تحت شعار "ماكدونالدز الذي كنت أحبه"، شنت "لجنة المعالجين لطبّ مسئول" في الولاياتالمتحدة حملة إعلانات للتوعية بمخاطر الطعام غير الصحي والذي أدرجته اللجنة في قائمة مطولة جاءت على رأسها سلسلة مطاعم " ماكدونالدز". الحملة أثارت فزع الشعب الأمريكي، الذي كان يثق ثقة عمياء في مطاعم "ماكدونالدز" التي لطالما اعتبروها رمزا من رموز ثقافتهم الأمريكية، فمن خلال الإعلان الذي لا تتعدى مدته 39 ثانية، تأثرت مبيعات "ماكدونالدز" بشكل سلبي ملحوظ للغاية، خاصة وانه جاء من جهة علمية موثوق فيها ومعروفة بنزاهتها ولا تهدف إلى الربح أو أية مصالح بالمرة. قصة الإعلان بسيطة للغاية ولكنها مؤثرة في نفس الوقت، فالإعلان يبدأ بموسيقى باردة تصاحب مشهدا لجثة رجل ميت في مشرحة أحد المستشفيات، وبجواره زوجته التي تنتحب عليه وهي ترتدي ملابسها السوداء القاتمة. الكاميرا تدور بحركة بطيئة للغاية حول سرير المشرحة، وتركز على يد الرجل الذي ما زال يمسك في يده "ساندويتش البرجر" من "ماكدونالدز" حيث كان يتناوله قبل الوفاة مباشرة. وتستمر الكاميرا في دورانها وتتوقف عند قدمين المتوفى لتظهر لك علامة "ماكدونالدز" الشهيرة، المصحوبة بشعار"I was in lovin it" وبتعليق صوتي يقول : "ماكدونالدز... كوليسترول مرتفع، ضغط دم مرتفع، أزمات قلبية". الهام في الأمر أن "ماكدونالدز" اكتفى بإصدار بيان أكد فيه انه يثق بزبائنه المخلصين الذين يدعمونه ويشهدون بكفاءته، إلا أن هذا البيان لم يستطع أن يتدارك الخسائر المادية التي تسبب بها الإعلان. جدير بالذكر أن الهجوم اشتد في الفترة الماضية على سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" من كل الاتجاهات سواء الحملات الإعلانية المنتشرة على موقع "اليوتيوب" أو من خلال المقالات الصحفية التي تقودها مجموعة من الصحفيين الكبار في الولاياتالمتحدة من أبرزهم الصحفي مورغان سبورلوك الذي قام بعمل فيلم وثائقي حمل اسم " Super Size Me "، وأكد فيه للجميع انه قام باختبار أطعمة "ماكدونالدز" على نفسه، من خلال قيامه بتناول وجباته لمدة شهر كامل، واستطاع ان يثبت ان النتيجة كانت كارثة بكل المقاييس.