بعد نجاح "رأفت الهجان" في إسرائيل الذي فاق كل التوقعات حيث أصبح منزله قبلة قادة الدولة العبرية ونخبتها، ما فتأت المخابرات المصرية أن قررت إعادة التجربة، ولكن هذه المرة في قلب الجيش الإسرائيلي نفسه. جاسوسنا فى "جيش الاحتلال الإسرائيلى" إسحق كاوتشوك، ولد فى مصر باسم "كابورك يعقوبيان"، مصرى أرمنى الأصل، حصل على البكالوريا، فى عيد ميلاده العشرين، توفى والده، وتحمل هو عبء إعالة أمه الفقيرة. قرر الشاب الوسيم "كابورك" تحويل هوايته إلى مهنة فاحتضن كاميرته وعمل مصورا. كان الرزق شحيحا، وكابورك يحب الحياة ، فتورط فى عمليات نصب. فجأة وجد نفسه يقضى عقوبة ثلاثة أشهر حبسا فى أحد السجون المصرية. لكن فى ديسمبر 1959 طرق باب زنزانته الانفرادية من يعرض عليه العفو وتأمين مستقبله ومستقبل أسرته مقابل العمل لصالح المخابرات العامة المصرية. فوافق " فورا. كان لدى "يعقوبيان" موهبة طبيعية فى تعلم اللغات، قبل أن يتم الثانية والعشرين من عمره أتقن الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، والإسبانية، والتركية. واستغرق إعداده كعميل عاما كاملا. كما كان من الضرورى إخضاعه لعملية ختان. وكان من المقرر أن يتقمص "يعقوبيان" شخصية يهودى متدين حتى يكتسب ثقة من سيحيطون به فى "إسرائيل" بسرعة، ويحظى باحترامهم. وتعلم "يعقوبيان" بنفسه كل ما يتصل باليهودية ودولة إسرائيل. طبقا للخطة الموضوعة، كان على "يعقوبيان" أن يقدم نفسه بوصفه ابنا لعائلة يهودية تركية لجأت إلى القاهرة من اليونان. كُتب فى أوراقه أنه من مواليد سالونيكا، عام ????، ويدعى "إسحق كاوتشوك". مرت أسرته بظروف عصيبة فى موطنها الأصلى، بعد أن هجر الأب زوجته وابنه، إلى مكان غير معلوم. فقررت الأم الهجرة بصحبة ابنها إلى مصر، وتوفيت، ودفنت فى مقابر اليهود بالبساتين. وبعد مرور تسعة أشهر، وفى خريف 1960، حصل "إسحق كاوتشوك" على "شهادة لاجئ" من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. حملها، وتوجه إلى قنصلية البرازيل، طالباً تصريح هجرة. وكان اختيار المخابرات المصرية للبرازيل ك"دولة معبر" فى منتهى الذكاء. بعد أن شددت الحكومة المصرية القيود على هجرة اليهود إلى أوروبا اعتبارا من1960، وبدت الهجرة من مصر إلى البرازيل مقنعة وأكثر منطقية. وفى مارس 1961 سافر "يعقوبيان" بحراً بهويته الجديدة من الإسكندرية إلى ميناء جنوا بإيطاليا، ثم صعد إلى السفينة الإسبانية المبحرة إلى البرازيل.. وعلى متن السفينة التقى "يعقوبيان" مع "إيلى أرجمان"، شاب "إسرائيلى" ، من كيبوتس "بارور حيال" غرب النقب. كان متجها برفقة زوجته وابنتيه إلى البرازيل. انبهر "أرجمان" فورا ب" كاوتشوك" وتعاطف معه. فور الوصول إلى البرازيل ودعت أسرة "أرجمان" صديقها الجديد. واستمرت اللقاءات بينهم طوال الشهرين اللذين مكثت فيهما عائلة "أرجمان" فى "ريو دى جانيرو". أخذ "أرجمان" يلمح ل"كاوتشوك" بالهجرة ويشجعه عليها. ثم عرض عليه تعريفه بمسؤولى الوكالة اليهودية، ليشرحوا له حقوقه كمواطن وفرص نجاحه ك"مهاجر". تظاهر "يعقوبيان" بالتردد، حتى استجاب فى النهاية . عمل "كاوتشوك" مصورا وفي نهاية 1961 توجهإلى الوكالة اليهودية.. قدم طلب "هجرة". وأبحر "كاوتشوك" من البرازيل إلى جنوا، حيث التقى