تيسير فهمي فنانة غير عادية وصاحبة تاريخ حافل بالاعمال التليفزيونية والسينمائية وفي السنوات الأخيرة دخلت تيسر بكل حماس للتليفزيون لتعالج مشاكل اجتماعية وسياسية في إطار درامي أكشن مع زوجها الدكتور احمد أبو بكر، تيسير حكت ل"عيون ع الفن" عن مسلسلاتها الرمضانية، هذا العام من خلال هذا الحوار الشيق. " بدأت العمل علي القضايا المهمة من خلال مسلسل جنة ونار منذ أربع سنوات وأخيرا انتهيت من الهاربة الجزء الثاني وبفعل فاعل، فكيف كانت بدايتك مع هذه الأعمال؟ - بالنسبة لجنة ونار العمل كان يطرح قضية بالغة الخطورة والحساسية وتهدد حاضر ومستقبل الأمة العربية وهي قضية هجرة العقول من بلادنا إلي الدول المتقدمة بعدما تتعرض لضغوط هائلة تمنعها من إفادة الوطن من تجاربها وأبحاثها فلا تجد بدا من الهروب إلي الغرب خاصة وأنها تجد اغراءات شديدة. " هل لأن زوجك المنتج د. أحمد أبو بكر يحمل الجنسية الأمريكية لذا تصران على تصوير أعمالكما بها في السنوات الأخيرة؟ " - لاشك أن جنسيته الأمريكية تسهل لنا أشياء كثيرة هناك، ولكن السبب الأهم أن أمريكا هي محور العالم والمهيمنة عليه ومن الطبيعي أن تكون هي ملاذ علمائنا العرب لأنها توفر لهم كل الامكانيات التي يحلمون بها لتنفيذ أبحاثهم ودراساتهم ولاتنس أهمية "الحلم الأمريكي" المسيطر علي شبابنا فما بالك بالعلماء والمفكرين والباحثين. والمسلسل ينبه الدولة إلي خطورة هجرة العلماء والكوادر الموهوبة ويطالبها ببذل كل ماتملكه للحفاظ عليهم حتي لاتصبح البلد بلا حاضر ولا مستقبل ولا أمل في التقدم والتطور ولأنه يوجد في أمريكا 3 ملايين عربي مغترب لابد أن نعبر عنهم وعن مشاكلهم وعن قضاياهم حتى لا يكونوا جزءا مهمشا من المجتمع العربي. وللأسف أشعر أن هناك من يتربص بأعمالي ويصر على عدم عرضها في تليفزيون بلدي دون أن يراها وذلك على الرغم من أنها شديدة المصرية وتتحدث عن قضايا مصيرية وشائكة. رغم أن أعمالي الأخيرة حققت نجاحا رائعا مثل "أماكن في القلب" و"الهاربة".. ولن أخفي عليك سرا إذا قلت لك أن أعمالي تحصل دائما على تقدير ممتاز من لجنة المشاهدة بالتليفزيون ومع ذلك لاتعرض به ولا اعرف السبب. * ما ردود الأفعال المبدئية حول المسلسل حتى الآن؟ - الحمد لله إيجابية ومشجعة حتي الآن سواء من اصدقائي وزملائي بالوسط الفني أو من الجمهور وذلك على الرغم من أن المسلسل لايعرض على قنوات التليفزيون المصري وتستضيفه بعض الشاشات العربية. والمسلسل في رأيي متميز في كل شيء.. القصة لأحمد عثمان والسيناريو والحوار لعادل حسين والإخراج لمحمد أبو سيف.. وفريق التمثيل الرائع.. يوسف شعبان ومنة فضالي وإبراهيم يسري وسامح الصريطي وشيرين ومنة جلال. * ما حقيقة ما تردد عن إصابتك أثناء تصوير أحد مشاهد المسلسل ولماذا لاتستخدمين دوبليرة؟ - لا أحب اللجوء إلي "الدوبليرة" لأنني أعشق أداء المشاهد الخطرة والصعبة بنفسي إذا كانت هذه المشاهد لاتؤدي إلى الموت مثلا وفي رأيي أن تجسيد الممثل للمشاهد الصعبة بنفسه يعطيها مصداقية ونجاحا ويمنحه هو تأثيرا واقناعا أكبر لدي المشاهد وهو ما أحرص عليه دائما. * المتتبع لمشوارك الفني يلحظ بدايتك القوية في السينما بأفلام مثل "العوامة 70" و"الليلة الموعودة" مع الراحل أحمد زكي.. ثم الانسحاب المفاجيء والتركيز في التليفزيون.. لماذا؟ - بالفعل بدأت بقوة في السينما، في ظروف كانت مواتية لذلك في بداية الثمانينيات وتوقعت أن أستمر بنفس النهج ولكن ظروف السينما تغيرت فجأة وتبدل حالها للأسوأ وفجأة لم أجد لي مكانا خاصة وأنني دائما أبحث عن المكان الجيد والمميز فآثرت الانسحاب. * لماذا اقترن اسمك في الفترة الأخيرة بالأكشن؟ - طبيعة الأعمال التي أقدمها هي التي تفرض عليّ هذا النوع من الأعمال وأعتقد أن المسلسلات الاجتماعية متواجدة بكثرة ولكن المسلسلات الاجتماعية التي تحمل طابع الاكشن والإثارة قليلة التواجد وهذا ما يجعلني أفضل تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال. " ما رأيك فيما يقال أن مسلسلات تيسير فهمي أصبحت البوابة التي تعبر منها الوجوه الجديدة؟ - أغلب الشباب المشاركين فى المسلسل من طلاب معهد السينما وهذه الفرصة الوحيدة لهم حتى يظهروا ويعلنوا عن مواهبهم ولأنى كنت فى وقت من الأوقات أحتاج من يساعدنى أحاول دائما أن أساعدهم وأقدمهم للجمهور. " ألا تخشين من عرض مسلسلين لك في رمضان هذا العام في وقت واحد؟ - إنها المرة الأولى التي سيعرض مسلسلان خلال شهر رمضان المبارك، وهي صدفة غير مقصودة وإن كنت سعيدة بها لأنها ستكون تجربة جديدة ومفيدة للمشاهد لاختلاف الموضوعات وتميزها بالإثارة والتشويق. " نبدأ بمسلسلك "بفعل فاعل" الذي تقومين بتصويره حالياً، ما الذي دفعك لقبول هذا العمل خاصة وأن لك مسلسلا آخر تشاركين به في رمضان المقبل وهو الجزء الثاني من "الهاربة"؟ - فكرة المسلسل التي تتناول معني الانتماء وحب الوطن والتي نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الحالي جعلتني لا أتردد في قبوله بل الإسراع في تنفيذه لمحاولة إيصال رسالة أن الحب ليس بالكلام وإنما بالفعل فمثلا رجال الأعمال عندما يقررون أن يبنوا مشاريع صناعية أو تجارية جديدة ينبغي أن تكون في وطنهم وليس في الخارج لأن إنشاء مثل هذه المشروعات يوفر فرص عمل للشباب المحبط وفي نفس الوقت يفيد بلده، أيضًا العمل يناقش الخطاب الديني المتطرف. والتطرف الديني الخادع الذي من السهل أن ينساق وراءه الفرد دون أن يدري كذلك التأكيد علي أن التطرف ليس موجودا في الإسلام فحسب وإنما في كل الأديان. " وماذا عن دورك في المسلسل؟ - أجسد شخصية محامية صاحبة مبادئ في الحياة هدفها الدفاع عن الحق حيث إنها لا تقبل قضية إلا عندما يكون لديها ثقة في أن من تدافع عنه شخص مظلوم بالفعل. وله حق لم يستطع أن يأخذه وذلك على العكس من زوجها الذي يعيش بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فيحدث الصراع بينهما نتيجة الاختلاف حول طريقة تربية ابنهما الوحيد لأنها ترفض أن يتربي ابنها بهذه الطريقة.