موسكو:- اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يوم الجمعة أن اعتماد النظام البرلماني سيكون كارثة على روسيا، الدولة التي لا تتمتع بكثير من التعددية مقارنة بنظيراتها في الغرب. وأكد مدفيديف خلال منتدى لخبراء دوليين في ياروسلافل (280 كلم شمال شرق موسكو) أنه لا يريد نظاما برلمانيا على غرار ذلك الذي أقر مؤخرا في قرغيزستان، الجمهورية السوفيتية السابقة التي توالى عليها في غضون السنوات الخمس الفائتة رئيسان ديكتاتوريان تمت الإطاحة بكليهما. وقال بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية "يحدثوننا عن ديموقراطية برلمانية وأصدقاؤنا القرغيز اختاروا هذا الطريق. ولكن بالنسبة إلى روسيا، وكما اخشى بالنسبة لقرغيزستان ايضا، فإن الديموقراطية البرلمانية ستكون كارثة". ويهيمن على النظام السياسي في روسيا الرئيس ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يتمتع بنفوذ قوي جدا. وغالبا ما يكتفي الدوما (مجلس النواب)، حيث يتمتع حزب روسيا الموحدة بأكثرية ساحقة، بالمصادقة على مشاريع القوانين التي ترسلها إليه السلطة التنفيذية. روسيا قد تشهد صراعا على منصب الرئاسة في سياق متصل، ألمحت المتحدثة باسم الكرملين يوم الجمعة إلى احتمال ترشح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عام 2012 لولاية ثانية على خلفية تكهنات حيال نواياه ونوايا رئيس وزرائه فلاديمير بوتين. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة قولها ان "مشاريع الرئيس لم تحدد لمدة عام أو اثنين أو ثلاثة". وتابعت أن "سياسة تحديث روسيا التي اقترحها الرئيس تشاطرها أكثرية من السكان والحكومة. لذلك فإن تحقيق تلك الأهداف يتجاوز فترة الولاية الرئاسية الواحدة". وتأتي هذه التصريحات بعد أيام على إنعاش بوتين التكهنات حول عودته إلى الكرملين بعد حديثه حول ولايات الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الأربع (1933 إلى 1945). وانتخب بوتين عام 2000 رئيسا لروسيا ثم بعد 4 أعوام لولاية ثانية وأخيرة بحسب الدستور، بعدئذ عمل إلى دفع مدفيديف إلى القمة. لكن العديد من الخبراء يقول إن بوتين بقي من منصب رئاسة الوزراء يحكم البلاد فعليا. واعتبر محللون سياسيون أن تصريحات المتحدثة تشكل المؤشر العلني الأول إلى أن مدفيديف غير مستعد للتخلي عن منصبه.