مع ضابط تجنيده. كانت الخطة واضحة. "يعقوبيان" سيصل إلى "إسرائيل" وهو فى سن التجنيد، سيتم ضمه "للجيش الإسرائيلى. منتصف ديسمبر 1961، بدأت السفينة تبحر من جنوا، إلى ميناء حيفا، وعلى متنها "إسحق كاوتشوك" الذي أنهى إجراءات الخروج من الميناء سريعا، واتصل بصديقه.. " أرجمان". حيث اقترح عليه استضافته في الكيبوتس فوافق على العرض. وبناء على توصيات "أرجمان" رتبت له "الوكالة اليهودية" حجرة معيشة مشتركة، ومدرسة لتعلم العبرية، فى كيبوتس "دوروت" المجاور. لكن "كاوتشوك" لم يستمر طويلا، اشتكى من كونه لا يستطيع أن ينام مع شخص لا يعرفه فى نفس الغرفة. طلب الانتقال إلى مقر سكن آخر لكن فى نفس المنطقة.. وكان الهدف تنفيذ خطة المخابرات المصرية.. التى أكدت على أن يبقى بالقرب من قطاع غزة. حتى يتمكنوا من تخليصه فى أوقات الطوارئ. كما أن هذا القرب الجغرافى يسهل نقل الرسائل بسرعة كبيرة نسبياً. وبالفعل انتقل "يعقوبيان" إلى كيبوتس "نجفا" حيث نجح فى اكتساب ثقة كل من حوله. وفى النهاية حصد إعجابهم بقرار التجنيد فى صفوف الجيش. فى نوفمبر 1962، تجند "كاوتشوك". طلب الانضمام لسلاح المدرعات حسب تعليمات المخابرات المصرية ولكن لحسن الحظ أصبح عضواً فى سلاح آخر، أنهى دورة التدريب الخاصة بسلاح النقل ، وهناك واصل هواية التصوير. صور الجنود.. الأسلحة.. الدبابات، الطائرات، الصواريخ، السيارات المدرعة، أجهزة الرادار، حتى المبانى والمعدات. وفى نهاية التدريب حدث ما لم يكن متوقعا. طُلب "يعقوبيان" للعمل سائقاً ومساعدا شخصياً لضابط كبير فى "الجيش الإسرائيلى"، العقيد "شماعيا بيكنيشت بعد نجاح "رأفت الهجان" في إسرائيل الذي فاق كل التوقعات، ما فتأت المخابرات المصرية أن قررت إعادة التجربة، ولكن هذه المرة في قلب الجيش الإسرائيلي نفسه. جاسوسنا فى "جيش الاحتلال الإسرائيلى" إسحق كاوتشوك، ولد فى مصر باسم "كابورك يعقوبيان"، مصرى أرمنى الأصل، حاصل على البكالوريا. فى عيد ميلاده العشرين، توفي والده، وتحمل هو عبء إعالة أمه الفقيرة فعمل مصورا. كان الرزق شحيحا، وكابورك الوسيم يحب الحياة فتورط فى عمليات نصب. لكن فى ديسمبر 1959 طرق باب زنزانته من يعرض عليه العفو وتأمين مستقبله مقابل العمل لصالح المخابرات العامة المصرية. فوافق. كان لدى "يعقوبيان" موهبة طبيعية فى تعلم اللغات، قبل أن يتم الثانية والعشرين من عمره أتقن الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، والإسبانية، والتركية. واستغرق إعداده كعميل عاما كاملا. كما كان من الضرورى إخضاعه لعملية ختان. وتعلم "يعقوبيان" بنفسه كل ما يتصل باليهودية ودولة إسرائيل. طبقا للخطة الموضوعة، كان على "يعقوبيان" أن يقدم نفسه بوصفه ابنا لعائلة يهودية تركية لجأت إلى القاهرة من اليونان. كُتب فى أوراقه أنه من مواليد سالونيكا، عام 1935، ويدعى "إسحق كاوتشوك". مرت أسرته بظروف عصيبة فى موطنها الأصلى، بعد أن هجر الأب زوجته وابنه، إلى مكان غير معلوم. فقررت الأم الهجرة بصحبة ابنها إلى مصر، وتوفيت ودفنت بالبساتين. وبعد مرور تسعة أشهر، وفى خريف 1960، حصل "إسحق كاوتشوك" على "شهادة لاجئ" من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. حملها، وتوجه إلى قنصلية البرازيل، طالباً