ما زال مسلسل الإهمال والفساد يتوغل في جميع أجهزة دولة العسكر، بلغ أهم أداة وهي هيئة الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو”. ورغم أن ماسبيرو يعد قلعة الإعلام في مصر والوطن العربي التي أنشئت عام 1960 وتولى رئاستها رموز إعلامية لكن الإدارات المتعاقبة توجهت نحو تحقيق أكبر استفادة لأشخاصهم، فالبعض باع تراث الفن لقنوات خليجية من أجل المال، في حين هربت الكوادر الجيدة إلى الفضائيات المصرية والعربية. في التقرير التالي نكشف كوارث وفساد “ماسبيرو” والتي كان آخرها إحالة 24 مسئولًا بقطاع القنوات المتخصصة في ماسبيرو للمحاكمة، بينهم مدير عام الفنون التشكيلية ومديرة الإكسسوار، و22 فني إكسسوار بعد ثبوت توقيعهم في سجل الحضور رغم تغيبهم عن العمل دون إذن، وصرف مستحقاتهم عن أيام الغياب دون وجه حق. (مصر النهاردة) وشهد مبنى ماسبيرو مهزلة حول مصير برامج التطوير الموجودة حاليا في القناة الأولى بسبب دخول شركة “إعلام المصريين”؛ حيث تقرر إخلاء القناة الأولى من برامجها الحالية، ابتداء من 24 أبريل الحالي لإذاعة بعض البرامج والتنويهات الجديدة حول برامج ومسلسلات رمضان والتي تنتجها أو اشترتها الشركة. ويعد برنامج “مصر النهاردة” الذي يقدم على شاشة القناة الأولى وتقرر نقله للقناة الثانية ليحل محله برنامج جديد يقدمه خالد صلاح وأماني الخياط ويوسف الحسيني، أحد تلك الكوارث، حيث تضمنت موازنته مفاجآت ويذخًا فاق الحد، منها: ملابس = 10500 جنيه شهريا 375 جنيها في الحلقة الواحدة لشراء بطاريات 400 جنيه في الحلقة مصروفات ضيافة فرقة موسيقية (عند الحاجة) = 7 آلاف جنيه إيجار شاشات = 6900 جنيه في الحلقة بحد أقصى 180 ألف جنيه في الشهر فضلا عن وجود “ماكيير وكوافير حريمي” – يتقاضون شهريا مبلغ 43 ألف جنيه، بالإضافة إلى أن فريق الإعداد يتقاضون أكثر من 115 ألف جنيه شهريا! (مساء الأنوار) ثاني كوارث ماسبيرو، برنامج “مساء الأنوار” والذي بدأ بث أولى حلقاته، علي شاشة قناة “نايل سبورت” قبل نحو ثلاثة أسابيع. البرنامج سيذاع يوميا من الأحد إلى الخميس، من 11 مساءً ل1 صباحًا. البرنامج أثار تساؤلات حول الموافقة على إذاعته يوميا دون تسوية المديونيات المستحقة للهيئة الوطنية للإعلام لدى شركة بريزنتيشن، بالإضافة لوجود مديونيات مستحقة للهيئة طرف الشركة تقدر قيمتها ب76 مليونا و373 ألف جنيه لم يتم تسديدها. وكشفت مستندات رسمية – عن أن هذه المديونية لم تتضمن مبلغ 18 مليونًا و15 ألف جنيه تمثل ما أمكن حصره من تكلفة انتاج برنامج “ستاد النيل”؛ حيث إن البند العاشر من عقد الهيئة الموقع مع الشركة المؤرخ في 28 ديسمبر 2017 يقضي بأن الشركة تتحمل كافة تكاليف انتاج هذا البرنامج. الناشط والصحفي محمد طرابية تساءل موجهًا حديثة لحسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وأسامة البهنسي، رئيس قطاع القنوات المتخصصة التي تتبعها قناة “النيل” للرياضة: لماذا لم يتم تحصيل هذه المديونيات؟ وكيف سمحتما بإذاعة هذا البرنامج ؟ أم أنكما تعرضتما لضغوط من أجل إذاعته؟ ولماذا لم تقوما بدوركما في الحفاظ على أموال ماسبيرو؟!! (الطباخ) ثالث الكوارث برنامج “الطباخ” للشيف أحمد المغازي، والذي كبد الدولة مئات الآلاف من الجنيهات على النحو التالي: إكسسوار = 75 ألف جنيه خامات ديكور = 10 آلاف جنيه المطبخ الخشب = 50 ألف جنيه اصول ثابتة مشتراة “ثلاجة – فرن – خلاط – مطحنة .. إلخ ” = 210 آلاف جنيه إيجار سيارات يومي = 350 جنيها داخل القاهرة و500 خارجها ستايلست =225 يوميًا ماكيير = 375 يوميًا كما تضمن برنامج “الطباخ” تخصيص مبلغ 450 جنيهًا تحت مسمى “غداء” في حالة السفر. وتساءلت الباحثة والناشطة في مجال الإعلام نسرين مصطفى عن أنه في الوقت الذي يتم فيه الزعم بأن ماسبيرو لا يوجد به فرص عمل أو وظائف ولا تتم الإستعانة بعمالة من الخارج لأن هناك تكدسا في أعداد العاملين، تتم الإستعانة فى استديو 10 بعدد كبير من العاملين من الخارج – أكرر من الخارج – وهم: أسطى إضاءة وفني إضاءة ومشرف ملابس وستايلست و3 جرافيك ومراقب جودة كاميرات ومهندس صوت ومساعد مهندس صوت وعمال نظافة. سيارة للبهوات كما شهد الفساد في ماسبيرو على سبيل المثال وضع بند (ستايلست) إنفاق أكثر من 783 ألف جنيه لتلك البرامج وذلك من واقع تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات.كما توجد إدارة كبيرة داخل ماسبيرو تسمى إدارة الرسوم المتحركة يتقاضى العاملون بها رواتب وحوافز باهظة، ومع ذلك يتم تصوير أفلام الرسوم المتحركة خارج المبنى، إذ تبلغ تكلفة الدقيقة الواحدة أكثر من ألف جنيه. وهناك بعض الإدارات يقوم المسئولون عنها بإعفاء العاملين منها من أحد التوقيعات بحجة أنهم مكلفون ببرامج معينة رغم أن هذه البرامج داخل المبنى ويقومون بالتوقيع حضورًا وانصرافًا فى وقت واحد. بعض العاملين لم يحضروا إلى المبنى سوى مرة أو مرتين فى الشهر.. ومع ذلك يصرفون رواتبهم كاملة. العاملون بالخدمات الإنتاجية غالباً لا يحضرون ويقوم زملاؤهم بالتوقيع نيابة عنهم. أيضاً.. المسئولون بالقطاع استأجروا 9 سيارات حديثة من جمعية الإعلاميين لتوصيل ضيوف البرامج.. لكن المسئولين بالقطاع الذين أطلق عليهم” البهوات” استولوا على هذه السيارات لخدمتهم وتوصيلهم وأقاربهم، كما أن بعض السيارات لا تبيت فى الجراج. منها السيارة رقم (م ه ن 264) . ستوديوهات “كان 2019” ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الفساد والمحسوبية، بل بلغ حالة من الاستياء الشديد التي أصابت العاملين في القناتين الأولى والثانية بسبب قرار حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام والذي نفذته نائلة فاروق القائمة بتسيير أعمال منصب رئيس التليفزيون بمنع كل البرامج التى كان يتم تصويرها فى ستديو ( 1 ) من التسجيل فيه وتخصيص هذا الأستديو لشركة إعلام المصريين التى تسلمته بالفعل ليكون ستديو تحليليا خاصًا لبطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر خلال شهري يونيو ويوليو القادمين.. وتقرر نقل برامج القناة الأولى إلى ستديو 6 ونقل برامج القناة الثانية إلى ستديو 4 الصغير في المساحة والارتفاع وهو ما لا يمكن معه تنفيذ أى ديكورات خاصة بالبرامج . “إعلام المصريين” ومن المفارقات أن أحد الموظفين ويدعى جابر عوض عبده، ووظيفته الرئيسة “فني كهرباء” قام باستغلال علاقته بحسين زين حتى تم تكليفه بالمشاركة في الإشراف على بعض الأمور الفنية في برامج التطوير. الغريب أن “جابر” لم يكتف بذلك حيث استعان بابنه محمد “طالب حتى الآن” للعمل فى وظيفة ” مساعد مذيع ” – بالبلدى يعنى لبيس – ، ولكن هل تتخيلوا أن محمد الطالب صغير السن كان يتقاضى مبلغ 12 ألف جنيه شهريا تم تخفيضها حالياً إلى 7 آلاف جنيه ؟! كما جاءت الكارثة أن شركة “إعلام المصريين” التى تولت مهمة التطوير فى التليفزيون المصرى، قررت الإستعانة بالغالبية العظمى من العاملين الحاليين فى برامج التطوير والذين لم يحققوا أى نجاح منذ انطلاق التطوير فى 17 فبرير 2018 . كما قررت الشركة الإستعانة ب”دينا كريم” التي كانت مسئولة سابقة فى برنامج ” البيت بيتك ” إلى جانب بعض المقربين و ” حاشية ” حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ! حقوق ف الهوا يأتى هذا ويسرخ موظفو “ماسبيرو” خاصة فى ظل إتهامهم بالإرهاب عقب الوقفة الاحتجاجية التى قاموا بها مؤخرا،للمطالبة بالعلاوات والمكافئات الضائعه بالهيئه الوطنيه للاعلام منذ سنوات. وفى بلاغ للنائب العام تقدم العاملون بالهيئه الوطنيه للاعلام باستغاثة لعوده حقوقهم الماليه الضائعه منذ سنوات والمستحقات المتأخرة وهى :- 6 شهور علاوة 2016 10 شهور عن علاوة 2017 13 شهرا عن علاوة غلاء 2017 حيث تم اضافتها إلى الأجر الأساسى فى أغسطس 2018 9 شهور عن علاوة 2018 حتى 31 مارس 2019 9 شهور تمثل مبالغ متدرجة من 160 : 140 حسب الدرجات الوظيفية حتى 31 مارس 2019. العمالة السبب فى حين جاء رأى مخالف، حيث قالت الدكتورة ولاء الشملول، أستاذ بكلية الإعلام جامعة بنى سويف، إن جزءا كبيرا من الفساد فى ماسبيرو يتعلق بالعمالة الكبيرة غير المستغلة والتى تقدر بالآلاف والتى لا تفيد اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأوضحت الأستاذ بكلية الإعلام جامعة بنى سويف فى تصريحات لها، أنه لا توجد مراعاة للعدالة الاجتماعية خلال توزيع مرتبات العاملين والموظفين فى الاتحاد، ومن ثم فتح هذا الملف أمر ضرورى للغاية خلال الفترة المقبلة، إن كنا نسعى لتطوير عمل اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعدم الاستمرار فى معالجة الأزمة بالطرق التقليدية. وأشارت “الشملول”، إلى أن من بين المؤشرات على وجود فساد فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو حصول عدد كبير من الموظفين والمعدين والمذيعين على إجازات والعمل فى القطاع الخاص واستمرارهم في ماسبيرو واحتفاظهم بوظائفهم.