الدكتور فهيم فتحي عميداً لكلية الآثار بجامعة سوهاج    محافظ قنا يستقبل وفدا من مطرانية دشنا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى    تسيير 3 خطوط طيران مباشرة إلى دول إفريقية.. "الهجرة" تكشف التفاصيل    طلاب جامعة حلوان يشاركون في حلقة نقاشية بأكاديمية الشرطة    تبدأ من 205 جنيهات.. قيمة المصروفات الدراسية للعام الدراسي المقبل    تراجع أسعار العدس والزيت واللحوم والدواجن في الأسواق اليوم الخميس    تحرك برلماني عاجل بشأن اختفاء الأشجار: قطعها يضر بالبيئة وبصحة المصريين    أسعار الأسمنت اليوم الخميس 13-6-2024 في محافظة قنا    «القليوبية» تحذّر من التعدي على الأراضي الزراعية في العيد: سننفذ حملات مفاجئة    وزارة الصناعة تعلن وقف استيراد هذا النوع من إطارات المركبات    تعرف على أهم توصيات وزارة الزراعة لمزارعى الذرة الشامية خلال يونيو    بسبب موسم الحج.. بن سلمان يعتذر عن المشاركة في قمة مجموعة السبع    الرئيس الأوكرانى: أثق فى دعم مجموعة السبع دائما    أمريكا توافق على حزمة مساعدات عسكرية جديدة تؤمن لأوكرانيا أنظمة دفاع جوية    الخارجية الإيراني: يجب إيقاف الإبادة الجماعية في غزة دون قيد أو شرط    كيف ستبدو السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا في حالة فوز ترامب أو بايدن بالرئاسة؟    حسام غالي يُغني في حفل زفاف محمد هاني (فيديو)    كولر يضع اللمسات النهائية على خط الأهلي لمواجهة فاركو    وكيل وزارة الشباب بالغربية يشهد انطلاق ماراثون احتفالا باليوم العالمى للدراجات    بالأسماء.. غيابات مؤثرة تضرب الأهلي قبل موقعة فاركو بدوري نايل    موعد تظلمات نتيجة الشهادة الإعدادية بالقليوبية    الصحة: تقديم خدمات الكشف والعلاج ل15 ألفا و361 حاجا بعيادات بعثة الحج    "بينها ضبط 148 توكتوك".. جهود الإدارة العامة لمرور الإسكندرية في يوم واحد    الأمن يضبط جزار لقيامه بالتعدي على شخص في الجيزة    تجديد حبس شخصين 15 يوما لاتهامهما بترويج المواد المخدرة بالهرم    إخماد حريق داخل محل فى إمبابة دون إصابات    "رجل أحلامي".. أول تعليق من سلمى أبو ضيف بعد الاحتفال بعقد قرانها (صور)    «اللعب مع العيال» يحتل المركز الثاني في شباك التذاكر    عمرو دياب يغلق خاصية التعليقات على أحدث أغانيه الجديدة "الطعامة"    فيديو القبض على رجل وضع "السحر" بالكعبة    المفتى يجيب.. ما يجب على المضحي إذا ضاعت أو ماتت أضحيته قبل يوم العيد    نائب محافظ الوادي الجديد تتابع سير العمل بمستشفى الخارجة التخصصي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 13-6-2024    تحذير لمرضى الكبد من الإفراط في تناول اللحوم.. واستشاري تغذية: تؤدي إلى غيبوبة    أستاذ طب نفسى: اكتئابك مش بسبب الصراعات.. إصابتك بالأمراض النفسية استعداد وراثى    مقتل شخص وإصابة 4 في مشاجرة بين بائعي «أيس كريم» بسوهاج    إصابة 12 شخصا إثر انقلاب أتوبيس أعلى الطريق الدائري بمدينة أكتوبر    بيان من الجيش الأمريكي بشأن الهجوم الحوثي على السفينة توتور    5 أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. إنفوجراف    يديعوت أحرونوت: اختراق قاعدة استخباراتية إسرائيلية وسرقة وثائق سرية    الخشت يتلقى تقريرًا عن جهود جامعة القاهرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة    انتهاء 96 % من أعمال ترميم مسجد أبو غنام الأثري بمدينة بيلا    "عودة الدوري وقمة في السلة".. جدول مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    هاني سعيد: المنافسة قوية في الدوري.. وبيراميدز لم يحسم اللقب بعد    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    «هيئة القناة» تبحث التعاون مع أستراليا فى «سياحة اليخوت»    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء الأسوانى: «مرسى» يقتل المصريين الآن.. وشرعيته سقطت منذ إصداره الإعلان الدستورى
النظام الحالى امتداد للسابق.. وسبب المحنة التى نعيشها أن مكتب الإرشاد متمسك باحتقار الشعب المصرى
نشر في الوطن يوم 03 - 02 - 2013

قال علاء الأسوانى، الكاتب والأديب، الذى اشتبك مع أحداث الثورة، منذ بدايتها، قبل عامين، إن الرئيس مرسى يتحمل مسئولية الدماء فى الشوارع، وتجب محاكمته مثل حسنى مبارك، الرئيس السابق؛ لأن مبارك أيضاً لم يحمل السلاح ويقتل المتظاهرين، وإنما مسئول سياسياً عن قتلهم.. مضيفاً فى حواره مع «الوطن»: «إما أن نخرج مبارك، أو يدخل إليه مرسى ليلاقى نفس مصيره».
وأوضح «الأسوانى» أن تنظيم الإخوان هم من بدأوا العنف فى الاتحادية، وأنهم يريدون لأنفسهم أكثر مما يعطونه للناس، وموقفهم فى المعارضة تغير تماماً بعد وصولهم للحكم، حيث اتجهوا إلى شيطنة معارضيهم، وتشويه صورتهم.. حول المشهد الراهن يدور الحوار التالى:
* بداية.. كيف تقيم المشهد الحالى فى مصر؟
- أريد أن أؤكد أولاً على رفضى العنف بكل أشكاله، لأننى أرى عظمة الثورة المصرية فى سلميتها، وسبق أن حذرت للأسف الشديد من هذا السيناريو مبكراً جداً، منذ أبريل العام قبل الماضى، وسبب ما نحن فيه هو غياب العدالة، هناك شهداء ماتوا ظلماً، وأهاليهم، فى اللحظة التى سييأسوا فيها من تحقيق العدالة، سينزلون لأخذ حقهم بأيديهم، ما زلت ضد العنف، لكن لو تيقنت أننى لو صورت فيديو لضابط يدهس مواطنين بالمدرعة، سيقدم للعدالة، وستجرى محاسبته فلن يكون هناك عنف، وهنا أتساءل: من دهس المتظاهرين أثناء أحداث ماسبيرو؟ من اقتحم المساجد وقتل مواطنين خلال أحداث العباسية الثانية؟ وفى أحداث محمد محمود، بل والثورة المصرية نفسها، من قتل شهداءها؟ كل هذه الأحداث لم يجر إدانة شخص واحد فيها إلى الآن، ما يدفع الضحايا وأهالى الشهداء إلى السعى لأخذ حقوقهم بأيديهم، ومن الواضح أن الرئيس محمد مرسى أو من يتخذ له القرار لا يقدر هذه العلامات الخطيرة.
