الحماقة لا تعني الجهل ولا الغباء، لكنَّها مرض عضال يستعصي على الشفاء؛ لأنه يمكن للجاهل أن يتعلم ويصير عالمًا، ويمكن للغبي أن يتخلص من غبائه بالدربة والممارسة، لكن مرض الحمق لا يُرجى شفاؤه، وعلاجه الوحيد الابتعاد عن الأحمق لتجنب حماقته. وصدق رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- الذى قال: (وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلِب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله). ومن هؤلاء “قرقاش الإمارات” الذى قال: “يستمر تواصل الإمارات مع كافة مكونات المعارضة السودانية ومع المجلس العسكري الانتقالي، رصيدنا الخيّر ومصداقيتنا وسيلتنا للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان الشقيق، لا شك أنها مرحلة حساسة بعد سنوات ديكتاتورية البشير والإخوان”. وأن علاقتنا التاريخية والمشتركة والمتميزة مع السودان الشقيق أبدية، وسعينا الدائم للمساهمة في قضايا التنمية والاستقرار سيستمر، خطوطنا ميسرة في التواصل مع كافة الأطراف ودورنا منظوره وطني وعربي، وهدفه دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس”. والسؤال: بأي صفة تتواصل دولة المؤامرات مع كافة الأطراف؟ لماذا لا تنشغل بتحرير جزرها من إيران؟ كما أنها لا تعرف ما إذا كانت الديمقراطية من الثدييات أو من الزواحف!. أما عن مزاعم دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس، فإن هذه الكائنات لا تعرف إلا نوعًا واحدًا من السلس هو “سلس البول”. فقد نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مقالاً للكاتب” أندرياس كريغ” قال فيه: إن خطاب الاستقرار الإماراتي- الذي يتلخص في أن “الاستقرار الاستبدادي” هو الأفضل للمنطقة العربية- يفسر كل الثورات المضادة والقلاقل في المنطقة. وإن مهندس فكرة “الاستقرار الاستبدادي” وممارسها عمليا هو “محمد بن زايد”، لأنه يعتقد أن انتصار الحكم المدني التعددي في المنطقة سيكون هزيمة لنموذج الحكم العسكري الذي تتبناه الإمارات؛ لأنه ببساطة شديدة كما يقول: “أندرياس كريغ” إن الفرضية التي انبنى عليها خطاب الإمارات هي أن التعددية السياسية الاجتماعية تقود إلى الفوضى في ظل الحكم المدني، وتمت زراعة هذا الخطاب في مخاوف المحافظين الراهنة في الغرب من تعزيز الإسلام السياسي المعادي، وإن الإمارات أصبحت تشارك المحافظين في الغرب أفكارهم وربما خططهم منذ 2014. وأن مصر أصبحت هي الدليل الذي تستخدمه الإمارات للبرهنة على صحة خطابها، إذ تقول إن مصر عادت للاستقرار ومكافحة الإرهاب بعد تسلم السيسي الحكم وممارسته، لكنها لا تشير إلى حقيقة أن أبو ظبي لعبت دورا استراتيجيا في الإطاحة بالرئيس المدني السابق محمد مرسي. وأن الإمارات تقوم منذ 2014 بالترويج لفكرة الاستقرار الاستبدادي لدعم صعود اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا. وحذر “كريغ” من تطبيع فكرة الاستقرار الاستبدادي في الغرب عن طريق سعي الإمارات لكسب عقول وقلوب الصحفيين والباحثين وصناع القرار، لتبني رؤية عالمية تبسيطية تصب في مصلحة مروجي الإسلاموفوبيا والمستشرقين. وأن حرب الإمارات لتعزيز خطابها في المجال الإعلامي قد أثمر بالفعل في ليبيا، حيث تبنت فرنسا الخطاب الإماراتي، كما أن المحافظين الجدد في إدارة ترامب اتخذوا الموقف الفرنسي نفسه، ورحبوا بحفاوة برجل الإمارات القوي في مصر.. “السيسي” باعتباره ضامن الاستقرار في المنطقة. كما أن روبرت فيسك قال: إن مجلة “فورين بوليسي” نقلت عن مسئول أمريكي، قوله: إن “قادة حكومات السعودية والإمارات ومصر لا يشاركوننا في القيم الديمقراطية الأساسية، ومواقفهم حول ما يجب أن يحدث في السودان تتباين مع السياسات التي يجب أن تتبعها الولايات المتحدة”. وما هو واضح هو أن السعودية والإمارات ومصر لا تريد ديمقراطية في السودان. وقال فيسك: إن “القوى التي تحاول سحق الثورة في السودان لن تحتمل معارضة من أي نوع”؛ لأن ثورة السودان فضحت بما لا يدع مجالاً للشك، الذين دعموا الانقلاب فى مصر على الرئيس المنتخب الدكتور “محمد مرسى” بزعم محاربة الإخوان الإرهابيين، ولكن في السودان الوضع يختلف، حيث إن من يتصدر المشهد السودانى هو “تجمع المهنيين” وهو مجموعات من اليساريين والبعثيين والقوميين والعلمانيين، وأعلنوا فى أكثر من مناسبة أنهم ضد الإخوان وضد الإسلام، فلماذا قتلوهم؟!. وبعد كل هذا تخرج صحيفة صفراء، تمارس أحط أنواع العهر الإعلامى بتصريح مفاده: أن الإخوان وراء فض اعتصام الخرطوم، وأن “حميدتي” خدع من الإخوان بحسن نية!! مع أن حميدتى أعلن وبراءة الأطفال فى عينيه أن رجاله “كانوا يحملون السياط وأذناب البقر فقط وقت فض الاعتصام”، وأن الحركة الإسلامية ورطته في المجزرة. كما ذكرت الصحيفة الصفراء، على لسان أحد خبراء الغبرة، دون ذكر اسم ذلك الخبير، على طريقة- مصدر مطلع-أنه “تم إقناع حميدتي من خلال بقايا النظام البائد، بفض الاعتصام بالعصي والسياط، وعندما بدأ فعليًّا فض الاعتصام، تدخلت كتائب الظل التي ترتدي زي قوات الدعم السريع، وأطلقوا الذخيرة الحية على المعتصمين، وقد بلع حميدتي الطعم، ونال سخط الثوار والمجتمع الدولي، بعد أن تم الترحيب بانحيازه للثورة في بدايتها”. وأنا أتفق مع الصحيفة الصفراء تمامًا ومع خبير الغبرة المجهول؛ لأن الإخوان وخلاياهم النائمة، يضربون الليمون فى الخلاط بلا رحمة ولا شفقة، لعمل أزمة فى الليمون، أنا لا أستبعد أنهم خدعوا حميدتى وحميدتك، وحميدتنا كلنا!. وأن الإخوان هم الذين قطعوا النت فى عموم السودان، وهم من وضعوا الأفلام الإباحية لمستشار شيطان الإمارات، فى حقيبة ملابس “جورج نادر”، ومن يدرى أن “جورج نادر”، من الخلايا النائمة فى شعبة واشنطن! لكل داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها. المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها