الشباب هم القلب النابض في حياة الشعوب، هم صانعو التاريخ المشرق في حياة شعوبهم، و الشباب نقاط قوة في مختلف المجتمعات ، نظرا لكون تلك الشريحة الأكثر استعدادا للعطاء لما تتمتع به من مقومات ، بالإضافة الى كونها تمتلك ذهنية أكثر انفتاحا ، وهي أسرع في الانقياد مقارنة بالشرائح الأخرى ، لكن نتيجة لطبيعة الأنظمة التي تتولى مقاليد السلطة في هذه الدول لم تجتهد في استثمار تلك الطاقة بالشكل الأمثل ، ولهذا فإن الشباب يتحولون الى نقاط ضعف في المجتمعات وثقل على كاهل الدول عند غياب الوعي الاجتماعي والشعور بالمسؤولية ، والشباب العربي بشكل خاص أصبح متأثرا بالمجتمعات الغربية وسلوكيات أفراده الشكلية فقط ، بعيدا عن الجوهر الحقيقي لهم والتقدم العلمي والثقافي في تلك البلدان المتقدمة . ويعلل بعض الباحثين في العلوم الاجتماعية الانحسار السلبي للشباب في بعض القضايا الثانوية، بسبب المزاج العام في المجتمع بالإضافة الى الأوضاع السياسية والاجتماعية المؤثرة ، ويرى هؤلاء الباحثون أن أغلب الشباب في الوقت الحالي يولون القضايا الجانبية قدرا أكبر من الاهتمام على حساب القضايا المصيرية والوطنية على حد تعبيرهم، وأصبح اهتمام الكثير من الشباب هذه الأيام منصبا على المظاهر المادية ، كالأزياء وتسريحات الشعر الغربية ، أكثر من اهتمامهم بالثقافة والفكر والمعرفة . ويعلل ذلك الأمر أحد الشباب النشطاء فى المجال الاجتماعي والثقافي بقوله "إن ضعف تمثيل الشباب وقلّة مساهمتهم في معطيات الواقع السياسي الجديد في البلد نابع من أسباب عديدة أولها أن هذا الجيل لم يتخلص بعد من عقدة الخوف من الخوض في السياسة ، والتي جعلتها الأنظمة السابقة خطاً أحمر لا يُسمح بتجاوزه " ومانراه اليوم من مشاركة بعض الشباب فى المظاهرات السلمية ومشاركتهم فى العمل السياسى فهؤلاء الشباب نسبة لا تذكر من إجمالى تعداد الشباب الذين لا يعلمون كم عدد الأحزاب السياسية فى مصر، ومن هنا اتسعت الفجوة السياسية بين الشباب وواقع الحياة السياسية فى مصر وعزف الشباب عن المشاركة السياسية، ورغم هذا العزوف من قبل الشباب مازلنا نرى فى برامج الأحزاب السياسية .. مشاركة الشباب والاعتماد على الشباب فى المرحلة القادمة، والشباب هم الحاضر والمستقبل وللاسف نكتشف أن هذا مجرد كلام . ويرجع عزوف الشباب عن المشاركة السياسية بسبب ما يعتبره بعض المهتمين جمود الأحزاب وتراجع دورها في الساحة السياسية وفي المجتمع بفعل ترهلها، مع الزمن، وعدم استيعابها للتحولات التي يعيشها المجتمع. وهناك من يرجع نفور الشباب من العمل الحزبي إلى عوامل مرتبطة بما أصبح شائعا من عدم تجديد النخب، وعقم العمل الحزبي، وتهميش الشباب الناتج عن طغيان هاجس الوصاية المفروضة عليهم من طرف القيادات الحزبية، مما جعل مجال استقطاب الشباب عصيا على الأحزاب، التي أصبحت منعزلة ولا تكاد تستقطب سوى أعداد قليلة من المنخرطين الجدد ، ونجد معظم الأحزب المصرية منشغلة بصراعاتها الداخلية ولا تولى أهمية للتجديد ولتواجد الشباب على الساحة السياسية . وعلى جانب آخر هناك أحزاب قليلة جدا انتبهت لتلك القضية الهامة وبدأت منذ عدة أعوام قليلة تُفعل مشاركة الشباب فى الحياة السياسية وتولى الشباب أهمية كبيرة على أجندتها وتعمل على تطبيق فكر جديد لم يكن موجودا من قبل لدى الأحزاب السياسية . وعلى الشباب أن يغلقوا دهاليز الماضي المظلم ويفتحوا أبواب الحياة الكريمة للمستقبل الزاهر ، عليهم أن يؤمنوا بحقهم في الحياة ويكافحوا لأجله .