في ظل ترحيب دولي واسع وصمت عربي شبه مطبق على إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية قتلها لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فقط حركة حماس الفلسطينية شذت عن القاعدة وأعلنت صراحة استنكارها للعملية. وقال رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية خلال لقاء مع صحفيين في مكتبه بمدينة غزة، إن "صحت هذه الأخبار، فإن ذلك يأتي ضمن السياسة الأمريكية القائمة على البطش وسفك الدم العربي والإسلامي". وأعرب هنية عن استنكاره لقتل أي إنسان "مجاهد مسلم". أما السلطة الفلسطينية فقد اعتبرت مقتل بن لادن "مفيداً لقضية السلام". وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية "التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والأساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن وآخرون في العالم." من جانبها رحبت الحكومة العراقية بنبأ مقتل بن لادن. وقال المتحدث باسمها علي الدباغ إن حكومة بلاده "تشعر بارتياح كبير" لمقتل بن لادن، مشيرا إلى أن زعيم تنظيم القاعدة "كان مخططا وموجها للكثير من أعمال القتل للعراقيين وتدمير البلد والتسبب في الكثير من المشاكل للعراقيين. وقال اللواء الركن حسن البيضاني، رئيس هيئة أركان عمليات بغداد، "أصدرنا الأوامر باتخاذ الحيطة والحذر وكثفنا العمل الإستخباري في الشوارع." وأضاف "نحن نتوقع 100 بالمائة وقوع هجمات لأن مثل هذه التنظيمات تسعى لإثبات الوجود في مثل هذه الظروف". أما دول الخليج العربية فقد استقبلت نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة بما يشبه الصمت بما في ذلك مسقط رأسه السعودية. وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد اكتفت بالإشارة إلى إعلان خبر مقتل بن لادن دون أن تشير إلى رأي السعودية التي يحمل أسامة بن لادن جنسيتها. لكن الوكالة السعودية عادت ونقلت عن من أسمته مصدر سعودي رسمي قوله إن السعودية "تأمل أن يساعد قتل أسامة بن لادن الحرب ضد الإرهاب وأن يساعد في "القضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه". وأحجم وزراء خارجية البحرين والكويت والإمارات الذين يشاركون في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بابوظبي عن التعليق على مقتل بن لادن. وفي صنعاء قال مسؤول طلب عدم نشر اسمه إن قتل زعيم تنظيم القاعدة سيقتلع الإرهاب على مستوى العالم من جذوره. وقال مسؤول في الرئاسة اليمنية لوكالة فرانس برس رافضا ذكر اسمه "نأمل أن يكون مقتله بداية النهاية للإرهاب". وفي موقف مثير للانتباه شددت جماعة "الإخوان المسلمين" على أنها ضد استخدام العنف بصفة عامة وضد أساليب الاغتيالات وأنهم مع المحاكمة العادلة لأي متهم بارتكاب أي جريمة مهما كانت، وذلك ردا على إعلان مقتل بن لادن على أيدي قوات أمريكية في باكستان. وفى فرنسا اشاد الرئيس نيكولا ساركوزي بتصميم الولاياتالمتحدة التي كانت تلاحق زعيم تنظيم القاعدة منذ 10 سنوات، مرحبا بهذا الحدث الكبير في مكافحة الارهاب في العالم. وشدد على ان بن لادن كان يروج لايديولوجية كراهية ويقود منظمة ارهابية اوقعت آلاف القتلى . وحذرت الرئاسة الفرنسية ايضا من ان الهزيمة التاريخية التي منيت بها آفة الارهاب لا تعني نهاية القاعدة وهو ما اشار اليه ايضا وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه. ورحبت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا جيلارد بالنبأ وقالت: "أرحب بالأخبار التي تتحدث عن مقتل أسامة بن لادن، اعتقد أن الرئيس اوباما والجيش الأميركي جعلا من هذا الهدف ممكناً، ، لكن القاعدة لم ينته أمرها بعد، الحرب ضد الإرهاب يجب أن تستمر، وعلينا الاستمرار في العمل في أفغانستان لكي لا يكون بلدا ينشط فيه الإرهاب." وقال وزير خارجية ألمانيا إن الأخبار التي أعلنها الرئيس أوباما جيدة ، وأضاف غويدو فيسترفيلي في بيان له أن العالم أصبح مكانا أفضل بعد مقتل أسامة بن لادن. كما رحب وزير الخارجية الياباني تاكيكي ماتسوموتو بمقتل أسامة بن لادن ووصف ذلك بأنه مؤشر على التقدم الكبير في محاربة الإرهاب. ورحبت الحكومة الأفغانية بنبأ مقتل أسامة بن لادن، وشدد الرئيس الأفغاني حامد كارزاي على وجوب أن تتعلم طالبان درسا من مقتل أسامة بن لادن ودعاها لوقف القتال. من جانبها دعت كابل الحكومة الباكستانية إلى التعاون بطريقة أفضل من أجل تحقيق النتائج المرجوة من الحرب على الإرهاب. ونقلت محطة التلفزيون الإيرانية Press TV عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله انه بعد مقتل أسامة بن لادن "لم يعد للولايات المتحدة وحلفائها أي مبرر لنشر قوات في الشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب".