بناء الأسرة يجب أن يكون قائم على أساس من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يتطلب منا الخطبة الشرعية القائمة على أساس من السنة والتى يتم التعارف فيها عن طريق الأسرتين لا عن طريق الخلوة الغير شرعية أو عن طريق المعرفة الشخصية. فإذا تمت الخطبة وتم التعارف وتحددت كل الأمور التى توصل إلى بناء حقيقى للحياة الزوجية فلابد من العقد الشرعى الذى يثبت لكل من الزوجين حقه كاملاً ويكون ذلك عن طريق الإشهار الكامل من خلال الأسرتين ويكون هذا العقد قائم على أساس قول الله تبارك وتعالى: "وأخذن منكم ميثاق غليظ" فهذا الميثاق يحمل فى طياته المودة والرحمة والحقوق لكل من الزوج والزوجة وحقوق الأبناء والاستمرارية فى الزواج بقصد المحافظة على النسل والذرية ثم يؤكد هذا الرباط أن تكون العلاقة الزوجية من خلال الدائرة الشرعية والتى تتمثل فى العلاقة الزوجية الشرعية وتكون هذه العلاقة متوجة بذكر الله. فيقول عند المعاشرة "اللهم جنبنى الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتن" فإذا رزقت المرأة بحمل فيجب على الزوج أن يعمل جاهداً على اسعاد زوجته فى خلال هذه الفترة وما بعدها حتى يخرج الجنين إلى الحياة جنيناً سوياً، فإذا خرج إلى الحياة فمن حقوقه أن يؤذن فى الأذن اليمنى وأن تقام الصلاة فى الأذن اليسرى وفى اليوم السابع من الولادة إذا تيسر يعق عنه أى يذبح عن الولد شاتان وعن البنت شاه إذا تيسر وكذلك من حقه الرضاعة الطبيعية إن أمكن عملاً بقول الله تبارك وتعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله فى عامين أنشكر إلى ولوالديك إلى المصير". ثم التربية الصالحة وتكون مستمدة من علاقة طيبة بين الزوجين وبحفظ لكتاب الله تبارك وتعالى عندما يصل هذا المولود إلى سن تسمح له بالنطق السليم، هذا بالنسبة للعلاقة الزوجية وتستمر هذه العلاقة على هذا النحو بمعنى أن يعرف كلاً من الزوجين ما له وما عليه من حقوق وواجبات فمن حقوق الزوجة النفقة والمسكن والطعام والمعاملة الطيبة القائمة على الاحترام المتبادل ومن حق الزوج كرامته فى ماله وفى ولده وفى بيته وفى أسراره فلا يجوز للزوجة أن تخرج سراً ولا أن تهمل فى حقوق زوجها وحقوق أولادها. فالعلاقة قائمة بينهما على أساس من المودة والرحمة حتى تأتى بعد ذلك الذرية الصالحة وتربى على منهج من كتاب الله وسنة رسول الله فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل من زوجة صالحة اذا نظر اليها سرته واذا أمرها أطاعته واذا غاب عنها حفظته فى ماله وعرضه". ما نراه فى مجتمعنا المصرى الآن يتنافى تماما مع شرع الله سبحانه وتعالى وما نراه من مغالاة فى المهور وتكليف الزوج فوق طاقته أو الزوجة والنظر الى الغير والعادات انما كان سببا فى تفتت وتشتت الأسرة المسلمة وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يردنا الى دينه ردا جميلا وأن يعيد للأسرة مكانتها كما كانت فى عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموفق.