قال د. على قرة داغي -الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن "أمتنا الاسلامية في هذا القرن تمر بمرحلة خطيرة حيث تعود إليها الديكتاتورية والانقلابات العسكرية والقتل والتعذيب وإهانة الانسان وهضم حقوقه، بل قتل الانسان بصورة همجية وحرقه وإهانته ميتا دون خوف من الخالق او حياء من مخلوق، وهذا ما شاهدناه في مصر الحبيبة في رابعة والنهضة وغيرهما من مجازر، بل محارق في سيناء ودلجا وكرداسة.." وأضاف "داغي" في كلمته الافتتاحية والتي استهلها برفع علامة رابعة، في مؤتمر "العالم بعد الانقلاب على إرادة الشعوب" والذي انطلق أمس الأربعاء في العاصمة التركية إسطنبول، والذي يعقد بالشراكة مع كل من: "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"- "المجلس التنسيقي الإسلامي"- "معهد التفكير الإستراتيجي"- "مؤسسة قرطبة للاستشارات"- "مركز الدراسات والاستشارات الحقوقية"- "الحملة العالمية لمقاومة العدوان"، وبمشاركة نحو 160 شخصية فكرية من أكثر من 30 بلداً عربياً وغربياً. أضاف داغي:"أننا رأينا كذلك ما يشيب له الولدان في سوريا من مذابح ومجازر يندى لها جبين الإنسانية فتم استخدام الأسلحة المحرمة بكافة اشكالها و أنواعها، مما أدى لمقتل واستشهاد بحدود مائتي ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والأسرى، وتدمير أربعة آلاف مدرسة، وخمسة ملايين لاجئ خارج سوريا وسبعة ملايين لاجئ بداخلها، هذا بالإضافة لانتهاكات خطيرة لإخواننا البورميين في مينامار، وفي بنغلاديش وغيرها من دول عالمنا الاسلامي". وتابع داغي:"أن الأخطر من ذلك فإن العدو الصهيوني استغل ذلك لمصالحه وجني ثمار كل هذه المشاكل، فتدمير الجيوش العربية القوية في العراق وسوريا ومصر لمصلحة العدو، وتدمير الاسلحة الكيماوية أمنية العدو، وتدمير المؤسسات والشعب، والفوضى الهدامة كل ذلك لمصلحة العدو". و بخصوص الوضع في مصر أردف "داغي" أن:"ما حدث في مصر ليس مجرد انقلاب عسكري على الشرعية فحسب، وإنما هو انقلاب على كل المبادئ والقيم الاسلامية والإنسانية والديمقراطية والدستور، وجريمة بحق الشعب في الحرية والعدالة والحياة الكريمة والإرادة والاختيار، فهو انقلاب على ثورة الشعب المصري العظيم في يناير ضد الظلم والطغيان، ضد حكم حسني مبارك الذي عاث في الأرض الفساد، فهذا الانقلاب أعاد حكم حسني ورجاله وأعوانه ولكن بشكل أسوأ من الحكم السابق نفسه، إذ أن ما حدث في ظل الانقلاب من القتل والحرق والاعتقال والإهانة والتدمير زاد على ما فعله العسكر طوال ستين سنة أو يزيد".. وفي ختام كلمته اقترح "داغي" مجموعة من التوصيات من بينها:أولا: تشكيل لجنة عالمية للدفاع عن الحقوق والحريات والديمقراطية، ومحاربة الانقلابات على الشرعية ودعاتها، تضم الحقوقيين والبرلمانيين ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني، ولا بد أن تنبثق منها لجان فرعية وتخصصية، وفروع في كل البلاد المتاحة. وثانيا: تأسيس صندوق مالي دولي لضحايا الانقلاب من أسر الشهداء والمعتقلين، وعلاج الجرحى، يرتب له وضع قانوني - بمنتهى الشفافية -، ثم ثالثا: تشكيل لجنة إعلامية دولية تضم الاعلاميين الشرفاء في العالم كله لبيان الحق، وفضح الانقلاب وجرائمه في مصر، وجرائم الطغاة والديكتاتوريين في الانظمة المستبدة في سوريا وماينمار وجرائم المحتلين الغاصبين في فلسطين.