لا شك في أن العلاقات بين زوجين أو خطيبين تكون أصعب كثيراً إذا فصلت مسافات بعيدة بين الطرفين لظروف العمل أو الدراسة، والكثير منها ينهار بعد فترة تحت وطأة البعد وفتور العلاقة تدريجياً وانقطاع التواصل. لكن لا تزال هناك وسائل يمكنها أن تجعل مثل هذه العلاقات ناجحة وطويلة الأمد: - أول وأهم شيء يجب أن يتوافر في علاقات لا يعيش طرفيها معا في نفس المكان هو الثقة المتبادلة. يجب أن تثق في شريك حياتك وبأنه لن يفعل أبدا ما يسيء لعلاقتكما حتى وإن كانت هناك أميال تفصل بينكما، ويجب أن يكون هذا أيضا هو شعور الطرف الآخر. أما إذا فقدت الثقة بينكما، فتأكد أن العلاقة ستفشل حتى وإن كنتما تعيشان تحت سقف واحد. - بما أنك لا تعيش مع نصفك الآخر في نفس المدينة أو البلد، فقد يكون حدوث لقاء شخصي بينكما أمراً صعباً، لكن التكنولوجيا سهلت الأمر كثيرا في أيامنا هذه. يكفي أن تتفقا على الأوقات المناسبة لكما معا، وعن طريق أي من برامج المحادثة الإلكترونية أو الشبكات الاجتماعية على الإنترنت يمكنكما اللقاء وتبادل الحديث الودي الذي يذيب برودة البعد المكاني، وإذا توافر لكل منكما كاميرا انترنت وميكروفون سيصبح الأمر كما لو كنتما تجلسان معا بالفعل حيث يرى كل منكما الآخر ويسمعه في نفس اللحظة. يمكنكما كذلك اللعب سويا وقضاء وقت ممتع من المرح من خلال العديد من الألعاب الإلكترونية المتوافرة على الإنترنت. لا شك أنها وسيلة رائعة للتواصل والحفاظ على قوة العلاقة رغم البعد. - عليكما أيضا أن تحرصا على تبادل المكالمات الهاتفية بشكل منتظم، خاصة إن لم تتفق مواعيدكما للالتقاء عبر شبكة الإنترنت إلا كل فترة. اتصل بشريك حياتك دون أن يكون هناك سبب ملح للمكالمة. استعلم عن أحواله في العمل والحياة، وأبلغه بشوقك وحنينك إليه. وإذا لم تكن المكالمات دولية يفضل أن تجعلها أكثر كماً ومدة، ليتابع كل منكما كل ما يطرأ في حياة الآخر، ويطمئنه مثلا على وصوله المنزل بأمان أو على شفائه من نزلة البرد الأخيرة، وهكذا. ومهما كان الأمر حاولا إبقاء الشفافية في علاقتكما ولا تخفيا شيئا عن بعضكما البعض. - حاولا تبادل الزيارات بشكل منتظم قدر الإمكان لأن اللقاء وجها لوجه وقضاء بعض الوقت معا سينعش مشاعركما ويجدد تواصلكما. وحتى إن كانت تفصل بينكما محيطات، احرصا على أن يزور أحدكما الآخر في البلد الذي يعيش به مرة كل حين وفقا لظروفكما المالية وارتباطاتكما في العمل. أما انقطاع الزيارات تماما فقد يقضي على حبكما ويدمر العلاقة بينكما. - خططا بجدية لأن ينتقل أحدكما ليعيش بنفس المكان الذي يحيا به الآخر، وابذلا قصاري جهدكما ليحدث ذلك في أقرب وقت، فكلاكما بحاجة لوجود الآخر بجواره لتكملا معا رحلة الحياة والحب.