* وكيف وصلنا إلى تلك المرحلة؟
- الذى بدأ العنف هم الإخوان فى أحداث الاتحادية، وأشعر بالحزن على الشهداء الذين سقطوا من الجانبين سواء الإخوان أو الثوار، لكن الذى حدث أن هناك ميليشيات مسلحة كانت هناك، تبين الآن أنها مرسلة من خيرت الشاطر نفسه، ارتكبت الضرب والسحل والتعذيب، وكل شىء، وهو مسجل صوتاً وصورة، ومشكلة الإخوان الأساسية أو تيار الإسلام السياسى بشكل عام أنهم لا يعطون لغيرهم نفس الحقوق التى يطلبونها لأنفسهم، إنهم يعتبرون حقوقهم أكثر من الآخرين، فعندما يكونون فى كفة المعارضة تصبح المظاهرات نضالاً وطنياً، وإذا ما وصلوا للحكم يصفون المتظاهرين بالمخربين، ونفس الوضع فى مجلس الشعب، عندما كان يحكم المجلس العسكرى رفضوا قرض البنك الدولى، ووصفوه بالربا، وبعد الرئاسة وافقوا على نفس القرض، مبررين ما سبق أن رفضوه بأن فوائده مجرد مصاريف إدارية. هذه هى مشكلة الإسلام السياسى يخلط العاطفة الدينية بالسياسة، وبالتالى يشعر أنه أفضل منك.
* ما رأيك فى طريقة التظاهر ومقاومة السلطة فيما يُعرف ب«بلاك بلوك»؟
- هذا تطور مأسوى للأحداث، ورغم أننى ضد العنف فإنه من حق الناس الدفاع عن نفسها، هناك أكثر من 30 شهيداً فى بورسعيد، و9 فى السويس، وهذا بسبب نظامى «مرسى ومبارك»، وخرقهما قوانين الأمم المتحدة التى تبين كيفية التعامل مع المظاهرات، التى تبدأ تدريجياً. والشرطة كانت تحمى منشآت لكن هناك قواعد لذلك؛ أولاً يجب تفريق المتظاهرين بالمياه، ثم من خلال القنابل المسيلة للدموع، واستخدامها بكثافة معينة حتى لا تؤدى إلى الموت، كما حدث أيام محمد محمود، ثم ضرب خرطوش بعيداً عن الرأس، ثم ضرب «النار» فى الهواء، وإذا لم تفلح كل تلك المحاولات، فأخيراً يمكن استخدام السلاح والضرب به على الأطراف فقط، لكن ما حدث أن كثيراً من الشهداء مصابون بطلقة واحدة فى الرأس مباشرة.
* من الذى أوصلنا إلى تلك المحنة؟
- اتضح أن الرئيس محمد مرسى ليس هو صاحب القرار، والسبب فى تلك المحنة مكتب إرشاد الإخوان، وإصراره على الاستحواذ على السلطة بشكل دائم، وعلى وضع دستور يضع الجماعة فى السلطة إلى الأبد، واحتقار الشعب المصرى. ولم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى القمع بعدما فشل مرسى فى كل شىء من الناحية الشعبية، بالإضافة إلى وعوده التى لم ينفذها. فالرئيس استعان بأحمد جمال الدين، كوزير للداخلية، وهو أحد لواءات حبيب العادلى، كانت محاسبته واجبة لمسئوليته عن أحداث محمد محمود، فهو هنا أتى بوزير ليقتل له من يشاء، وفى أحداث الاتحادية عندما قيل له اقتل المعتصمين رفض أن يفعل ذلك إلا من خلال ورقة مكتوبة من رئيس الجمهورية، وهو أمر معمول به فى العالم كله، ويبدو أن الوزير السابق فهم جيداً أنه لا يمكن قمع المصريين، وبالطبع لم يعجب هذا الكلام «الشاطر» فقرر الاستعانة بمحمد إبراهيم فى الداخلية، بدلاً منه بعد أن أقنعه الأخير بقدرته على إعادة المصريين إلى أقفاص الخوف من جديد، وما يحدث تلك الأيام هو صورة طبق الأصل مما حدث فى الثورة المصرية قبل عامين.
