عرضت شركة جوجل على المحكمة الفيدرالية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مبلغا قدره 8.5 مليون دولار أمريكي لحل أزمة برنامج جوجل باز (Buzz)، وهو برنامج كانت شركة جوجل قد أطلقته في فبراير الماضي بهدف خدمة التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل. مع ذلك يرى الكثيرون أن هدف جوجل الحقيقي هو هز عرش الفيس بوك ومحاولة النيل من قاعدته الجماهيرية العريضة في خدمة التعارف ومشاركة البيانات الخاصة. نال البرنامج العديد من الانتقادات منذ بداية إطلاقة ويرجع السبب في ذلك إلى ضعف مستوى السرية لمستخدميه. عرضت شركة جوجل حل المشكلة من خلال دفع مبلغ من المال في صورة تعويض عن الخسائر المعنوية التي تعرض لها المستخدمون. ومن الفترض تقسيم المبلغ المذكور ما بين دفع أتعاب المحامين وتخصيص حصة لتمويل صندوق يهدف إلى دعم خصوصية مستخدمي الإنترنت، وذلك رجوعا إلى تقارير المحكمة. في حال موافقة القاضي المعني على الحل الذي تقترحه شركة جوجل، من المتوقع أن تنتهي أزمة البرنامج سييء الحظ الذي استقبله الكثيرون بالانتقاد بدلا من الحفاوة والترحيب. أكثر ما اشتكى منه مستخدمو برنامج Buzz الكشف عن سرية بياناتهم وملفاتهم الشخصية على الملأ ودون إخبارهم بذلك أو استئذانهم. ومع أن شركة جوجل حاولت احتواء الموقف وتدبير حلول سريعة، سرعان ما واجهتها بعض الدعاوى القضائية. يذكر أن الشركة بدأت في تلفي الشكاوى منذ اليوم التالي لإطلاق البرنامج. من أهم المشكلات التي نتجت عنها الشكاوى المعلنة الكشف عن قوائم تحوي بيانات عن الأشخاص المعنيين بالاتصال من قبل المستخدم، إما من خلال الدردشة أو تبادل البريد الإلكتروني. لا شك أن ذلك تسبب في مشكلات كبيرة للمستخدمين، فمثلا قد يصل إلى علم زوجة أن زوجها على اتصال بامرأة أخرى، وقد يعلم مدير إحدى الشركات أن أحد موظفيه يجري اتصالات سرية مع عملاء الشركة أو شركات منافسة. بالرغم من تلك الانتقادات، هناك عوامل تخفف من حدة المشكلة ومن مسؤولية جوجل عن الاتهامات المنسوبة إليها. من تلك العوامل أن برنامج Buzz يعرض بعض المعلومات عن مستخدميه ممن لهم صفحات شخصية على موقع جوجل. بناءً على ذلك، تنحصر المشكلة في ذلك القطاع من المستخدمين فمن الصعب تتبع المستخدمين الآخرين ممن ليس لهم حسابات شخصية على جوجل. في بيان نشرته شركة جوجل الأسبوع الماضي، أعلن المتحدثون باسمها أن الشركة "راضية" عن الاتفاق و"يسرها" المضي قدما من أجل مواصلة أعمالها. وتؤكد الشركة على حرصها الشديد على التعامل مع مستخدمي برنامجها بالشفافية وتمنحهم حرية الاختيار.