روجت بعض وسائل الإعلام في الفترة الماضية لشبكة دياسبورا الجديدة مفتوحة المصدر التي لا تزال تخضع لتجارب قبل إطلاقها رسميا، ويرجع السبب في ذلك إلى ادعاء القائمين عليها أنها تتفوق على الفيس بوك في حفاظها على سرية المستخدمين. ومع كل ما نالته شبكة دياسبورا من ترويج واهتمام إعلامي، تعرضت الشبكة مؤخرا لانتقادات انتقصت من قدرتها على حفظ سرية المستخدمين، الأمر الذي نالت عنه شهرتها وجذبت به الاهتمام. أصدر الفريق القائم على تصميم دياسبورا نسخة للمرحلة ما قبل ألفا (Pre-Alpha) من البرنامج الجديد على الموقع المضيف GitHub والتي أظهرت العديد من العيوب والثغرات مما يعين على فريق العمل إدخال المزيد من التعديلات. من المحير أن شبكة دياسبورا عند إطلاقها نسخة الألفا الموجهة للمبرمجين لإبداء رأيهم ومشاورتهم قد أعلنت في بيان أن البرنامج يحتوي على العديد من العيوب والثغرات وأنه لايزال تحت التجربة، مما يؤكد أن بيانات المستخدمين لا تحظى بالقدر المطلوب من السرية والخصوصية. وبالرغم من مبادرة دياسبورا وتحذيرها المستخدمين من عيوب الخصوصية، لم يتوقف المراجعون عن تسجيل عدم رضاهم عن ذلك. أكد أحد الخبراء أن البرنامج "سييء" للغاية وأنه لا يستحق كل الترويج الذي منتحته الصحافة إياه وأنه لا يقارن بفيس بوك وليس من المنتظر أن يهز عرشه أو يحل محله. يذكر أن برنامج دياسبورا قد تم الإعلان عنه بداية العام الحالي نتيجة لما تعرض له الفيس بوك من انتقادات تتعلق بسرية المستخدمين وجمع المعلومات وواجهة الاستخدام. يذكر أيضا أن فريق العمل القائم على برنامج دياسبورا يرأسه أربعة طلاب يدرسون البرمجيات في جامعة نيويورك. بدأ العمل على المشروع عن طريق جمع التبرعات التي وصلت أول الأمر إلى 200,000 دولار أمريكي ولاقى المشروع اهتماما إعلاميا من كبرى الصحف، ومنها صحيفة New York Times التي انفردت بتقديم تعريف للبرنامج الجديد ولمحة منه بعد إطلاقه بفترة قصيرة. من الطريف أن السبب الأساسي وراء اللجوء إلى تصميم برنامج دياسبورا هو الخروج ببرنامج جديد له خاصية دعوة التواصل الاجتماعي دون المساس بسرية البيانات، الأمر الذي انتقصه الكثيرون في برنامج فيس بوك. ومع ذلك، وقع الفريق القائم على برنامج دياسبورا في نفس الفخ وقد يرى البعض اعترافهم بذلك في البيان الذي صاحب نسخة الألفا ما هو إلا محاولة لحفظ ماء الوجه.