هو أستاذ فن الكوميديا في مصر، ورائد من رواد ترسيخ مفهوم المسرح، أعماله الفنية تركت له بصمة واضحة تدل على قدراته الفائقة في الوصول إلى عقل وقلب المشاهد ليتربع فيه بفنه الأصيل، هو الفنان الكوميدي القدير المهموم بقضايا المصري البسيط بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ، النجم محمد صبحي الذي حل ضيفا في برنامج "واحد من الناس" مع المذيع اللامع "عمرو الليثي". في عجالة سريعة قدم المذيع "عمرو الليثي" أهم المحطات الفنية في حياة الفنان "محمد صبحي"، بعدها تطرق الحوار في بدايته إلى الجوانب السياسية حول مدى قناعة "صبحي" بعودة فلسطين ليرد: "كل ما يقترب موعد انتهاء القضية تبعد أكثر"، وعن تعليقه الشخصي على الجدار العازل قال: " أنا شايف أن مصر من حقها أن تدافع عن أمنها القومي إذا كانت تخشى من تهريب السلاح والمخدرات ولكن ليس من غزة، كنت أتمني أن يكون الجدار بطول الجبهة مع العدو الإسرائيلي". كما أوضح صبحي رأيه في القومية العربية و الزعيم الراحل السادات ومعاهدة السلام معلقا على السياسة الأمريكية في ظل رئاسة أوباما. لينتقل الحديث عن طفولته ونشأته حيث قال: "والدي كان بيشتغل في فرقة رمسيس ليوسف وهبي ولكن عمري ما فكرت أن أكون ممثلا، كنت عاوز أكون قائد أوركسترا أو راقص باليه" موضحا أنه اتجه للتمثيل بعد أن حصل على المركز الثاني في مسابقة الكمان كانتقام منها. وعبر"محمد صبحي" عن صدمة والده من قراره بالاتجاه للتمثيل ليعنفه بشدة قائلا: " هو عشان بتتفرج على يوسف وهبي افتكرت نفسك إنك هوه"، ولكنه سرعان ما غير رأيه بعد مشاهدته لمسرحية هاملت التي قام ببطولتها كمشروع تخرجه من المعهد في عام 1971 ليقول له:" من الآن أنا أكن لك الاحترام وحكون معك لغاية ما تكون نجم". وذكر صبحي أنه تعرض لصدمة شديدة بعد تقديمه لمسرحية هاملت على خشبة مسرح سيد درويش بسبب عدم تقبل الجماهير له مما دفعه لتوجيه كلامه لهم قائلا: " أنا عارف إن الاسكندرانيين طلعوا واحد اسمه سيد درويش ممكن تدوني فرصتي جايز يطلع واحد اسمه محمد صبحي" ليهتز المسرح من التصفيق الحاد. بعد ذلك تحدث صبحي عن بدايته الفنية التي كان يحصل فيها على أجر 40 قرشا فقط، من خلال عمله ك "كمبارس" في المسرحيات في فترة السيتنيات، لينال أول دور حقيقي من خلال مسرحية "كومبارس الموسم" والذي رشحه له "ممدوح الليثي". وعن ضيقه الشديد ورده العنيف على الكاتب الكبير يوسف السباعي الذي كان وزير الثقافة في السبعينيات قال: " يوسف السباعي أرسل ليه في عام 1974 ولما دخلت المكتب قال إيه ده عيل؟ ليرد:" أنا مقبلش إنك تهيني كده"، فقاله:" أنا بس مستغرب إزاي شاب زيك صغير حيخرج مسرحية ليه على المسرح القومي وكانت مسرحية (الحرب والسلام)". ليسأله عمرو الليثي عن إحساسه بعد نجاحه في مسرحية "انتهى الدرس يا غبي"في عام 1975 وعمله مع الفنان القدير محمود المليجي فأجاب صبحي: "في مرة كنت بعمل بروفات المسرحية دخل عليا محمود المليجي وقال ليه إنت إيه حكايتك واقف أمامك محمود المليجي وتوفيق الدقن بيفرفشوك عشان تقول أفيهات ساكت ليه ده ميلادك يا بني أنا واقف جنبك" ليبكي من شدة تأثره من الموقف ومدى إيمان فنان بحجم محمود المليجي بموهبته. وعن ظروف قبوله لدوره في فيلم الكرنك أمام الفنانة الرائعة سعاد حسني قال: "أنا كنت وقتها بحضر لمسرحية هاملت وأدويب وروميو وجوليت ولكن كان فيه نقص 30 جنيها في الميزانية، فقبلت العرض فورا بعد أن عرفت أن عربون التعاقد قدره 30 جنيها وشعرت أنها علامة من ربنا" واستكمل حديثه عن دوره في الفيلم الذي أحبه من أول وهلة وأصر على تمثيله قائلا ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن حيث تلقى مكالمة من المنتج ممدوح الليثي يخبره فيها بعدم إمكانية تمثيله في الفيلم لوجود مشكلة وهي أنه كان من المقرر أن يقوم بدور البطولة الفنان أحمد زكي غير أن جهة التوزيع رفضت حصوله على الدور ليرشح الفنان نور الشريف بدلا منه، مما دفع المنتج لترشيح أحمد زكي لدور صبحي في الفيلم لحل هذا الموقف الصعب. ولكن عندما عرض صبحي على أحمد زكي الدور رفض بشدة قائلا " أنا لا أقبل هبة من أحد" ليعبر صبحي عن ضيقه من موقف أحمد زكي الذي يعد تلميذه في معهد الفنون المسرحية حيث تتلمذ على يده خلال عمله كمعيد في المعهد. وقال مازحا مع عمرو الليثي إن المنتج ممدوح الليثي مازال مدين له ب50 جنيها من أجره عن دوره في الفيلم لم يتقاضاه بعد.