التحولات التي طالت الساحة العربية أثرت بشكل عميق في العرب المقيمين والزائرين لألمانيا وفي رؤيتهم للممارسة الديمقراطية، ومواقف إدارة ميركل من قضايا العالم الإسلامي قد تصير سبباً يدفع المسلمين والعرب الساكنين على ضفاف الراين لإبداء آرائهم بحرية في أداء وشخصية "ميركل"، التي تولت للمرة الثالثة منصب المستشارية..في إطار هذه التوقعات جاءت حصيلة جولة لوكالة الأنباء الألمانية في مدينة بون حول استقبال العرب والمسلمون لنجاح ميركل الطبيب السوري مروان دقماق من دمشق، والمقيم في ألمانيا منذ 43 عاماً، أشار إلى أنه شخصياً أنتخب ميركل "لأنها قدمت لألمانيا الكثير"، كما أشار دقماق إلى أنها "خير من الذين سبقوها". في شارع ضيق بالضاحية نفسها، محل لبيع المواد الغذائية، يُقبل العراقيون خصوصاً والعرب عموماً على شراء موادهم الغذائية منه، صاحب المحل علاء العامري أشاد بإعادة انتخاب المرأة الحديدة في أوروبا، معتبراً أنّ "سياستها جعلت الاقتصاد الألماني متماسكاً فيما تأثرت اقتصاديات أغلب البلدان الأوروبية بأزمة المصارف الأمريكية عام 2008، وفوق ذلك فهي امرأة ناجحة". ويرى معظم الناخبين حسب وكالة الأنباء الألمانية أنّ من الصعوبة بمكان انتقاد ميركل التي حظيت أيضاً باستحسان الناخبين لقدرتها على تقديم ألمانيا بشكل جيد على الساحة العالمية. ومن بين النقاط الرئيسية لنجاحها السياسي هي جهودها لحل أزمة ديون منطقة اليورو. وقد حظي اقتصاد البلاد بدفعة للأمام وساعد في انتشال منطقة اليورو من الركود. في عيادته الأنيقة وسط المدينة تحدث الدكتور باسم فليجة، أخصائي العظام العراقي الأصل والمقيم منذ ربع قرن في ألمانيا معتبراً أنّ "ما قامت به ميركل خلال دورتين قاد ألمانيا إلى النجاح لدرجة أنّ ألمانيا كانت الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية في أوروبا". الأفغانية ريحانة فاروقي وهي صاحبة مطعم في ضاحية بادغودسبيرغ عبّرت عن سعادتها لفوز ميركل لأنها "دعمت الطبقة الوسطى، وأنا بنت الطبقة الوسطى،علي حد قولها وكذلك فإنها تتمتع بشخصية قوية، علاوة على كونها امرأة". ولم يتفق مع هذا الرأي الطبيب نصرالله المنحدر من العاصمة الإيرانية طهران، مشيراً إلى أنه يؤيد شخصياً إعادة انتخاب ميركل ، لكنه عزا ذلك إلى "عدم وجود بديل أفضل، بمعنى أنها أحسن الموجودين على الساحة". اشار عمران محمد من ليبيا إلى أن "ميركل" مارست سياسات ناجحة في دورتيها السابقتين، وإعادة انتخابها تدل على وعي متقدم للشعب الألماني". فيما اعتبرت زوجته أحلام أبو رقيم أنّ ميركل أثبتت جدارتها للمنصب ولذا يكرر الألمان انتخابها، وعبّرت أحلام عن فخرها "لتولي امرأة لمنصب المستشارية في أكبر دولة صاحبة أكبر اقتصاد بأوروبا". ويري اللبناني أبو يوسف، أنّ انتخاب ميركل تقف وراءه قوى سياسية وشركات كبرى، وهذا لا علاقة له بشعبيتها أو غيره". أما رجل الأعمال السوداني الفاتح قراشي فقد أشار إلى أنه مقيم في ألمانيا منذ 7 أعوام، وقد أنشأ شركة استثمارية، ولاقت أعماله نجاحاً، وعبّر عن سعادته لإعادة انتخاب ميركل معتبراً "أنّ نجاحي المهني في المحصلة قد يكون مرتبطاً بسياسات المستشارة ميركل". ويضيف القراشي بالقول: "ميركل تعيد ألمانيا إلى قوتها، وأن أداءها مع قضايا الشرق الأوسط يأتي دائماً متوازناً".