سادت حالة من الحزن على مواقع التواصل العربية والسورية عقب الإعلان عن استشهاد منشد الثورة وحارس نادي الكرامة السوري لكرة القدم، عبدالباسط الساروت، بعد تعرضه لإصابة خطيرة أمس خلال المعارك الدائرة مع قوات النظام في ريف حماة الشمالي. وكان الساروت (27 عامًا) قد أصيب بإصابة بالغة في الساعات الأولى من فجر الجمعة، وتم إسعافه بشكل أولي، ليتم نقله على الفور إلى أحد مشافي إدلب لتلقي العلاج ومن ثم إلى تركيا حيث أعلنت وفاته اليوم. وقالت مواقع سورية معارضة، إن الساروت تعرض لعدة إصابات خطيرة وكسور متفرقة في الجسد، ونقل إلى المستشفى حيث تبين أنه أصيب بنزيف حاد، قبل أن يخضع لعملية جراحية عاجلة لمعالجة تمزق الأوعية الدموية من جراء الشظايا. وقبل ساعات من إصابته ظهر الساروت في مقطع مصور خلال مشاركته في معارك ريف حماة التي سيطرت فيها الفصائل على عدة قرى، كانت تحت سيطرة النظام. وأكد الساروت خلال المقطع، سقوط بلدة تل ملح بيد الثوار، وأن آمالهم لن تتوقف عندها وعند كفر نبودة بل ستصل إلى حمص ودرعا حتى تحرير كافة المناطق السورية من قبضة نظام بشار الأسد وميليشياته، كما شدد في التسجيل على أن دماء أطفال معرة النعمان وكفرنبل وبقية المناطق المستهدفة مؤخرًا في إدلب لن تذهب سدى. من هو عبدالباسط الساروت؟ عبدالباسط ممدوح الساروت من مواليد يناير 1992، وتنحدر عائلته من الجولان، وهو أحد نجوم كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارسًا لفريق شباب نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للشباب، تحت سن 21 عامًا. التحق بالثورة السورية منذ بدايتها في مارس 2011، وأصبح في عمر العشرين عامًا رمزًا لحركة الاحتجاج التي كانت سلمية في بادئ الأمر. وقاد الساروت التظاهرات السلمية في حي “البياضة” الذي نشأ فيه بحمص، وانتقل إلى أحياء أخرى وشارك في ثورتها في حيي “بابا عمرو” و”الخالدية”، واشتهر في إنشاده فيها بأغنية “جنة جنة يا وطنا”. عاش الحصار في أحياء حمص لأكثر من سنتين قبل أن يخرج في 2014 إلى ريف حمص الشمالي، ثم وصل إلى الشمال السوري وانضم إلى “جيش العزة” (أبرز الفصائل المعارضة لنظام الأسد) في 2018، وقاتل في صفوفه حتى قتل في المواجهات مع قوات النظام السوري. الحكومة السورية رصدت مليوني ليرة (35 ألف دولار) للقبض عليه، حيث إنه مطلوب لعدة فروع أمنية وقد حاول النظام السوري اغتياله ثلاث مرات على الأقل. النظام السوري قتل من قبل، خاله محي الدين الساروت، وأشقاءه الأربعة، وليد الساروت الذي قتل في تظاهرات الخالدية عام 2011 ومحمد الذي قتل أوائل عام 2013 وأحمد وعبدالله قتلا في 9 يناير 2014، واليوم لحق بهم عبدالباسط. فيلم “العودة إلى حمص” للفنان طلال ديركي، يعد أشهر الأفلام التي ركزت على شخصية الساروت وتحوله كأبرز العناصر التي قادت الحراك السلمي، إلى حمله السلاح وقيادة الثورة في مدينته حمص بعد قمع النظام للتظاهرات السلمية والتهجير القسري، وقد نال الفيلم جوائز عالمية. ونعى ناشطون وإعلاميون ومعارضون سياسيون وقيادات بجيش العزة عبدالباسط الساروت الذي لقبه السوريون ب”منشد الثورة السورية”، وأيضًا “حارس الثورة السورية”. قائد عسكري وكتب مسئول العلاقات السياسية والعسكرية في “جيش العزة” سامر الصالح، في حسابه على تويتر: نزف لكم نبأ استشهاد القائد العسكري عبد الباسط الساروت مقبلا غير مدبر في ساحات القتال. ونعى جميل صالح قائد “جيش العزة”، الساروت على صفحته في تويتر قائلًا: