قررت محكمة استئناف القاهرة تحديد جلسة 15 يناير المقبل لبدء محاكمة طارق عبد الرازق، المتهم بالتجسس لصالح الموساد بالاشتراك مع شخصيين إسرائيليين بينهم ضابط فى الموساد، وحددت المحكمة الدائرة السابعة برئاسة المستشار جمال الدين صفوت رشدى لنظر القضية وتنعقد الجلسات فى مقر محكمة التجمع الخامس. وقالت مصادر أمنية إنها تتابع وجود جواسيس أو عملاء للموساد فى مصر، وإنها حصلت على جميع المعلومات وتدرسها للوصول إلى مدى حقيقتها، وتواصل جمع الأدلة على ما قاله المتهم. ورفضت المصادر الإدلاء بأية معلومات عما إذا كانت تلك المعلومات التى أدلى بها المتهم قد ساعدتهم فى التوصل إلى متهمين آخرين من عدمه، وقالت :"عندما نصل إلى شىء سنعلن عنه للجميع". "هل تريد أن تفوز بمليون جنيه": إعلان على الإنترنت كان بداية العلاقة مع الموساد وحول مزيد من التفاصيل المثيرة في ملف القضية، سألت النيابة المتهم عن كيفية بدء العلاقة بينه وبين شبكة الموساد، فقال المتهم: "بعد أن سافرت إلى الصين وفشلت فى الحصول على فرصة عمل هناك واستدنت أموالاً كثيرة من زوجتى.. فوجئت بإعلان على شبكة الإنترنت.. يظهر إشارة تضىء وتختفى مكتوباً عليها (هل تريد أن تفوز بمليون جنيه).. بالفعل دخلت على الموقع وعرفت أنه تابع للموساد.. وقدمت طلبا للعمل معهم". وأضاف المتهم: "فوجئت باتصال تليفونى من المتهم الثانى جوزيف بعد 40 يوما من تقديم الطلب، وعرّفنى بنفسه وطلب منى مقابلته فى تايلاند. وقبل الميعاد بساعات اتصل بى مرة ثانية وطلب تغيير مكان المقابلة للهند، فأخبرته بأننى لا أملك مالاً للسفر.. فقال لى "اتصرف وإحنا هنسلمك الفلوس اللى أنت عاوزها".. اقترضت المبلغ من زوجتى. وسافرت إلى الهند. وأخذت تاكسي للوصول إلى مقر السفارة حيث اللقاء. وقبل أن أنزل من التاكسى أمام السفارة وجدت فرداً من أمنها يسألنى "إنت طارق؟".. فأجبته بالإيجاب.. فدفع مسؤول الأمن حساب التاكسى.. وأخذنى إلى الداخل. وأكمل المتهم: "جلست مع المتهم الثانى (جوزيف) قرابة نصف ساعة.. ثم انصرف وتركنى مع (إيدى موشيه). وبعدها حجزوا لى فى فندق 5 نجوم وقال لى إنه سيتصل بى بعد أيام. لم يكن معى أى نقود فى تلك اللحظة. فأنهيت إقامتى فى الفندق الكبير وأخذت فارق سعر الأيام التى كانت محجوزة لى. وانتقلت للإقامة فى فندق 3 نجوم. "عرضت على جهاز كشف الكذب وأجبت 3 مرات بأنني أحب مصر" وفى رده عن الأسئلة التى وجهها ضابط الموساد للمتهم أثناء عرضه على جهاز كشف الكذب قال المتهم: "أخبرونى أننى سأخضع لجهاز كشف الكذب ووافقت.. فى المرة الأولى والتى استمرت قرابة 3 ساعات سألونى عدة أسئلة من بينها "اسمك وعنوانك وعدد أفراد أسرتك.. وهل تحب مصر أم لا.. ولماذا ترغب فى العمل مع الموساد الإسرائيلى؟". وعن الإجابات رد المتهم "كنت أجيب بكل ثقة" وقلت فى المرتين اللتين خضعت فيهما للاختبار إننى "أحب مصر".. "وأعمل مع الموساد من أجل المال". وبعدها طلب "موشيه" من المتهم أن يجلس مع فتاة كانت موجودة فى الشارع بالمصادفة.. وقال: "هعملك اختبار فى (فن الحوار).. لو جلست معها لأكثر من 10دقائق.. يبقى أنت هتنجح فى المهمة المكلف بها".. وبالفعل جلست مع الفتاة التى كانت تبيع الورد لأكثر من 10 دقائق. وبعدها سلم موشيه المتهم جهاز كمبيوتر.. وقال له: أنت ستقابل "البروفيسور" فى بكين. وطالبه البروفيسور بأن يعمل على تجنيد أو جمع معلومات عن موظفين فى قطاع الاتصالات فى سوريا ولبنان ومصر، وكذلك رصد الحالة الأمنية فى مطار دمشق والأجهزة التى تمر من عليها