدلية قريبة أي علم بشركة باسم اس.ايه.دبليو.ايه. وقال متحدث باسم وزارة الصحة المصرية المسئولة عن استيراد وتصدير الأدوية أن المسؤولين اجروا تحريات ووجدوا أن شركة اس.ايه.دبليو.ايه. غير مسجلة لدى الوزارة بأي صفة مما يجعل تعامل الشركة في الادوية غير قانوني. وقالت هاديكون في رسالة بالبريد الإلكتروني أنها لم تكن لديها أي مشكلة في الماضي مع الشحنات الواردة من شركة اس.ايه.دبليو.ايه. مضيفة ان هاديكون لديها ترخيص بتصدير الادوية السابقة التعبئة والاغلاق لكن لا يسمح لها بفتحها.