لاتستخدم الطريق الغربى إلى الصعيد فالطريق قاتل.. بهذه الجملة بدأت جريدة الأهرام تحقيقها الصحفي وهي جملة أصبح يتبادلها أهالى الصعيد بشكل دائم كنصيحة لكل من يرغب منهم فى السفر إلى القاهرة. التحقيق الذي يحمل عنوان (الموت على البر الغربي) يتناول أخطار الطريق الغربي الذي يمتد من القاهرة إلى أسيوط بمسافة 400 كيلومتر، وعلى هذا الطريق لا يمر يوم إلا وتكون إحدى قرى الصعيد قد خرجت لتشييع او توديع بعض ضحايا حوادث الطريق... "الحواث هنا كلها متشابهة حتي أرقام الضحايا ما بين 9 إلي 12 قتيلا و17 إلي25 مصابا الاختلاف فقط في بلدة وأسماء الضحايا." الأهرام تصف الطريق الغربي هذا بوصف معبر: "يبدو كأنه حية انفلتت لتوها من جراب الحاوي وأخذت تتلوي في شكل خطوط متعرجة تارة صاعدة ومنخفضة تارة اخري.. توسع لنفسها الطريق مرة وتنكمش في بعضها مرة اخري.. وبعد ان تظن انك ملكت الطريق تجد نفسك في لعبة بلاي ستيشن سباق السيارات لكنه علي ارض الواقع والرهان حياتك وحياة أولادك". كلمات تكشف بعمق عن حجم المأساة وحجم الإهمال وعدم تطبيق القانون "انتبه هنا فكل شيء مسموح تماما كالسيارة النقل ذات المقطورة التي مرت من أمامنا الآن وتسير عكس الاتجاه.. وكادت تصدم عسكري المرور الذي لم يلق لها بالا ربما لأنه مشهد مألوف هنا." وتأخذنا الجريدة من خلال تحقيقها الصحفي في رحلة مع باقي أخطار هذا الطريق التي تتمثل في محاجر الطوب الجيري وعربات النقل التي لا تحمل من صفة السيارة إلا اسمها وتفتقد أبسط قواعد الأمان وتمثل 90% من حوادث الطرق هناك، إلى المطبات العشوائية التي يقيمها الأهالي وانعدام الخدمات تماما، كما تقدم كذلك لشهادات بعض السائقين الذي يقول أحدهم: "عدد الحوادث التي شاهدتها علي الطريق الغربي أكثر بكثير من عدد السائقين والركاب الذين مروا بسلام علي هذا الطريق الذي يعاني الاهمال الشديد وعدم وجود جزيرة في المنتصف بين الاتجاهين لمسافة كيلومترات طويلة من الطريق". لكن صاحب أحد الكافتريات النادرة على الطريق يقول عن النصف الآخر للحقيقة: "معظم السائقين وخاصة سائقي النقل يكونون في حالة سكر إما لتعاطي الكحوليات أو المواد المخدرة من بانجو وحشيش مما يعرض حياتهم وحياة الركاب للخطر". وتنبه الأهرام في النهاية إلى الأراضي الخصبة التي تمتد على طول الطريق من الجانبين وتوشك الدولة على فقدها بسبب عمليات وضع اليد من بعض اللواءات ورجال الأعمال.