الحقائب فى المطار، ونوعية الإنترنت الموجود فى دولتى سوريا ولبنان. وأمد الضابط الإسرائيلى المتهم المصرى.. ب"4" خطوط موبايل. أحدها يعمل دولياً والآخر فى بكين وثالث فى سوريا ورابع مخصص فقط للاتصال بعناصر الموساد، وسافر المتهم إلى سوريا وقابل المسؤول الأمنى المجند لصالح إسرائيل.. وسلمه أموالاً وأخذ منه ملفات عليها معلومات وسلمها للضابط الإسرائيلى.. الجاسوس المصري: "كنت أراقب الموساد نفسه" ورفضت السفر إلى إسرائيل وأضاف المتهم فى اعترافاته أنه كان يعطى المعلومات للضابط الذى كان يرسلها لمسؤوليه عن طريق أحد الكافيهات. وقال: كنت أذهب بعدها إلى نفس الجهاز الذى أرسل منه المعلومات وأتمكن من استخراج ما أرسله مرة ثانية. وأشار إلى أن الموساد حاول اختباره فى إحدى المرات. ووضع برنامجاً خاصاً لمراقبته عن طريق جهاز اللاب توب.. لكن المتهم تمكن من فك شفرته وتحطيمه.. وقال المتهم بالنص فى التحقيقات: "أنا كنت أراقب الموساد نفسه" وأكد المتهم أنه فى بداية عمله مع الموساد طلبوا منه أن يعمل مع جاسوس آخر مصرى فى القاهرة.. لكن المتهم رفض لعدم رغبته فى العودة إلى مصر، فأحضر ضابط الموساد شخصاً ملقباً ب"الأستاذ" وقال إنه مصرى يعمل مع الموساد منذ 20 عاما وتمكن من تجنيد مئات من الشباب المصريين للعمل مع الموساد فى أفغانستان.. وقال المتهم فى التحقيقات إنه تأكد من أنه مصرى لأنه تحدث بألفاظ لا يقولها إلا مصرى.. وقال إن هذا الجاسوس يعتاد الجلوس على أحد المقاهى فى شارع جامعة الدول العربية. وأضاف المتهم: "إن الضابط كان يقدم لى النساء والخمر والمخدرات" ولكنه كان يرفضها، وإن الضابط طلب منه أن يسافر إلى إسرائيل للتدريب على جهاز خاص، إلا أن المتهم رفض معللا أنه إذا ركب الطائرة المتجهة إلى إسرائيل فالأمن المصرى سيضربه بالنار. وطلب من الموساد أن يحضروا هذا الجهاز إلى بكين ولكنهم رفضوا. وأكمل المتهم: "بعد اغتيال الموساد "المبحوح" القيادى فى حماس وذلك فى دبى واختراق حزب الله فى لبنان.. فوجئت بضابط الموساد يبلغنى بتجميد نشاطى، على الرغم من أنهم كانوا يستعدون لتسفيرى إلى القاهرة لمقابلة شخص يعمل معهم ولم يعطونى أى معلومات عنه. المتهم أبلغ السفارة المصرية بعمله مع الموساد قبل شهر من إلقاء القبض عليه وأضاف: "وقتها تشككت فى الموضوع. وذهبت إلى المسؤول الأمنى فى السفارة المصرية بالصين وأخبرته بضرورة مقابلة السفير المصرى، وتركت له خطاباً يفيد بعملى مع الموساد ورغبتى فى إبلاغ الجهات الأمنية فى مصر .. وبالفعل تقابلت مع السفير وطلب منى أن أسافر إلى القاهرة لمقابلة المسؤول الأمنى.. فسألت السفير: هل أحجز تذكرة ذهاباً وعودة أم ذهاباً فقط- فى إشارة لاعتقاله فى مصر من عدمه بعد الإبلاغ عن نفسه. فأبلغنى السفير بأننى سأعود إلى الصين مرة ثانية. وكنت أرغب فى أن أكون عميلاً مزدوجاً لصالح مصر. وأضاف: "المتهم حضرت إلى القاهرة. وحجزت فى فندق بوسط القاهرة وبالتحديد فى ميدان التحرير. ومكثت يومين ولم أتصل بأحد أو حتى أسرتى. كنت فقط أجلس على المقهى.. ثم جمعت ملابسى وحقيبتى وتوجهت إلى المطار للسفر.. وهناك تم إلقاء القبض على" وفي قراءة سريعة لأهم العناوين التي جاءت بالمصري اليوم: أعضاء "الوطنى" يهاجمون الحكومة فى مؤتمر الحزب.. ومواجهات ساخنة حول الدعم. الحبس سنة مع الشغل ل 19 من "ألتراس الزمالك" بتهمة الشغب. النائب العام يخلى سبيل 19 متهماً فى "أحداث العمرانية".. والكنيسة ترحب بالقرار. "الأرصاد": ليلة رأس السنة صقيع وأمطار ورياح شديدة.