وسط زخم برامج المسابقات التي تنهال علينا بشكل يومي الآن، يبرز برنامج مسابقات آخر، من نوعية تليفزيون الواقع، استطاع أن يستقطب اهتمام الكثير من المتابعين، سواء في بلدته الأصلية ماليزيا، أو في الدول العربية، والجديد أن مسابقات البرنامج لا تدور حول الغناء أو الرقص أو الجمال والوسامة، وإنما حول شيء أكثر أهمية وقيمة وفاعلية، فبالبرنامج الذي يحمل اسم "الإمام الشاب" تدور مسابقاته حول الأكثر تدينا من ضمن الشباب المشاركين فيه. فكرة البرنامج يخوض 6 من خيرة الشباب الماليزيين، فاعليات البرنامج، طمعا في الفوز بلقب "الإمام الأكثر تدينا"، والتي تتضمن إجراء اختبارات عملية ونظرية، في تلاوة القرآن الكريم، وتغسيل الميت وتكفينه، والعديد من العادات الإسلامية، وكل أسبوع يخرج واحد من المتسابقين، وفقا لأدائه ونتائجه طوال الأسبوع. الجميل أن أعمار المتسابقين تتراوح بين 18 و27 عاما، وأن الجوائز تتضمن زيارة إلى مكةالمكرمة، لأداء فريضة الحج، ومنحة تعليمية بجامعة المدينةالمنورة، وسيارة، ولاب توب. هدف البرنامج وعن هدف البرنامج، قال عضو هيئة التحكيم "حسن محمود"، الإمام الكبير السابق بالمسجد الماليزي في كوالالمبور:"إن البرنامج يهدف لاختيار مجموعة كبيرة من رجال الدين الشباب، لتقديم المساعدة في محاربة الأمراض الاجتماعية بين الشباب المسلمين الماليزيين". نجاح ساحق وقد نجح البرنامج في تحقيق شعبية كبيرة، وانهالت التعليقات على الجروب الخاص به على موقع الفيس بوك، والتي تشجع الشبان على المضي قدما، وإكمال المسيرة، وهذا دليل على إمكانية أن تتمكن البرامج الجادة والمحترمة من ضم المعجبين لصفوفها، ربما أكثر مما تفعل البرامج التي لا هم لها سوى تعرية ضيوفها، والخوض في أدق تفاصيل حياتهم الجنسية، مدعية الواقعية والنزاهة، في حين أنها تدس السم في العسل، ولا تختلف عن أي تاجر يسعى لبيع سلعته بصرف النظر عن الوسيلة التي يتبعها، ودون الالتفات إلى كمية الدمار المجتمعي والخراب الفكري الذي يمكن أن يتسبب فيه، مادام رصيده في البنك يتضخم باستمرار!