حذر مسئولون أمريكيون السلطات السعودية من الإقدام على ممارسات متهورة من شأنها أن تشعل الحرب في الخليج في ظل التوترات الراهنة؛ مؤكدين أن الحرب مع إيران مدمرة وليست نزهة ولن يتحقق فيها نصر لأحد الطرفيين. وبحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية فإن التصريحات الرسمية والتقارير الواردة في وسائل الإعلام السعودية عن احتمال اتخاذ خطوات ضد طهران، دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى هذا التحذير مؤكدين أن أي حرب ضد إيران ستكون بالغة التكلفة ومدمرة وغير قابلة للانتصار تقريبا. وتناولت الصحيفة المساعي التي يبذلها مسؤولون أوروبيون وعرب، للتوسط بين الولاياتالمتحدةوإيران وتجنيب منطقة الخليج أي نزاع جديد. وتنقل عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنه، “على الرغم من قرار إدارة الرئيس “دونالد ترامب” إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى الشرق الأوسط، وموافقتها على بيع أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية والإمارات لمواجهة خطر إيران، بذلت كل من واشنطنوطهران مساعي أولية تعكس توجههما نحو إطلاق قنوات دبلوماسية تقليدية”. وحول الموقف الإيراني، أكدت الصحيفة أن إيران اشترطت عبر دبلوماسيين أوروبيين تخفيف العقوبات الأمريكية على صادراتها النفطية لبدء الحوار. التقرير سلط الضوء على الجهود التي يقوم بها السفير البريطاني لدى العراق “جون ويلكس” والذي وصفته بالوسيط واعتبرته “جسرا” بين واشنطنوطهران. ويشير التقرير إلى أن “ويلكس” عقد مؤخرا اجتماعا مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى والسفير الإيراني في بغداد “إيرج مسجدي”، وأكد في تصريح مسجل أن اللقاء تناول سبل تفادي النزاع ومنع العودة إلى أجواء التوتر السائد خلال الأسابيع الماضية. كما تناول التقرير جهود العراق في حل الأزمة بين الطرفين حيث تشكل بغداد ساحة رئيسية للجهود الدبلوماسية لتسوية الخلاف بين الولاياتالمتحدةوإيران حليفتيه الكبيرتين، إذ كان رئيس الوزراء العراقي “عادل عبد المهدي” قد أعلن عن إرسال وفدين إلى طهرانوواشنطن وتسليم رسائل من إحداهما للأخرى في إطار جهود التهدئة والوساطة. كما استعرضت الصحيفة زيارة وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي” إلى طهران في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعيد اتصال بين السلطان “قابوس بن سعيد”، ووزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”. وتعتبر سفارتا سويسرا في الرياضوطهران قناة اتصال لتهدئة الأجواء بين السعودية وإيران. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، احتدم التوتر بين طهرانوواشنطن بعد أن شدد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” العقوبات على إيران لحرمانها من بيع النفط في الأسواق العالمية، وإرساله قوات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، لمواجهة ما قال إنه تهديد إيران لمصالح واشنطن بالمنطقة.