استغل الجيش السوداني ثورة الشعب ضد الرئيس عمر البشير وفساده، وأعلن عن خلع البشير وإعلان السودان دولة عسكرية، بتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد لمدة عامين. وأعلن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، البيان الأول للجيش، والذي تضمّن الإطاحة بالنظام الحاكم وتعطيل الدستور، وقال إنه "تم اقتلاع النظام والتحفظ على الرئيس المخلوع عمر البشير واعتقاله”. كما أعلن وزير الدفاع السوداني عن بدء فترة انتقالية لمدة عامين، وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى حل المجلس الوطني ومجالس الولايات، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون البلاد. وقرر عوض بن عوف، إغلاق المجال الجوي والمطارات وغيرها من نقاط الدخول، مع تأكيده وقف إطلاق النار الشامل في جميع ربوع البلاد. وأصدر الجيش تعميمًا لكافة وحداته، أكد فيه تسلّمه السلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون البلاد، وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، مؤكدة أن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة. قناة “وطن” الفضائية ناقشت تداعيات إعلان الجيش السوداني الانقلاب على الرئيس عمر البشير، ودور الجيوش العربية في إجهاض ثورات الربيع العربي. في البداية قال الدكتور محمد جاد، عضو برلمان الثورة: إن القوة العسكرية تتذرع بحماية الشعب والوقوف إلى جانب مطالبه، لكنها سرعان ما تنقضُّ على السلطة وتظل جاثمة على صدور المواطنين عشرات السنين. وأضاف جاد أن ما حدث بالسودان هو التفاف على إرادة الشعب، وإطاحة بكل قواعد الديمقراطية، مضيفا أن الجيش السوداني سوف يعلن عن بدء إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية لامتصاص غضب الجماهير، لكن في النهاية تظل الكرة بملعبه، ويظل على رأس الحكم كما حدث في مصر. وأوضح جاد أن الوضع في الجزائر ليس ببعيد عن المشهد في السودان ومصر، حيث يتصدر العسكر المشهد، ويحاولون تسويق أنفسهم كبديل للإرادة الشعبية، وأن يستغلها للوصول للبقاء في السلطة. بدوره قال محمد أحمد ضوينا، رئيس الجالية السودانية في تركيا: إن الواضح من المشهد السوداني أن البشير تنازل عن السلطة طوعًا بعد نصائح من المقربين له والجيش، وبعد دراسة لوضع الاحتجاجات الشعبية في الشارع السوداني. وأضاف “ضوينا” أن الشعب لجأ إلى الجيش للتدخل؛ بدليل اختياره مبنى القيادة العامة للاعتصام أمامه، وهو ما دفع الجيش للتحرك استجابة للإرادة الشعبية، مضيفًا أن الجيش السوداني ليس كغيره من الجيوش، وهناك نموذج سابق وهو العقيد سوار الذهب، الذي تولى الحكم سنة واحدة، وسلّم الحكم لسلطة منتخبة.