* كيف ترى عودة مشهد دهس مدرعة للمتظاهرين بعد عامين من ثورة يناير؟
- يوم الجمعة 28 يناير 2011 دُهس المصريون بالمدرعات، ثم دهسوا مرة أخرى بالمدرعات فى أحداث ماسبيرو، عندما أرادوا دهسهم للمرة الثالثة بعد عامين من الثورة، اختلف رد فعل المواطنين، أنا لست مع رد الفعل العنيف بالمرة، لكن هذه ثالث مرة أُدهس بالمدرعة، ومن الطبيعى أن استخدم حقى فى الدفاع عن نفسى، خصوصاً أنه من غير المعقول أنك فى كل مرة تقتلنى، دون التوصل إلى من قتل المتظاهرين، ليأتى البرلمان الإخوانى ويشكل لجنة لتقصى الحقائق لا تنتهى إلى أى شىء. لذلك قرر المصريون ألا يُدهسوا بعد اليوم، وما حدث أنهم قبضوا على الضباط، وأخدوا المدرعة، وذهبوا بها إلى ميدان التحرير، هنا يتضح الفارق الكبير فى السلوك بين الثوار الذين يُتهمون بالبلطجة، وسلوك شرطة حبيب العادلى، الذى ما زال كما هو، ورغم أن ضباط المدرعة أصبحوا فى قبضة الثوار ويستطيعون أن يمزقوهم إرباً، ولن تنالهم العدالة، إلا أن أحداً لم يمسهم بسوء، هذه هى أخلاق الثوار.
* هل تابعت مشهد طرد وزير الداخلية من جنازة الضابط أحمد البلكى؟
- طرد وزير الداخلية كان أمراً أكثر من خيال قبل الثورة؛ لأن العلاقات فى الشرطة تشبه علاقات العبودية، وعندما لا يخاف الضباط من الوزير ويقولون له: «إنك بعت الوزارة للإخوان»، فهذا تغير ثورى، وضباط الشرطة فى وضع لا يحسدون عليه؛ لأن فرقة حبيب العادلى والمستفيدين من نظام مبارك لم يكونوا كل ضباط الشرطة، كانت هناك فئة محظوظة من الضباط خصوصاً فى أمن الدولة، واللواءات من أبناء العادلى يحصلون على كل المزايا والباقية متضررون، وهذا يوضح أن الثورة لم تترك قطاعاً من المصريين إلا ووصلت إليه، ورغم أن الثورة تواطأ عليها العسكر والإخوان لإيقاف عجلة التطور لكن فى الواقع، الثورة هى تغير إنسانى وليس سياسياً، التغير السياسى ممكن أن يُحدث عن طريق الانقلاب، لكن التغير الأصعب هو الإنسانى، فجأة الناس لم تعد تخاف؛ لأن الثورة لحظة غامضة، تستعصى على التفسير فى علم الاجتماع، ولا أحد يعرف بالضبط ما الذى حدث، «الناس اللى فضلت خايفة فجأة كده ما بقيتش تخاف».
* لماذا رفضت الحوار بين «مرسى وجبهة الإنقاذ»؟
- الحوار مع الرئيس هو مزيج من الاحتفال والضيافة والتصوير والفضفضة وامتصاص الغضب؛ لكنه لا يؤدى إلى أى شىء. أنت انتزعت منى حقى فى كتابة دستور محترم، يعبر عن الثورة، ويعبر عن كل قطاعات الشعب، وفرضت دستورك، وعطلت القانون، وحصنت مجلس الشورى، ثم كسرت القانون وعينت النائب العام، ووضعت إعلاناً دستورياً، وكل ذلك كان بتعليمات مكتب الإرشاد، حتى يتمكن الإخوان من الحكم للأبد، لذلك كان هدف الحوار فقط امتصاص الغضب، والتقاط الصور فقط، فى حين أن الضمانات التى طلبتها جبهة الإنقاذ معقولة جداً، مرسى أطلق عشرات الوعود ولم يفِ بأى منها، وهناك انعدام ثقة فى مؤسسة الرئاسة، كل الناس راحوا للدكتور محمد مرسى قبل كده، وكل مرة يقول حاجة ويعمل عكسها، لا يوجد حوار دون قوة تلزم الرئاسة بتنفيذ وعودها. وليس من حق الإنقاذ أو غيرها التفريط فى حق المصريين فى دستور يعبر عنهم.
