روى أحد أطباء المستشفى الميداني خلال أحداث المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر ويدعى "أسامة"، شهادته على الأحادث التي ارتكبتها قوات أمن الانقلاب ضد طلاب الأزهر بالأمس، والتي قتل فيها أحد الطلاب بكلية الطب بالجامعة. وقال "أسامة" في شهاته: "انطلق وابل من القنابل المسيلة للدموع تجاه مبنى أبو بكر -الموجود به المستشفى الميداني- ودخل الغاز إلى غرف المبنى وإلى المستشفى الميداني بالدور الأرضي, وأصيب الأطباء وطاقم الإسعاف باختناق واضطررنا لنقل الحالات للأدوار العليا في المبنى, ومن ثم قمنا بنقل المستشفى الميداني إلى مدخل مدينة نصر (ب) في تمام الساعة التاسعة مساء في مكان آمن حيث نكون بمأمن من دخول الشرطة من بوابات الجامعة". وأضاف "استقبلنا الكثير من حالات الاختناق جراء استنشاق غازات تؤدي إلى تقلصات في البلعوم والقصبة الهوائية, وأيضا استقبلنا حالات حروق من الدرجة الثانية بسبب قنابل غاز حمضية حارقة, وكان هناك حالتين خرطوش إحداهما بالبطن والأخرى بالرأس". وأشار إلى أن أطباء المستشفى والبالغ عددهم 6 أطباء و10 صيادلة قاموا بحصر الحالات من الساعتة التاسعة مساء وحتى الثانية عشر إلا ربع، وكانت: 23 حالة إصابة بخرطوش تنوعت من القدم إلى الصدر وفي مناطق عدة من الجسم منها 4 حالات خطرة إصابات بالرقبة والوجه، ومن مسافات قريبة تصل إلى 6 أمتار، أما باقي إصابات الخرطوش كانت من مسافة تقدر ب20 متر تقريبا، وحالات اختناق عديدة تتعدى ال30 حالة، منها حالتين خطرتين أدى الاختناق إلى إغماء وفقدان كامل للوعي، وتم التعامل مع الحالة وإسعافها حتى الإفاقة وتم نقل كل حالة منهم إلى غرفهم بالمدينة الجامعية، كما تم حصر حالات كدمات متنوعة في الرأس نتيجة تراشق الحجارة وفي اليدين والقدمين، و3 حالات حروق من الدرجة الثانية نتيجة التعرض لغاز شديد الحمضية. وفي شهادته حول استشهاد الطالب عبد الغني محمد بالفرقة السادسة لكلية الطب، قال بأنه "بعد اقتحام قوات الأمن لمبنى المدينة واستخدامها قنابل الغاز والخرطوش هرب جميع الطاقم الطبي باستثناء مصاب وحيد بالاختناق وهو عبد الغني ومعه زميله الذي رفض تركه، ورأى قوات الأمن تنهال بالضرب على الطبيب المتبقى في المستشفى ورأى المصاب عبد الغني قد تمكن من الهرب، ولحقت به قوات الأمن وضربته أيضا فقاومهم وكان وجها إلى وجه معهم فأطلقوا عليه طلقة خرطوش مباشرة من مسافة لا تزيد عن 3 أمتار، فأصابت الرقبة مباشرة وتركته قوات الأمن ينزف, وبعد مدة 5 دقايق ومطاردة قوات الأمن الطلاب في مدينة نصر (أ) تسللنا إليه وقمنا بحمله إلى المستشفى الميداني الجديدة، وقمنا بحمل ما يلزم من مستلزمات طبية". وأردف "وصل الطالب وبه نبض خافت وهو فاقد تماما للوعي حاولنا الاتصال باسعاف المدينة والوحدة الطبية بمبنى أبوعبيدة الموجودين في مدينة نصر (أ)، ولكن كانت قوات الأمن قد أغرقت تلك المدينة بوابل من القنابل المسيلة للدموع والقنابل الحارقة، فلم نتمكن من الوصول إلى المبنى لمدة 15 دقيقة". واستأنف حديثه "أثناءها فقد الطالب المصاب نبضه وقمت بالانعاش القلبي الرئوي من التنفس الاصطناعي له لمدة 5 دقايق وبعدها سلمته إلى زميل بالفرقة السادسة كلية الطب، وذهبت لإحضار الاسعاف وبالفعل أحضرنا الإسعاف بعد 15 دقيقة اخرى وكان قد توفى الى رحمة الله جراء اصابة مباشرة بالخرطوش في الرقبة اخترقت القصبة الهوائية مباشرة وادت الى انتفاخ الرقبة، وتم نقله بالإسعاف خارج المدينة".