على خلفية الأزمة التي تفجرت منذ أيام قليلة، وغضب الأخوة المغاربة من تجسيد إحدى فناناتهم -إيمان شاكر- لدور فتاة ليل في المسلسل العربي الرمضاني "العار" الذي يذاع عبر العديد من الفضائيات، أصدر المهندس "أسامة الشيخ" رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قرارا "حاسما" بمراجعة جميع البرامج والأعمال الدرامية التي ينتجها أو يعرضها القطاع، بغرض التأكد من خلوها تماما من كل ما يسيء إلى أي جنسية عربية!! والسؤال الهام ها هنا: وماذا عن المرأة المصرية؟ هل يشمل القرار كذلك، التأكد من خلو جميع البرامج والأعمال الدرامية من كل ما يسيء للمرأة المصرية، وما يحط من قدرها، وما يعيد تصدير صورتها للخارج، على أنها راقصة ومدمنة حشيش ولعوب وانتهازية؟! أم أن المرأة العربية أهم من المرأة المصرية لدى المهندس أسامة الشيخ؟ أم لأن المرأة العربية لديها من يدافع عنها ومن يثور من أجلها، في حين تفتقد المرأة المصرية ذلك؟! أم أن دور فتاة الليل والراقصة يكون حراماً ومعيبا عندما تؤديه ممثلة عربية، لأنهن بنات ناس و"متربيين"، في حين أن المصرية عندما تؤديه، فلا ضير، ولا مشكلة على الإطلاق، لأنه بالفعل تجسيد لحقيقتها الخفيّة؟!! وإلى متى سوف نظل نسهم في تشويه صورتنا أمام الآخرين، ثم نشكو من احتقارهم لنا وعدم وضعهم لنا في المكانة التي نستحقها؟! وإلى متى سوف نظل نُغلّب قيم المادة والشهرة على قيم الأخلاق والأعراف السليمة التي قال عنها الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هُمو ذهبت أخلاقهم ذهبوا"؟! الغريب أن الشيخ أصدر القرار إثر مهاجمة بعض قراصنة المغرب، لموقع وزارة الإعلام المصرية، وتعطيله لبعض الوقت، مع عرض رسالة اعتراض على الإساءة لسمعة المغربيات، فهل ينتظر الشيخ هجمة مماثلة من بعض الهاكرز المصريين ليعامل المصريات بالمثل؟! وهل جاء الوقت الذي نطالب فيه بالفعل بأن تتم معاملتنا داخل بلادنا بنفس الطريقة التي تتم بها معاملة "الأخوة العرب"؟! والطريف أن جميع صناع العمل، المؤلف والمخرجة والممثلين- بدأوا موجة من التطبيل والطنطنة والدفاع عن المسلسل، وإبراء ذممهم من الجرم المشهود، والتأكيد على أنه "والله العظيم تمثيل في تمثيل" ، بل والقول إن في المسلسل فتاة ليل أخرى مصرية الجنسية "ومفيش حد أحسن من حد"!!! ولم يكن ينقص إلا أن يتم "تبليك" -تسويد- الشاشة وقت عرض المسلسل، مع إذاعة السلام الوطني المغربي للتكفير عن هذه الخطيئة الجهنمية، مع منع الكابتن أحمد شوبير من الظهور على جميع القنوات المغربية!!! فألف شكر للأخوة المغاربة الذين جعلوا "أئمة" ماسبيرو يدركون أخيرا أن دور "فتاة الليل" لا يليق بالفتاة المغربية، وبمناسبة الشهر الفضيل، وبحق الأخوة العربية، فيا حبذا لو هاجموا موقع وزارة الإعلام مرة أخرى، وطالبوا بعدم إسناد هذا الدور مرة أخرى لأي فنانة مصرية، بعد أن عجزت المصريات أن يجدن نصيرا لهن أو حاميا!