خلال الاثنى عشر يوما الماضية شهد الإعلام المصري والعربي ما لم يشهده قط من تصريحات كان لا يمكن التنبؤ بها او توقعها في ابعد احلامنا كجماهير.. هذه التصريحات عكست لنا المنعطف الجديد الذي نسلكه في حياتنا السياسية والاجتماعية لتضع الإعلام في فترة جديدة سيكون مختلفاً فيها عما قبل 25 يناير، مثله كمثل الشعب المصري. فبغض النظر عن بعض القنوات العربية التي حملت كما كبيرا من التضليل كقناة "الجزيرة" أو غياب الرقابة وتعمد الإساءة والتبجح على الرموز المصرية كقناة "الرأي السورية".. فإن ألسنة فناني مصر واعلامييها ورموزها السياسية نطقت بما لم يتخيله احد، وخلال السطور القادمة سنعرض لكم بعض التصريحات المهمة التي شهدتها الفترة الماضية: - حسام حسن: "انا مش عارف مين أيمن اسمه ايه ده (إشاره لأيمن نور) ولا اللى اسمه البرادعي... ايه الناس القذرة دي؟". انطلاقاً من مبدأ "اللي نفسه في حاجه يقولها" الذي يتبعه أغلب الشعب المصري الآن، قام حسام حسن المدير الفني لنادي الزمالك بالتهجم على كل من أيمن نور مؤسس حزب الغد ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، ووصفهما بأنهما "قذرين"، وذلك خلال تأكيده على حبه وتقديره للرئيس محمد حسني مبارك واعتراضه على حملة الهجوم الموجهة له حالياً. - أحمد شفيق رئيس الوزراء: تصدقوا أنا معرفش إذا كان أنس الفقي وزير الإعلام كان رجل أعمال ولا لأ!". في أول إطلالاته الإعلامية بعد توليه لمنصب رئاسة الوزراء صدمنا الفريق أحمد شفيق بهذه الإجابة عندما سألته المذيعة لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة عن إبقائه على أنس الفقي كوزير للإعلام على الرغم من ان الشباب كان يطالب بعدم تولي رجال الأعمال لأي منصب وزاري، الا ان شفيق اجابها بأنه لم يكن يعلم من الاساس إن كان الفقي رجل اعمال ام لا.. ليوجه صدمه للجماهير كانت هي الإخفاقة الوحيدة في خلال حواراته التي اتسمت بحكمة سياسية شديدة الوضوح. - سماح أنور: "خلي الليّ في ميدان التحرير يولعوا فيها". استطاعت الفنانة سماح أنور ان تجلب لنفسها موجة شديدة من الهجوم بهذا التصريح الذي اعلنته صراحة للجماهير خلال تعبيرها عن رأيها المعارض للاعتصامات الحالية بميدان التحرير والتي تطالب بتنحي الرئيس في مكالمة مع قناة "المصرية".. فسماح اعتبرت ان الحل ان نترك المعتصمين ليدخلوا في مناوشات وحروب مع البلطجية - كما ذكرت- حتى يرتاح المتواجدون في منازلهم الذين يريدون مباشرة حياتهم، وهو ما اعتبره اغلبيه الرأي العام رأيا حادا للغاية وغير عادل. -عمرو أديب: "أنا محدش يقدر يقول عليه أنا بتاع النظام.. قعدوني في البيت 6 أشهر، زي الستات". هذا التصريح ادلى به الإعلامي عمرو أديب خلال تأكيده على موقفه غير الموالي للنظام في برنامجه الجديد "مباشر مع عمرو أديب" على قناة "الحياة 2"، والذي نال اعجاب الكثيرين ومن بينهم المنتج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي الذي اتصل خصيصاً ليشكره على هذا التصريح وليؤكد له انه هو الآخر جلس في منزله بلا عمل بسبب فساد وزير الثقافة السابق فاروق حسني وعبد العظيم وزير، محافظ القاهرة الحالي اللذين تسببا في اغلاق مسرحه -على حد قوله- مضيفاً انه قدم شكوى للرئيس في هذا الصدد الا انه لم يستجب. - سامح عاشور (النائب الأول لرئيس الحزب الناصري): "اللي اسمه حكيم ده قليل الادب إزاي بيتكلم بقلة الأدب دي...وعايز تفهمني إن ده بيقف في الشارع مع المقاومة الشعبية!". كانت الجمل السابقة رد السياسي سامح عاشور على المداخلة الهاتفية التي قام بها المطرب الشعبي حكيم في برنامج "مصر النهاردة" على قناة "المصرية"، والتي ابدى فيها حكيم للإعلامي خيري رمضان اعتراضه على استمرار الاعتصام حتى الآن بميدان التحرير ونادى خلالها الشباب بالعودة الى بيوتهم وعدم اهانة الرئيس وعدم التسبب في انتشار الفوضى في مصر، وبمجرد انهائه للمكالمة قام ضيف البرنامج سامح عاشور بوصفه ب "قلة الادب" وهو التطاول الذي حاول خيري رمضان ان يمنعه وحاول تخفيف الموقف مؤكداً لسامح ان حدة حكيم في المكالمة قد يكون سببها انه مرهق من حراسة منطقته واسرته مع اللجان الشعبية، الا ان سامح قرر مواصلة الهجوم وقال له انه لا يعتقد ان حكيم ينزل الى الشارع وينضم للجان الشعبية!. - عمار الشريعي: "عيب التليفزيون المصري يعمل فينا كده... الدنيا بتولع بره وهما جايبين طريقة عمل المربى بالمكسرات.. يا راجل ده انا اللي اسمي مبشوفش اتجننت... دي حاجة تخلي الواحد يلطم...". بعد حالة النكران التي اتبعها التلفزيون المصري منذ بداية احداث 25 يناير، قرر الموسيقار الكبير عمار الشريعي ان ينتقد التلفزيون - بكل لباقة ممكنة - في عقر داره من خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامى أحمد بصيلة وضح فيها استياءه من التغطية السيئة التي يتبعا المسئولون في التلفزيون، المهم في الامر ان عبد اللطيف المنياوى رئيس قطاع الأخبار قام باجراء مداخله تليفونية فور انتهاء مداخلة عمار وضح له فيها الاسباب التي دفعتهم الى عدم التركيز على الاحداث ووعده ان التغطية الإعلامية المصرية ستشهد تحسناً خلال الفترة القادمة. - مصطفى الفقي لرولا خرسا: "الورقة دي ترفعيها لجوزك مش ليا..". كان هذا هو الرد الذي فوجئت به الاعلامية رولا خرسا من مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى والعضو السابق بالحزب الوطني - بعد ان استقال امس- عندما استضافته في مكالمة هاتفية ووجهت له في الكاميرا ورقة توضح ادلة معينة فيما يخص قضية الهجوم على بعض شباب 25 يناير، الا ان رده عليها فاجأ الجميع بمن فيهم الاعلامي عمرو اديب مقدم البرنامج وضيوف الحلقة الذين حاولوا تخفيف الصدمة على رولا التي بدت محرجة للغاية. - مرتضى منصور: "مبقاش غير المخمورين والمأجورين اللي يتكلموا.. مش حسني مبارك اللي عنده قصر في تل ابيب يا امير قطر ولا هو اللي خد الحكم من ابوه وحبسه في الحمام يا امير قطر ويا موزة". تحول التصريح السابق الذي ادلى به المحامي الشهير مرتضى منصور خلال تواجده في برنامج "48 ساعة" على قناة المحور، الى حديث الشارع المصري بسبب كم المعلومات التي قدمها مرتضى للشعب المصري والتي بغض النظر عن مدى صحتها الا انها تحولت الى مقاطع فيديو الاكثر مشاهدة على مواقع الانترنت المختلفة. - بسمة: "أخيرا ميدان التحرير بقى خالي من التحرش والمضايقات .. اخيراً اقدر أمشي بين الناس من غير ما اتعاكس او اسمع كلمة وحشة من الشباب". قررت الفنانة بسمة ان تطل علينا أمس،السبت، عبر شاشة قناة "BBC عربي" لتدلي بهذا التصريح الذي استفز عددا كبيرا من المشاهدين المصريين، الذين ما لبثت ان انتهى كلامها وراحوا يعلقون عليه وينتقدونه على صفحات الفيس بوك وفي احاديثهم، وركز النقد على سؤال مهم هل هذا هو الوقت المناسب لهذا التصريح خاصة أنه كان على شاشة قناة يتابعها الملايين حول العالم؟!. -خالد صالح: "من حق الشباب أن يطلب التغيير ده احنا لو كنا بناكل خيار طول 30 سنة من حقنا نغير بقى.. حتى لو تفاح عايزين نغير". هكذا عبر عن رأيه الفنان الكبير خالد صالح لقناة "الحياة" وأوجز وجهة نظره في هذه الكلمات التي تناقلها الشباب من فرط اعجابهم بها، والتي وضح خلالها خالد انه شارك في هذه المظاهرات لرغبته الشديدة في التغيير حتى وان قال البعض ان الوضع السابق كان جيدا الا ان من حق المرء ان يشهد تغييراً وتنوعاً، على حد قوله. - طلعت زكريا: "الريس بلغني لما قابلته من اربعة شهور أنه مش حيرشح نفسه ولا ابنه جمال للرياسة مرة تانية.. وأنا ندمان اني مبلغتش الشباب بالكلام ده قبل ما يحصل كل ده". فاجأ، الفنان طلعت زكريا بهذا التصريح الذي جاء متاخراً للغاية من جانبه والذي كان يساوي الكثير قبل 12 يوما من الآن، الا انه الآن كان من الافضل الا يقال حتى لا يجر عليه هجوماً عنيفاً لعدم بوحه به من قبل خاصة انه كان قد يغير الموقف السياسي للشباب المصري.