في تسجيل صوتي جديد.. وعلى خلاف المعهود في دعوته للجهاد في كل تسجيلاته السابقة.. دعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المسلمين إلى تقديم المساعدة لضحايا الفيضانات التي اجتاحت باكستان مؤخرا، وذلك في أول رسالة له منذ أن حذر واشنطن في 25 مارس الماضي من إعدام خالد شيخ محمد بتهمة ارتكاب هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال ابن لادن في التسجيل المرفق بصورة ثابتة له إن ما تتعرض له باكستان "يستدعي من أصحاب القلوب الرحيمة وأولي العزم من الرجال أن يتحركوا تحركا جادا سريعا لإغاثة إخوانهم المسلمين في باكستان". وأضاف: "يجب على كل من يستطيع إغاثة المسلمين في باكستان أن يستشعر عظم شأن أرواح المسلمين، فملايين الأطفال في العراء يفتقدون الأجواء المهيأة للحياة". واعتبر - في التسجيل الذي حمل عنوان "وقفات مع أسلوب العمل الإغاثي" وخلا من أي إشارات سياسية - أن "المصيبة كبيرة جدا يعجز اللسان عن وصفها، وتحتاج إلى إمكانيات هائلة، فانتدبوا بعضكم لتروا حجم المأساة على أرض الواقع". وأعرب زعيم القاعدة عن قلقه من تبعات التغير المناخي، مشيرا إلى أن ضحايا هذه التبعات أكثر من ضحايا الحروب، كما دعا إلى "نقلة نوعية في أسلوب العمل الإغاثي"، وإلى إنشاء هيئة إغاثية إسلامية دولية. وانتقد ابن لادن إهمال المساحات الشاسعة للأراضي الزراعية في السودان، واقترح الاهتمام بالاستثمارات الزراعية، إذ قال: "ينبغي تشجيع التجار والأسر التجارية على أن تفرغ بعض أبنائها للإغاثة والزراعة فالتجار اليوم هم فرسان هذا الميدان لإنقاذ أمتهم من مجاعات رهيبة متوقعة". ودعا للبعد عن "الاستثمارات غير الحقيقية" والاهتمام بالاستثمار الزراعي وعدم النظر إليه على أنه يحتاج لجهد كبير بينما أرباحه قليلة إذا قورنت باستثمارات أخرى.