* وكيف ترى الاتهامات التى يوجهها نظام مرسى إلى جبهة الإنقاذ؟
- يجب أن ندرك أن «الإنقاذ» لا تحرك الأحداث لكنها تلحق بها، مثلاً، كان رأى الجبهة مقاطعة الاستفتاء، لكن مع الضغط عليها من الشباب، غيروا رأيهم وشاركوا فيه، «الإنقاذ» تحاول دائماً أن تكون معبرة عن القوى الثورية.
فى حين أن الإخوان دأبوا على «شيطنة» المخالفين لهم، لا يمكنهم أن يعترفوا لأحد بأنه محترم وهو مختلف معهم، وعملوا ذلك معى أيضاً، فعندما كنت أهاجم أحمد شفيق قبل الانتخابات، كانوا ينشرون أخبارى مع صورة لى وأنا أرتدى «بدلة ورابطة عنق»، ووصفونى ب«الأديب العالمى»، و«الشخصية الوطنية العظيمة»، وعندما بدأت فى مهاجمة «مرسى» وقراراته غيروا الصورة السابقة، ووضعوا لى أخرى وأنا أحمل سيجارة وأرتدى دبلة «دهب»، وقالوا عنى الفاسق العلمانى، ف«شيطنة» المخالفين قاعدة من قواعد فكر الإخوان، لأن الذى يصدر قرارات هو المرشد أو الشاطر، ومن الممكن أن يصدر قراراً وبعدها بقليل يصدر عكسه، لذلك يجب إعداد شباب الجماعة على أن يتقبلوا منها أى شىء حتى لو كان متناقضاً، وهذا يفسر الشكل الهرمى الصارم فى الإخوان. البرادعى الآن ضد الإخوان، لذلك هو عميل للصهيونية، لكن قبل الثورة كان البرادعى شخصية وطنية، وجمع الإخوان له ما يزيد على 450 ألف توقيع للمطالب السبعة الخاصة بالجمعية الوطنية للتغيير، وأصروا أن تكون التوقيعات من خلال موقع الإخوان زيادة فى الدعم.
* ما رأيك فى أداء المعارضة المصرية؟
- الموجود حالياً على الساحة ليس خلافاً بين المعارضة والحكومة، الكلام السابق يصلح عندما يكون هناك نظام ديمقراطى مستقر، لأن المعارضة توحى بأن نظام مرسى ديمقراطى، لكن مرسى رئيس منتخب تحول إلى ديكتاتور بقرارات فاشية، والسلطة فى يد تنظيم الإخوان وهم ضد الثورة، ومن يرفضون حكمهم الآن هم القوى الثورية التى قامت بالثورة، لذلك فإن الوضع الحالى، هو قوى ثورية أمام الإخوان، وليس معارضة وحكم.
* هل هناك أخطاء للثورة المصرية؟
- نعم، الخطأ الأول هو انصرافنا من الميادين يوم 11 فبراير بعد تنحى مبارك، والثانى هو عدم اصطفافنا خلف مرشح وطنى واحد فى انتخابات الرئاسة، فجاءت النتيجة بين «شفيق ومرسى»، والأهم من ذلك هو إصلاح الأخطاء، وأعتقد أن حمدين صباحى اعترف بهذا الخطأ ويصلحه.