في سبيل الله نمضي ونجاهد.. الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء. وعلق المعارض السوري هادي البحرة على وفاة الساروت قائلًا: وطني، تضحيات وعطاء مستمر، شباب متألق دفعه من ساحات العلم والإبداع الرياضي والأدبي والفني توقه للحرية ودفاعه عن المقهورين، وسعيه لمستقبل واعد لكل السوريين، الشاب عبدالباسط الساروت، سيبقى حيًا، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين، رحمه الله وتقبله شهيدًا. الإعلامي والسياسي السوري خالد أبو صلاح قال لموقع “تلفزيون سوريا”، إن “الساروت” فارق الحياة قرابة الساعة الثانية عشر ظهرًا من اليوم السبت، وكتب على فيسبوك معلنًا نبأ الوفاة: الساروت بلبل الثورة وصوتها وفارسها في ذمة الله. بلبل الثورة الصحفي هادي العبدالله كتب على فيسبوك: أكتب حروفي وأرفض تصديقها! الخبر يقول إن بلبل الثورة وحارسها الأول “عبد الباسط الساروت” لحق بإخوته الشهداء واستشهد قبل قليل متأثراً بإصابته خلال معارك التحرير بريف حماة الشمالي.. لا كلام ولا مفردات تعطي البطل حقه.. لطالما تمنى الشهادة على أرض سورية.. رحمك الله يا أخي. الصحفي ياسين الحاج صلاح نعى الساروت على فيسبوك قائلًا: استشهد اليوم عبد الباسط الساروت، أحد أنبل وأشجع أبطال الثورة السورية، مسار باسط من الاحتجاج السلمي ومسائيات الخالدية إلى حمل السلاح إلى النزعة الجهادية بعد الحصار في حمص، ثم الانكفاء عنها مع الاستمرار في القتال ضد الأسدية وحماتها… هو مسار نموذجي لثائر سوري. الائتلاف الوطني ونعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالباسط أيضًا عبر فيسبوك بقوله: تقبله الله تعالى في الشهداء والصالحين وعوضه الفردوس الأعلى.. أحر التعازي لعائلته ولشعبنا السوري ولكل محبي البطل الشهيد. وكتبت الأديبة السورية نسيبة مشوح على فيسبوك قائلة: بقى “عبد الباسط ساروت” يغني للوطن” الجنة” وكأنه يدرك أن المسافة بينهما” صفر”.. لزم سوريا حين غادرت الجموع وكأنه أقسم أنه سيرابط فيها حتى وإن أصبح اخر القتلى.. وكأنه أقسم أن الموت على صدر الحبيبة حياة.. في يوم ما كان صوت عبد الباسط الساروت يمثل لي الثورة.. عبد الباسط… من صوتك ستنبت سوريا جديدة. الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد، كتب على تويتر: عبد الباسط الساروت شهيدًا حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية.. شهيدًا كما يليق بمن عاش مثله، هكذا يموت الثوار واقفين، وإن كانت الحياة تشبهك أكثر إلى رحمة الله يا ساروت سلام عليك في الخالدين. ليتني كنت معك وكتب الصحفي السوري أبو الهدى الحمصي على تويتر: في سبيل الله نمضي استشهاد اخي وصديقي عبدالباسط أبو جعفر ليتني كنت معك وذهبنا معا.. رحمك الله وتقبلك الله من الشهداء. ونعى الدكتور حاكم المطيري الساروت على تويتر: بلبل الثورة السورية البطل الشهيد عبد الباسط الساروت يصدح اليوم في جنان الخلد بإذن الله. السياسي والإعلامي السوري عمر مدنية كتب على تويتر: بلبل الثورة وحارسها عبدالباسط الساروت كان قد زف نفسه.. نسأل الله ان يتقبله وحسبنا الله ونعم الوكيل. وفي تغريدة أخرى أشار لوالدة الساروت قائلًا: هذه الخنساء هي والدة الساروت والتي فقدت جميع أبنائها وزوجها بمعارك ضد نظام الاسد المجرم وآخرهم عبد الباسط. الباحث مهنا الحبيل نعى الساروت على تويتر قائلًا: هناك من ترثيه الثورات، وهناك من هو رثاء الثورة.. إلى جنات النعيم يا حارس الثورة الأمين.