لا شك في أن الكشف عن مقبرة الفرعون المصري الشاب توت عنخ آمون في وادي الملوك على يد عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 - بعد 5 أعوام من البحث والتنقيب- يعد من أروع الآثار التي عثر عليها في مصر أو في أي مكان آخر بالعالم، بعدما ظلت مقبرة هذا الملك الذهبي مجهولة على مدى ما يزيد عن 3 آلاف عام. ومنذ هذه اللحظة التي مضى عليها 88 عاما وحتى الآن، دخل الملك توت عنخ آمون دائرة الضوء، وأصبح محور اهتمام كل محبي الآثار المصرية الرائعة في كل مكان بالعالم، فمقبرته الفريدة لم ينجح أي لص في السطو عليها ولم تمسها يد منذ أغلقت بعد وفاته، فظلت محتفظة بكنوزها النادرة العديدة في كامل عددها وهيئتها. كما أن الوفاة الغامضة لهذا الفرعون الذهبي في ريعان شبابه جعلت منه أسطورة وألهبت خيال علماء الآثار في كل مكان للكشف عن السر الكامن خلفها. لذا، فليس من الغريب أن تقام بين الحين والآخر معارض كبيرة وعلى أعلى مستوى من التنظيم بأماكن مختلفة من العالم لعرض مقتنيات وكنوز هذا الفرعون المصري الفريد، ومنح الفرصة للملايين من عشاقه للاطلاع عليها والتعرف أكثر على صاحبها. وفي هذا الإطار يقام حاليا في مدينة كولون الألمانية معرض (توت عنخ آمون - مقبرته وكنوزه)، والذي افتتح يوم 25 سبتمبر 2010 على أن تظل أبوابه مفتوحة للزوار حتى 20 مارس 2011، أما عن سعر تذكرة الدخول فهو 16 يورو. يأخذ المعرض زواره في جولة عبر الزمن تمتد لآلاف السنين، ليكتشفوا أسرار هذا الملك الذهبي من خلال مجموعة من القطع المقلدة بجودة عالية جدا، والتي صنعت خصيصا بغرض العرض المتحفي، بعد أن توقف نقل القطع الأثرية النادرة من مصر منذ فترة لعرضها في الخارج، وذلك لحمايتها من التعرض لأي إصابات أثناء النقل أو عمليات سطو. تبلغ مساحة المعرض 4000 م2، ويتجاوز عدد القطع المعروضة به ألف قطعة تمثل كنوز الملك توت عنخ آمون وتحاول رسم صورة تقريبية لمحتويات مقبرته الثمينة. يذكر أن هذا المعرض قد أقيم أولا في مدينة زيوريخ بسويسرا، وحقق نجاحا كبيرا حيث بلغ عدد زواره 250 ألف زائر، ولذا فقد تقرر أن يقوم بجولة في المدن الأوروبية.