* هناك شائعة منتشرة أنك دعوت إلى انتخاب مرسى فى الجولة الثانية أمام شفيق؟
- أنا انتخبت حمدين صباحى فى الجولة الأولى، وقاطعت انتخابات الجولة الثانية، ودعوت إلى ذلك على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وكتبت مقالة حول المقاطعة، وشاركت فى «مقاطعون مبطلون» مع دكتور حازم عبدالعظيم، ورفضت مقابلة «مرسى» حتى لا يعتبر ذلك نوعاً من الدعم. وكنت أرى أيضاً أن وصول شفيق أو طنطاوى أو عنان هو النهاية المعنوية للثورة، لأن ذلك يعنى أن مبارك كان لديه الحق فى رأيه فى المصريين، وهناك قطاع عريض يرى أننى كنت سبباً فى خسارة شفيق، ولو هذا صحيح فأنا فخور جداً بذلك، وسيكون من أكثر المواقف التى أفتخر بها فى حياتى، لأننى حاولت أن أقدم نموذجاً لكيفية التعامل مع رئيس وزراء بعد الثورة، أنت موظف عند الشعب يسألك وتجيب.
* هل شاهدت الخطاب الأخير للرئيس مرسى بعد أحداث بورسعيد والسويس؟
- خطاب مرسى هو استكمال لشخصيته التى فوجئ بها الناس، هو شخص منفصل عن الواقع، وهو ما يميز الحكام المستبدين، حيث يتحولون إلى ذلك بعد قضاء عدة سنوات فى السلطة، ليفقدوا اتصالهم بالحياة اليومية، ولا يعيشون حياة الناس وهمومهم، وحسنى مبارك كان منفصلاً فى آخر 10 سنوات، أما مرسى فجاء منفصلاً أصلاً للحكم، وهذا من العجائب، ويبدو وكأنه خارج من مغارة ومكان مختلف عنا، أو أنه يعيش فى مكان افتراضى «ذهنى»، كل شىء يدل على ذلك فى خطاباته، ومنها جملة «الحق أبلج والباطل لجلج»، وهى ألفاظ مُتحفية لا يستخدمها الناس فى الوقت الحالى، وهذا له دلالة على طريقة تفكير الرئيس وتقديمه لنفسه. مرسى منفصل ولا يدرك الفرق بين خطبة الجمعة والخطاب الرئاسى، هو موظف مطيع، ودائماً ما يأتينى خيال بأنه كان رجلاً يعيش فى عالمه البسيط واهتماماته البسيطة، وانتُزع انتزاعاً من مكان يصلح له، ليضعوه فى مكان لا يصلح له.
* هل تناقشت مع الرئيس محمد مرسى قبل ذلك فى قراراته؟
- قابلته عدة مرات، كانت أولها عندما أعلنوا اختياره رئيساً لحزب الحرية والعدالة، وكانت المقابلة بناء على طلب الإعلامى يسرى فودة، وكأنها مناظرة بين يسارى وإخوان، وخلال تلك المناظرة لم يقدم ردوداً شافية على كثير من الأسئلة، فقط يعطيك انطباعاً أنه رجل بسيط، وطيب، لكنه محدود، وربما تكون إمكانياته أقل من المناصب الكبيرة، ولم أتعجب وقتها من اختياره لرئاسة الحزب لأن تنظيمهم هرمى قائم على الطاعة المطلقة، وقابلت مرسى مرة أخرى قبل مؤتمر «فيرمونت» بعد إغلاق صناديق الانتخابات، واعتذرت عن «فيرمونت» لأنه حتى لحظة المؤتمر لم يقدم للثورة أى شىء، وعندما فاز «مرسى» فى الانتخابات كتبت «سقوط أحمد شفيق انتصار للثورة، وإننى أهنئ الرئيس مرسى المنتخب، وأرجو أن يكون رئيساً لكل المصريين كما وعد»، وقابلته مرة أخرى بعد فوزه ومعى كل التيارات السياسية المختلفة من اليمين لليسار، واقترحت عليه بعض الأشياء وهو مريح جداً فى أى شىء تقوله له، لأنه تقريباً