أكد العميد طارق الجوهري، قائد قوة الحراسة الليلية لمنزل الرئيس الشرعي محمد مرسي، أنه كان يسمع بأذنه سباب ضباط الداخلية المكلفة بحماية الرئيس له، و أن 95 % من ضباط الشرطة لم يقبلوا أن يحكمهم رئيس مدني بصفة عامة، و إسلامي بصفة خاصة. وأضاف، في حواره مع قناة الجزيرة مباشر مصر، اليوم الإثنين، أن الضباط اعتبروا فترة حكم مرسي "ترانزيت"، مشيرا إلى أن القبضة الحديدية التي فرضوها على البلاد بعد الانقلاب تؤكد تخاذلهم في عهد مرسي عمدا و ليس لقلة الموارد كما كانوا يدعون. وتابع: "كان لدى تخوف حقيقي من وصول مرسي للحكم لأن الإعلام نجح في شيطنة الإخوان، و لكنني أذكر جيدا أنه في فترة الحكم العسكري إبان الثورة كان الشعب يسبنا و يعتدي علينا و الإخوان و الإسلاميين كانوا يدافعون عنا؛ ثم رأيتهم يؤمنون بالديمقراطية و يلجأون للصناديق و قام برلمان الثورة برفع رواتبنا وهو ما فعله مرسي أيضا حينما جاء رئيسا؛ كما أنني كنت أرى مظاهرات الإسلاميين تنتهي بسلام أما باقي القوى فتتحول مظاهراتهم لأحداث عنف، فأيقنت أن الإخوان المسلمين ليسوا كما يصورهم الإعلام". واستطرد قائلا: "بقي الشعور بالعداء تجاه الإسلاميين في قلوب الضباط الذين أدركوا أنه لولا الإسلاميين لما نجحت ثورة يناير و لظلت مجرد مظاهرات معارضة؛ كما أن التيار الإسلامي لديه رغبة حقيقية في وقف انتهاكات الشرطة بحق الشعب و التأسيس لعلاقة شعبية شرطية قائمة على الحقوق و الواجبات، وهو ما لا يروق لضباط تعلموا أنهم فوق الشعب، وهذا يتضح جليا في تصريحات حبيب العادلي الأخيرة التي قال فيها إن ثورة 25 يناير كانت ثورة العشوائيين أما ثورة 30 يونيو فهي ثورة ولاد الناس". وأضاف: "لذلك كله قررت الداخلية الانتقام من الإسلاميين، وكان لديهم يقين أن مرسي لن يستمر في حكم مصر بطريقة أو بأخرى". و استدرك الجوهري قائلا: "نبذني زملائي الضباط لأنني شاركت في الثورة، وحينما كنت أعمل على حراسة الفريق أحمد شفيق قبيل إعلان نتيجة الانتخابات تقدمت بطلب لحراسة مرسي، فبدأ العداء بيني وبين شفيق، وبيني وبين الضباط الذين رشحوا لحماية مرسي والذين كانوا يرفضوا حراسته حال نجاحه، أما الحرس الجمهوري المباشر للرئيس فكان على ولاء كامل له". و عرج الجوهري للحديث عن زوار الرئيس مرسي فقال: "المرشد زاره مرة واحدة فقط بعدما تعرض الرئيس للإغماء أثناء أدائه صلاة التراويح؛ أما الشاطر فزاره 7 مرات طوال العام، و أطول زيارة كانت مدتها ساعتين؛ وطلب مني أحد أبرز قادة الداخلية أن أنقل له تفاصيل الزيارات التي تأتي للرئيس وموعد انتهائها". و اختتم اللواء الجوهري حواره بمفاجئتين من العيار الثقيل حينما أكد أن السيسي هو من أقنع الرئيس مرسي بتعيين محمد إبراهيم وزيرا للداخلية بعدما أصر مرسي على عزل اللواء أحمد جمال الدين لأنه أغلق هاتفه ليلة أحداث الاتحادية و رفض الرد عليه. كما أكد الجوهري أن معظم الضباط الملتحين كانوا صنيعة جهاز أمن الدولة، بالتنسيق مع حزب النور، للضغط على الرئيس، مؤكدا أنهم حلقوا لحاهم الآن وعادوا لعملهم.