كأي جمعة في مدينة نصر عقب مجزرة القرن – مجزرة فض ميدان رابعة العدوية- خرج الآلاف منددين بمجازر الانقلاب العسكري الدموي التي تزيد بشاعتها يوماً تلو الآخر، فيزيد معها عدد المنضمين إلى صفوف الرافضين لتك المجازر، لتنال مدينة نصر القسط الأكبر من تلك الحشود المتزايدة الدقيقة تلو الأخرى. وهو ما أقلق بلطجية الداخلية ونغص على قوادها بشكل كبير؛ فما أن تلاقت مسيرتا مسجد السلام بالحي العاشر بمدينة نصر ومسيرة مسجد الرحمة بمصطفى النحاس حتى رجت الحشود شوارع مدينة نصر بالكامل، ودوت الهتافات المنددة بحكم العسكر في السماء وهو ما لم يعجب بلطجية الانقلاب فقاموا باطلاق قنابل الغاز على مؤخرة المسيرة بشكل هستيري! وتمسك المتظاهرون ببعضهم البعض وتشبثوا وقاموا حتى دخلت المسيرة شارع عباس العقاد وتزايدت الاعداد وتوافدت من كل حدب وصوب بمجرد العلم بوجود اعتداءات، لتبدأ اعتداءات جديدة من قبل الداخلية والبلطجية في نهاية شارع عباس العقاد. إلا أن الشباب المشارك في المسيرة أدوا دورًا بطوليًّا لافت للنظر؛ حيث وقفوا أمام مدرعات الداخلية بصدور عارية وعطلوا وصولها إلا أن عبرت المسيرة شارع النزهة، واستكملت مسارها بأكثر من 90% من قوتها. وتلتحم بعدها مسيرة مدينة نصر أسفل كوبري النزهة بحشود بشرية غفيرة أتت من الزيتون والمطرية ليتفاجأ قوات الانقلاب بتضاعف الأعداد بشكل خارج السيطرة، فبدأت من جديد في اطلاق وابل من قنابل الغاز والخرطوش .. ولأن الأعداد صرعتها فلجأت إلى الرصاص الحي وبدأت تهرول خلف المشاركين في المسيرة من ميدان الساعة لكوبري النزهة بشكل هستيري، وهو ما استشهد على أثرها 3 من المشاركين في المسيرة، وهم: صلاح عادل أبو حميدة - الفرقة الثانية بكلية اللغة العربية مقرر أسرة جيل النصر المنشود اشترى شبكته منذ يومين ، ولا زال بروفايله مليئ بالتهاني والتبريكات ثم انقلب مرة واحدة إلى خبر وفاته، ومحمد شربات السن 21 عامًا، ذلك بخلاف اصابة المئات. وأغلقت بعدها الداخلية في وجه الشعب سواء كان مشاركا في المسيرة أو غير مشارك وتصادف وجوده في شارع عباس العقاد وظل ضباط البلطجية يحذرون المواطنين والمارة في الشوارع من التواجد فيه وعليهم اخلاءه على الفور! وبدأ المواطنون العاديون في استنشاق الغاز بكثافة وتزايدت حالات الاغماء في الشوارع بين المواطنين وسكان المنطقة الذين أصيبوا بحالة من الهلع والفزع! لم تكتفِ الداخلية بتلك الجرائم بل نشرت بلطجيتها بزي مدني في الشوارع الجانبية لتلقي القبض على كل من يشتبه فيه مشاركته في المسيرة، وتلقنه وابلا من الضرب والسب بأبشع الشتائم، ونشرت الكمائن على الشوارع الرئيسية كشوارع مكرم عبيد وحسن مأمون وعباس العقاد ومصطفى النحاس، وبالأخص بجوار مسجد الايمان، وبجوار سيتي ستارز، وميدان التريونف، وميدان المحكمة، وبدأت في التقاط العائدين من المسيرة السلمية المنددة بمجازر الانقلاب الدموي! وبعد تلك الاعتداءات السافرة من قبل قوات الأمن أصدرت حركة مدينة نصر ضد الانقلاب بياناً تدعو فيه الى الاحتشاد اليوم السبت في مليونية جديدة ردا على تلك المجازر بعنوان مليونية "الغضب المصبوب". وقالت في بيانها: "يا ثوار وأحرار مدينة نصر.. ألم تعاهدوا الله أنكم لن تسكتوا على قاتل فلذات اكبادكم ، على مغتصب للحقوق ، مستبيح للدماء الم تعلنوها صراحة مرارا و تكرارا انه لن ترهبكم الرصاصات وأنكم ماضون على طريق الحق.. ما اقدمت عليه يوم الجمعة كلاب حراسة الانقلاب ما هو إلا مزيدا من التضييق للحبل الملفوف حول رقابهم ولقد باتت خطواتكم اقرب لتحقيق ما تصبون اليه .. ندعوكم السبت لمليونية حاشدة ردا على كلاب حراسة الانقلاب ..ندعوكم لمليونية الغضب المصبوب ... سنثبت لكلا الحراسة اننا اقوى من ان ترهبنا الرصاصات ... اقوى من ان تردعنا الاعتقالات .. وإننا لن نرضى بغير النصر ... او الموت فى سبيل الله".