أكد محمود الأزهرى -المتحدث باسم طلاب الأزهر ضد الانقلاب- أن المدينة الجامعية لجامعة الأزهر شهدت مساء الأربعاء الماضى جريمة جديدة للانقلاب العسكرى الدموى ضد انتفاضة الطلاب السلمية ضد الانقلاب على الشرعية الدستورية والقانونية، مشيرا إلى أن ميليشيات الانقلاب اقتحمت المدينة واعتدت على الطلاب بقنابل الغاز والرصاص الحى والخرطوش، ما أسفر عن استشهاد طالب فى نهائى كلية الطب وإصابة 300 آخرين. وشدد الأزهرى فى حواره ل"الحرية والعدالة" أن الرد من قبل الطلاب سيأتى مباغتا وغير متوقع على تلك الجرائم البشعة، موضحاً أن مصر تشهد من الآن انتفاضة طلابية حقيقية لم تعاصر مثلها من قبل، مشيرا إلى أن دخول الطلاب بفعالياتهم السلمية المستمرة على خط مواجهة الانقلاب بهذا الشكل، أربك حسابات الانقلابيين وأدى بهم إلى هذا التخبط واستخدام العنف الممنهج وغير المبرر، مما يؤكد أن الانتفاضة الطلابية خاصة فى جامعة الأزهر تعتبر شوكة فى حلق الانقلاب... وإلى نص الحوار: * ما الذى حدث بالضبط مساء الأربعاء الماضى فى المدينة الجامعة بجامعة الأزهر؟ ما حدث أن طلاب الأزهر بالمدينة الجامعة نظموا مظاهرات ليلية ضد ما حدث صباحا أمام مشيخة الأزهر يوم الأربعاء الماضى من قيام ميليشيات الانقلاب بالاعتداء بوحشية على الطلاب والطالبات ومحاصرتهم داخل المشيخة واعتقال العشرات منهم. وفى المقابل قامت ميليشيات الانقلاب بالاعتداء على تظاهرات الطلاب بقنابل الغاز أمام المدينة فى البداية، مما اضطر الطلاب للاحتماء داخل المدينة، فى حين استمرت ميليشيات الداخلية فى مطاردة الطلاب والضرب بالغاز والخرطوش، ومن ثم اقتحمت المدينة نفسها، ودخلت مدرعات الأمن المركزى للمدينة الطلابية من أربعة أماكن، ولم يواجههم الطلاب سوى بالصدور العارية، وبدأ الضرب بالرصاص الحى، بخلاف الغاز والخرطوش، حتى صار لدينا شهيد، وما يقرب من 300 مصاب، بخلاف عشرات المعتقلين. * وما تفاصيل استشهاده؟ الشهيد هو عبد الغنى محمد حمودة –طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب جامعة الأزهر- وقد كان مصابا فى البداية من أثر قنابل الغاز الكثيف التى أطلقتها ميليشيات الانقلاب، وكان موجودا بالمستشفى الميدانى بمسجد المدينة، وكان نائما من أثر إصابته بالغاز، وعندما اقتحمت ميليشيات الانقلاب المستشفى الميدانى خرج من كانوا فيه، وبقى هو على حاله ولم يستطع المغادرة، فجاء أحد عناصر قوات الأمن المركزى وضرب طلقات خرطوش متتابعة فى وجهه وجسمه، وبعدها حاولت عربة الإسعاف الوحيدة التى كانت موجودة أن تنقله، لكن ميليشيات الانقلاب رفضت خروجها من المدينة، ولذا ظل على حاله حتى ارتقت روحه. وللعلم فلم تكن هناك أى عربات إسعاف سوى واحدة فقط داخل المدينة الجامعة لنقل الطلاب المصابين جراء اعتداءات ميليشيات الانقلاب، كما أن عناصر الأمن رفضوا خروجها من المدينة لنقل المصابين، وفى البداية أقمنا مستشفى ميدانيا بالمسجد واقتحمتها قوات الانقلاب، فبدأنا نتجه بالإصابات إلى طلاب الطب بالمدينة فى حين لم تكن متوافرة سوى أدوات طبية تقليدية للإسعافات الأولية. * لماذا كان هذا العنف فى مواجهة الطلاب؟ من الواضح منذ حكم القضاء المسيس السريع على 12 طالبا من طلاب الأزهر بالسجن 17 عاما وغرامة 64 ألف جنيه لكل طالب، لم يقوموا سوى بالتعبير الحر السلمى عن تأييدهم للشرعية، إن دخول الطلاب بفعاليتهم السلمية المستمرة على خط مواجهة الانقلاب، أربك حسابات الانقلابيين وهذا ما يؤدى بهم إلى هذا التخبط واستخدام العنف الممنهج وغير المبرر، مما يؤكد أننا الآن كانتفاضة طلابية خاصة فى جامعة الأزهر نعتبر شوكة فى حلق الانقلاب؛ ولذا يؤكد الطلاب جميعهم أنهم يضمدون جراحهم سريعا ولن يتوقفوا عن فعاليتهم، بل سيصعّدون من حراكهم والذى سيشهد مفاجآت جديدة لم يتوقعها الانقلابيون الدمويون. * كيف يرى طلاب الأزهر الموقف الرسمى لمؤسسة الأزهر؟ طلاب الأزهر يُقتلون ويُختطفون تحت مسمع ومرأى من مشيخة الأزهر، برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس الجامعة أسامة العبد، فمن الواضح أنهما ربما ما زالا معتكفيْن حتى الآن، فضلا عن أنهما كما ظهر للجميع ليسوا أكثر من أداة فى يد سلطات الانقلاب العسكرى الدموى. وقد سمعنا أن مسئول المدينة الجامعية هو من سهّل لميليشيات الانقلاب دخول المدينة، أو هو من طالبهم بالدخول. * كيف تقيّم الأحكام الأخيرة على الطلاب؟ بالطبع الحركة الطلابية فى الأزهر صارت من القوة بحيث بات يخشاها الانقلاب، والأحكام ما هى إلا محاولة لزرع الخوف فى الوسط الطلابى بالجامعات، وإذا كان القضاء قد حكم على عدد من الطلاب لتظاهرهم أمام مشيخة الأزهر، فإننا نرد الآن وبقوة ونسيّر مسيرات ومظاهرات حاشدة أمام المشيخة، ومن ناحية أخرى فقد صار مؤكدا وواضحا للجميع كيف نواجه قضاء جائرا مسيسا غير عادل وخاضع لسلطة الانقلاب. * ما أصعب المواقف التى عانى منها طلاب الأزهر فى ظل الانقلاب؟ فى الحقيقة فقد رأينا فى الأيام الماضية مواقف صعبة كثيرة للغاية، ويوم الأربعاء الماضى وحده رأينا حالات تعذيب لطلاب داخل مشيخة الأزهر، فبعد أن قامت ميليشيات الانقلاب العسكرى الدموى باعتقال عشرات من الطلاب والطالبات بجامعة الأزهر وضعوا بعضهم فى غرف داخل المشيخة وقام رجال بزى مدنى بتعذيبهم وضربهم!!، ولكن ما لا ننساه، أن نشاهد فتيات طالبات من حرائر الأزهر يختبئن من ميليشيات الانقلاب فى المقابر أمام مشيخة الأزهر، ومع ذلك لا يسلمن من الأذى، فقد صارت ميليشيات الانقلاب لا تراعى حتى حرمة المقابر؛ حيث كانت تذهب إلى هناك وتعتدى على الطالبات وتعتقلهن. ولذا فمن الآن سنصعد فعالياتنا بشكل كبير، فلابد أن يعلم الانقلابيون أن حرائر الأزهر خط أحمر. وأى أذى يلحق بهن يعد فى السجل الأسود لجرائم الانقلاب، والذى بات لا يتحدث سوى لغة واحدة من القمع والعنف والقسوة وتكميم الأفواه وهو ما يؤكد القدر الكبير من المفاجأة التى لحقت بهم هم عند مشاهدتهم لثبات وبطولات طلاب الأزهر، وخاصة من الطالبات. * حدثنى عن مكانة الطلاب الذين يتم اعتقالهم أو الاعتداء عليهم؟ بداية فشهيد الأمس طالب فى نهائى كلية الطب، كما أن أكثر كلية بها شهداء على مستوى الأزهر، هى كلية الهندسة، حيث ارتقى منها ما يقرب من 9 شهداء، من مجموع 80 شهيدا على مستوى جامعة الأزهر، هذا بخلاف 300 معتقل، زادوا بالأمس وحده مائة معتقل آخرين، فصار المجموع حتى الآن 400 معتقل من طلاب الأزهر. وبعد كل هذا ليس من المعقول أن يتراجع الطلاب خطوة واحدة عن مواقفهم، وهم مستمرون حتى كسر الانقلاب الدموى، بل حتى تتم محاكمة كافة قادة الانقلاب، وعلى رأسهم شيخ الأزهر. * وماذا عن الحالة التعليمية فى جامعة الأزهر حاليا ؟ الآن مصر تشهد بحق انتفاضة طلابية غير عادية، وبالنسبة لطلاب الأزهر فهم الآن على قلب رجل واحد، فلا وجود نهائيا للعملية التعليمية عندنا، ولا دراسة على الإطلاق، فقد أعلن طلاب الأزهر الإضراب العام عن الدراسة تماما، ولدينا فعاليات كل ثانية وكل ساعة وكل يوم حتى كسر الانقلاب واستعادة الشرعية الدستورية والقانونية ومحاكمة قادة الانقلاب والقصاص للشهداء والمصابين والإفراج عن المعتقلين.