توقَّع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن تفشل الخطة الأمريكية التي تعدها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي تُسمى بصفقة القرن، مرجعًا سبب تشاؤمه حول نجاحها إلى 9 تحفظات، كلها تؤكد الانحياز الأمريكي السافر للكيان الصهيوني. جاء ذلك خلال لقاء سري عُقد الثلاثاء الماضي، جمع الوزير الأمريكي بهيئة رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، التي تضم حوالي 52 منها، في مقر الهيئة في نيويورك. اجتماع بومبيو المُغلق مع رؤساء المنظمات اليهودية، أثار تساؤلات حول الدواعي التي حملت الوزير على الذهاب إلى نيويورك والحرص على عقده بعيدا عن الأضواء. لكن التكتم من هذا النوع لا يصمد بالنهاية أمام قدرة الإعلام الأمريكي الطاغية في البحث والنبش ومعرفة الأسرار والتسريبات. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن وزير الخارجية الأمريكي قدّم تقييمًا واقعيًّا لآفاق ما تسمى بخطة السلام في الشرق الأوسط التي تعدها إدارة ترامب، والمعروفة إعلاميًا باسم “صفقة القرن”، مشيرة إلى أن التقييم جاء في اجتماع مغلق مع بعض القادة اليهود، وأن بومبيو قال إن بعض الأشخاص قد تصرح بأن الخطة “غير قابلة للتنفيذ ولا يمكنها أن تحظى بقبول شعبي”. وأعرب بومبيو، في الشريط الصوتي الذي حصلت عليه “واشنطن بوست”، عن أمله في ألّا يتم رفض الصفقة بمجرد الإعلان عنها. وقال وزير الخارجية، بحسب الصحيفة: “قد يتم رفض الصفقة، فهي ليست خطة أصلية ولا تصلح للعمل بالنسبة لي. الخطة بها جانبان جيدان و9 جوانب سيئة”. وتابع الوزير، السؤال الحقيقي هنا إذا ما كان بإمكاننا الحصول على مساحة كافية لإجراء حديث حقيقي حول كيفية إنهاء هذه الصفقة. وقالت الصحيفة، إن هذه التصريحات هي أكثر التعليقات صراحة التي يطلقها مسئول أمريكي حول ما أطلق عليه الرئيس ترامب “صفقة القرن”، وهي خطة السلام الهادفة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الصعب، وهي الخطة التي أوكل بها صهره ومستشاره جاريد كوشنر والمحامي السابق جيسون جرينبلات. وأشارت الصحيفة إلى أن شخصين من الحضور في الاجتماع كان لديهما الانطباع بأن بومبيو نفسه لم يكن متفائلًا بنجاح الخطة، وقال أحدهما شريطة عدم الكشف عن اسمه: “لم يكن بومبيو واثقًا من أن تؤدي هذه الصفقة إلى نهاية ناجحة للصراع”. ونسبت “واشنطن بوست” إلى رئيس هيئة المنظمات قوله إن “الوزير لم يقدم لنا وجهة نظره حول الصفقة بل وضعنا في جو المزاعم التي تتحدث عن انحياز الصفقة لإسرائيل”. حيث وصف تقييم الوزير بفذلكة غير متماسكة، إذ لو كانت المسألة مجرد مزاعم فقط، لما تطلب الأمر عقد مثل هذا الاجتماع. ويبدو الاعتقاد في ضوء ما ألمحت إليه الصحيفة، في تقريرها، بأن حديث بومبيو في اللقاء دار حول التوجه الإسرائيلي لضم أراضي المستوطنات، وربما حث القيادات اليهودية على ممارسة نفوذها لحمل تل أبيب على عدم الإقدام على مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن. والاعتقاد الراجح أن البيت الأبيض كان وراء فكرة الاجتماع وتكليف الوزير بها، وهو البعيد أو المبعد من الأساس عن الملف “الفلسطيني – الإسرائيلي”.