تصريح هجرة بعد أن شددت الحكومة المصرية القيود على هجرة اليهود إلى أوروبا اعتبارا من1960. وفى مارس 1961 سافر "يعقوبيان" بحراً بهويته الجديدة من الإسكندرية إلى ميناء جنوا بإيطاليا، ثم صعد إلى السفينة الإسبانية المبحرة إلى البرازيل. وعلى متن السفينة التقى "يعقوبيان" مع "إيلى أرجمان"، شاب "إسرائيلى" ، من كيبوتس "بارور حيال" غرب النقب كان متجها إلى البرازيل. انبهر "أرجمان" فورا ب" كاوتشوك" وتعاطف معه. فور الوصول إلى البرازيل ودعت أسرة "أرجمان" صديقها الجديد. واستمرت اللقاءات بينهم طوال الشهرين اللذين مكثت فيهما عائلة "أرجمان" فى "ريو دى جانيرو". أخذ "أرجمان" يلمح ل"كاوتشوك" بالهجرة ويشجعه عليها. ثم عرض عليه تعريفه بمسؤولى الوكالة اليهودية حتى استجاب فى النهاية . عمل "كاوتشوك" مصورا وفي نهاية 1961 توجه إلى الوكالة اليهودية ثم قدم طلب "هجرة". وأبحر "كاوتشوك" من البرازيل إلى جنوا، حيث التقى مع ضابط تجنيده. كانت الخطة واضحة؛ "يعقوبيان" سيصل إلى "إسرائيل" وهو فى سن التجنيد حيث سيتم ضمه للجيش الإسرائيلى. منتصف ديسمبر 1961، بدأت السفينة تبحر من جنوا إلى ميناء حيفا وعلى متنها "إسحق كاوتشوك" الذي أنهى إجراءات الخروج من الميناء سريعا واتصل بصديقه " أرجمان". فقام باستضافه في الكيبوتس كما أوصى الوكالة اليهودية لتدبر ل "كاوتشوك" حجرة معيشة مشتركة، ومدرسة لتعلم العبرية، فى كيبوتس "دوروت" المجاور. لكن "كاوتشوك" لم يستمر طويلا وطلب الانتقال إلى مقر سكن آخر بحيث يبقى بالقرب من قطاع غزة حتى تتمكن المخابرات من تخليصه فى أوقات الطوارئ. كما أن هذا القرب الجغرافى يسهل نقل الرسائل بسرعة كبيرة نسبياً. وبالفعل انتقل "يعقوبيان" إلى كيبوتس "نجفا". فى نوفمبر 1962، تجند "كاوتشوك" وطلب الانضمام لسلاح المدرعات. ولكن لحسن الحظ أصبح عضواً فى سلاح آخر، أنهى دورة التدريب الخاصة بسلاح النقل ، وهناك واصل هواية التصوير. صور الجنود.. الأسلحة.. الدبابات، الطائرات، الصواريخ، السيارات المدرعة، أجهزة الرادار، حتى المبانى والمعدات. وفى نهاية التدريب طُلب "يعقوبيان" للعمل سائقاً ومساعدا شخصياً لضابط كبير فى "الجيش الإسرائيلى"، العقيد "شماعيا بيكنيشتاين" أحد قادة "الهاجانا" قبل إعلان "إسرائيل". ووفرت هذه الوظيفة ل"يعقوبيان" الاطلاع على معلومات سرية حول طبيعة العمل والتسليح فى الجيش الإسرائيلى. وكان الحظ حليفا ليعقوبيان بعد التحاق صديقته بالجيش وعملها بمكتب قائد الوحدة. وبعد عام كامل من تدفق المعلومات بدأ النهر ينضب شيئا فشيئا، العقيد "بيكنيشتاين" سيحال للتقاعد قريبا، و"ياعيل" الثرثارة على وشك إنهاء خدمتها العسكرية. وصدر القرار من القاهرة، يُلزم يعقوبيان بإنهاء مهمته فى الجيش، والاستعداد لمهام أخرى داخل المجتمع الإسرائيلى. لكن لا تأتى الرياح دائما بما تشتهى السفن. ففى ال 19 ديسمبر عام 1963 تم إلقاء القبض على "كاوتشوك". وحكم عليه بالسجن 18عاماً. وفي التاسع والعشرين من مارس 1966 تم إخراجه من سجن الرملة المركزى ونقل إلى حاجز إيريز عند حدود غزة، وتم تسليمه للسلطات المصرية تحت إشراف الأممالمتحدة، وبصحبته فدائيان فلسطينيان اعتقلا، وفى المقابل تسلمت "إسرائيل" 3 من اليهود اجتازوا الحدود المصرية.