على ما يبدو أن الحرب أصبحت عنيفة على الإخوان، فبعدما أثار السيناريست المعروف وحيد حامد غضبهم بتقديمه مسلسل "الجماعة" يأتى رجل الإعمال الشهير نجيب ساويرس ليزيد من غضبهم هو الآخر بالطريقة ذاتها. فقد كشفت مصادر مطلعة أن قناة ON TV الّتي يملكها رجل الأعمال القبطي ستبدأ من اليوم عرض الفيلم التسجيلي الذي يتناول قصة نشأة جماعة الأخوان المسلمين. وبالرغم من أن هذا الفيلم محظور لتناوله قصة حياة جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها وحتى الآن، فإن هذا لم يمنع ساويرس من عرضه على قناته الخاصة ليلحق بسلسلة الهجوم الشرسة على الإخوان والتي بدأها السيناريست وحيد حامد بعرضه مسلسل "الجماعة" في رمضان الماضي. ومن المتوقع أن يثير هذا الفيلم الذي يعد أول فيلم تسجيلي يتناول قصة حياة الجماعة منذ نشأتها، ردود أفعال وبلبلة قد تصل إلى فتنة بين مسلمي وأقباط مصر, خاصة وأنه قد تم تنفيذه دون الرجوع إلى جماعة الإخوان أو أحد قياداتها، وتم إنتاجه بواسطة القناة التي يملكها رجل الأعمال القبطي. والفيلم مقسم إلى أجزاء، الجزء الأول يتناول الحياة في مصر خلال فترة العشرينيات من القرن الماضي مرورا بنشأة جماعة الأخوان على يد مؤسسها حسن البنا وحتى اغتياله في أواخر الأربعينيات. أما الجزء الثاني فيبدأ في فترة الخمسينات التي تعد البداية الثانية لنشاط الإخوان مرورًا بقيام الثورة وصفقات الإخوان مع الضباط الأحرار وحتى منتصف الستينيات. فيما يتضمن الجزء الثالث ظهور جماعات متطرفة عديدة خرجت من عباءة الإخوان في فترة السبعينيات، وعلاقتهم بالرئيس السادات وكيف تم الاتفاق بين هذه الحركات وجماعة الإخوان على التخلص من الرئيس السادات. واخيرا الجزء الرابع وهو الأكثر جدلا فيتناول حقبة الثمانينيات وحتى وقتنا هذا وكيف استخدمت الجماعة شعار "الإسلام هو الحل" لتكسب التعاطف الشعبي وكيف غيرت أجندتها من العنف وارتدت قناع العمل السياسي لتحصل على مقاعد في الانتخابات. والمثير للتساؤل هو لماذا اختار ساويرس طرح الفيلم الآن، وتحديدا قبل أقل من أسبوع من موعد انتخابات مجلس الشعب؟!. وعلى الجانب الآخر نفى مصدر رفيع في القناة أن يكون للفيلم أدنى علاقة بالإنتخابات وان ميعاد عرضه مجرد صدفة ساخرا من نظرية المؤامرة التي يدعيها البعض من مؤيدي الإخوان.