نشرت صحيفة القدس العربي تقارير تؤكد أن هناك استعدادات تجري في إسرائيل لحرب قادمة ستشتعل في المنطقة وتشمل لبنان وقطاع غزة. ونقلت الصحيفة تصريحات قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء سامي تورجمان للإذاعة الإسرائيلية والتي قال فيها إن هناك تعزيزا وتوسيعا كبيرين للتدريبات العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي تمهيدا للحرب القادمة. وقال تورجمان إن قواته واثقة من أن حربا قادمة ستشتعل في المنطقة، مشيرا إلى أن القوات البرية سيكون لها دور أساسي فيها، لأنها ستشمل حرب شوارع داخل المدن وداخل الأنفاق في لبنان وقطاع غزة. وقال تورجمان: "هذه الحرب ستكون بمثابة تحد كبير لجيشنا. فنحن معروفون بقدراتنا القتالية واسلحتنا المتطورة، برا وجوا وبحرا. ولكن أعداءنا لا يعرفون ما هي كفاءاتنا في القتال المباشر. وحان لهم أن يعرفوا، حتى يكفوا عن إيهام أنفسهم بأنهم قادرون على هزيمتنا'. كانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت مؤخرا أن الجيش يتدرب لمواجهة قوات حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة وأن الجيش أجرى تدريباته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وكذلك في النقب، حيث بنى قريتين نموذجيتين، إحداهما شبيهة بقرى لبنان الجنوبي، والثانية شبيهة بأحياء غزة ومخيمات اللاجئين فيها. وقالت صحيفة "معاريف" الأحد أن تقريرا صادرا عن معهد كارنيجي الأمريكي للبحوث أشار إلى تصاعد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل بعد ورود تقارير عن نقل صواريخ متطورة إلى الحزب مبينا أن "إسرائيل تبدو غير مستعدة للتسامح مع وكيل إيران المدجج بالسلاح على حدودها في وقت لا تزال فيه التوترات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بلا حل". ولم يستبعد التقرير أن تهاجم اسرائيل منشآت إيران النووية في حال فشلت العقوبات عليها في تحقيق نتائج ملموسة في وقت مبكر من العام المقبل، مشيرا إلى أن الحزب سينضم لايران ما يجعل الاشتباك الإسرائيلي معه ومع لبنان عنيفا. ووفقًا للتقرير فإن حزب الله يستعد بشكل مكثف لمثل هذا السيناريو ببناء الدفاعات وحفر الخنادق وتجميع ترسانة صاروخية قوية. وكشف التقرير أنّ الاتفاق بين سورية وإسرائيل يشكل عنصرا رئيسيا في كل السيناريوهات المقترحة للسلام بين العرب وإسرائيل، وأن إسرائيل ستريد مقابل إعادتها الجولان لسورية، نزع سلاح حزب الله. وفي سياق متصل، قال المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، رون بن يشاي إنه برغم أن سلاح الجو الإسرائيلي في ذروة تفوقه، فإنه قد يفقد هذه الميزة قريبا لأن تسلح سورية وإيران بمنظومات روسية متطورة، قد يجعل الحرب المقبلة تظهر سلاح الجو كما في الأيام الأولى لحرب 1973، مشددا على أنّ الطيران الاسرائيلي يشكل عنصر الردع الأساسي، الا ان قادته يعتقدون أن هذا الهامش سيتقلص. والسبب هو منظومات الدفاع الجوي المتقدمة التي تشتريها إيران وسورية. في نفس السياق قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة 'معاريف'، عمير راببورت، إنّ تغييرات جوهرية طرأت على بنية الجيش السوري في السنوات الأخيرة، ونقل عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب قولها بينما كانت إسرائيل في غفوة، استطاع الرئيس السوري بشار الأسد الوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل.