سرت:حذر الرئيس السوداني عمر البشير من احتمال اندلاع حرب أهلية في البلاد إذا لم تتم تسوية الخلافات مع الجنوب، يأتي ذلك في الوقت الذى اعلن فيه مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان القمة العربية الافريقية تتجه نحو ارسال وفد من خمسة من القادة العرب والافارقة الى الخرطوم في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الجنوبيين والشماليين بسبب الخلاف حول الاستفتاء. وكان البشير قد حذر على هامش حضوره القمة العربية الإفريقية بسرت من أن صراعا جديدا قد يندلع بين شمال وجنوب السودان في حال الفشل في تسوية الخلافات حول الحدود وتقاسم العوائد النفطية والديون ومياه نهر النيل. وأعرب البشير عن أسفه للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان نائبه الأول سيلفاكير لدعم الانفصال عن الشمال، معتبرا ذلك خروجا واضحا على بنود اتفاق نيفاشا الذي نص على أن يعمل الطرفان لجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين قبل إجراء الاستفتاء. يشار إلى أن سيلفاكير -وفي خطاب ألقاه مطلع الشهر الجاري أمام حشد من مناصريه في جوبا عاصمة جنوب السودان- أكد عزمه التصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء المزمع إجراؤه مطلع العام المقبل. ونقل عن أحد مساعدي سيلفاكير قوله إن الأخير لم يقصد الإعلان عن موقفه الشخصي بقدر ما كان يحاول الإشارة إلى أن الشمال فشل في ترغيب الجنوبيين بالبقاء في إطار السودان الموحد. وفي هذا السياق حذر مراقبون من أن تجدد الصراع في الجنوب قد يعني انتقاله إلى تسع دول مجاورة للسودان وهي إرتيريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومصر، ليهدد الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية للمنطقة بأسرها. فى الوقت نفسه, اعلن مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان القمة العربية الافريقية تتجه نحو ارسال وفد من خمسة من القادة العرب والافارقة الى الخرطوم في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الجنوبيين والشماليين بسبب الخلاف حول الاستفتاء. وقال وزير الخارجية السوداني السابق في سرت ان الرئيس السنغالي عبدالله واد "قدم خلال القمة اقتراحا بارسال وفد من خمسة من القادة العرب والافارقة الى السودان". واوضح المسؤول السوداني انه يجري البحث في اصدار "قرار خاص بالسودان عن القمة العربية الافريقية يتطرق الى اهمية السعي لنزع فتيل النزاع في السودان والعمل على الحفاظ على وحدة" هذا البلد. وحول ما اذا كان لا يزال هناك متسع من الوقت لتنسيق الجهود واجراء الاستفتاء بتنظيم مشترك بين الشمال والجنوب قال المسؤول السوداني "لا يزال امامنا ثلاثة اشهر لتنظيم الاستفتاء". وشدد على ضرورة ان يتم الاستفتاء في "اجواء سلمية وبحرية ونزاهة بطريقة علمية ومرتبة تتيح للمواطن ان يدلي بصوته ويعبر عن رايه وبان تكون هناك امكانية لقيام حملة تبين مخاطر الانقسام ومحاسن الوحدة".وتشكو حكومة الخرطوم باستمرار من تعليقات وسلوك قادة جنوب السودان بشان تنظيم الاستفتاء. وقد سجلت التحضيرات لاستفتاء جنوب السودان في يناير 2011 الذي قد تختار فيه هذه المنطقة استقلالها اضافة الى استفتاء منطقة ابيي النفطية، تأخيرا كبيرا حتى ان البعض يخشى من مواجهات اذا تم ارجاؤهما. ويشكل الاستفتاء احدى اهم نقاط اتفاق السلام الشامل الذي وضع في 2005 حدا لعقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.