ب«يوافق»، لكن التنفيذ فيه مشكلة، لو قلت له أى حاجة يرد بابتسامته اللطيفة الوديعة، ويهز رأسه، المرة الأخيرة لمقابلتى له كانت فى شهر رمضان الماضى، وكان عدد الحضور من الاتجاه اليسارى لا يزيد على 6، والباقون من التيارات الإسلامية، وكان ذلك بعد منحه طنطاوى وعنان قلادة النيل، وأتذكر أن دكتور صفوت عبدالغنى القيادى بالجماعة الإسلامية قام وقال لمرسى «أنا أحييك وأشكرك على منحهما قلادة النيل لأن الحسنات يذهبن السيئات»، ووقتها قمت وخاطبت مرسى قائلاً: «أنا لا أحييك ولا أشكرك لأنهم لازم يتحاكموا فى ناس ماتت وهم مسئولين سياسياً»، وتكلمت وقتها معه عشر دقائق أخبرته أنه رئيس منتخب، لكنه تابع لجمعية سرية، لماذا لا يقنن الإخوان أوضاعهم ومن أين مصادر التمويل؟، والرئيس استمع حتى النهاية وقال لى «لا يوجد أحد فوق المحاسبة لا طنطاوى ولا عنان، عدا هذا أنا موافق على كل كلمة أنت قلتها»، وسألته أيضاً عن قيامه بالإفراج على عدد من الإسلاميين فكان رده أنه يعرفهم جيداً ويعرف أنهم دخلوا السجن ظلماً، فقلت له إن شباب الثورة الموجودين حالياً فى السجون نحن نعرفهم وواثقون فى براءتهم.
* ما رأيك فى دكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟
- هو شخصية محترمة، لكن الحدود الفكرية والمشروع الفكرى الذى يمتلكه غير واضح بالنسبة لى، «يعنى أنا مش عارف بالضبط أين يقف دكتور أبوالفتوح!»، أنا مثلاً معروف كيسارى ديمقراطى مع اعتزاز خاص بجمال عبدالناصر لكننى لست «ناصري»، الأمر محير، حتى أننى سألت أبوالفتوح مرة «يدعمك أصدقاء يساريون وليبراليون ويدعمك الشيخ عبدالمنعم الشحات، وده شىء يحيرنى لأن مصر التى يريدها أصدقائى الذين أعرفهم، ليست هى مصر التى يريدها الشحات».
* فى رأيك ما الحل للخروج من الأزمة الراهنة؟
- لازم يبقى فيه دستور جديد، وانتخابات رئاسية مبكرة، والرئيس مرسى يدخل الانتخابات طبقاً لشروط هذا الدستور، ومن يتحدثون عن شرعية الرئيس، فالشرعية تبدأ بصندوق الانتخابات وتستمر بتصرفات الحاكم، لذلك شرعية مرسى سقطت بالإعلان الدستورى. وأرى أن نظامه امتداد لنظام مبارك فى الاتجاه الفاشى، وعدم احترام حقوق الإنسان، «مرسى» يقتل المصريين الآن، على ماذا نحاكم حسنى مبارك؟ هل مبارك أمسك سلاحاً وضرب المتظاهرين؟ لا وإنما نحاكمه على المسئولية السياسية، وبعد ما يحدث الآن إما أن نُخرج «مبارك» من السجن أو يدخل «مرسى» معه، يجب أن يحاكم الرئيس على قتل المصريين، والذى أضاع الثورات المصرية من قبل هو ميلهم الطبيعى للحلول الوسط، بسبب طبيعتهم العذبة والوسطية. الحل الوسط سيقضى على أمل مصر فى دستور حقيقى، هذا الدستور باطل، والدم فى الشوارع مسئولية «مرسى»، فهو الذى بدأ، الإخوان عندما قرروا النزول فى يناير «لحقوا فى آخر لحظة العربة الأخيرة فى الثورة»، ولا ننكر أن شباب الإخوان لعبوا دوراً محترماً فى موقعة الجمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.