واصل سعر صرف الليرة التركية الارتفاع أمام العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، لليوم الثاني على التوالي، بعد يومين من تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحماية الليرة التركية ومعاقبة من يستهدفونها عبر المضاربات. وارتفعت الليرة التركية، خلال جلسة تعاملات أمس الإثنين، بنحو 3.5 بالمئة أمام الدولار، لتعوض الجزء الأكبر من خسائرها التي تعرضت لها خلال تعاملات الجمعة الماضية. وسجل سعر صرف الليرة التركية، خلال تعاملات الإثنين، 5.53 ليرة للدولار الواحد، مقابل نحو 5.85 ليرة للدولار الواحد في تعاملات الجمعة التي تعد الجلسة الأسوأ في التعاملات اليومية منذ أزمة العملة التركية في أغسطس الماضي، بعد أن فقدت نحو 5 بالمئة من قيمتها خلال تلك الجلسة. وقال أردوغان، أول أمس الأحد الماضي: إن “مؤسسة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا بدأت باتخاذ بعض الخطوات في هذا الصدد”، وأضاف: “نعلم من أنتم جميعا، وما تقومون به عشية الانتخابات.. ولتعلموا أننا سنجعلكم تدفعون ثمن هذا باهظًا بعد الانتخابات”. وبلغ سعر صرف العملة التركية في بداية التعاملات الصباحية، اليوم الثلاثاء، وفقا لوكالة “الأناضول”، 5.48 ليرة للدولار، و6.22 لليورو. وسجلت الليرة التركية، أمس الإثنين، 5.630 مقابل الدولار، و6.700 مقابل اليورو، في حين أُغلقت آخر يوم دوام (الجمعة) على 5.7549 ليرة مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ أكتوبر الماضي، ومنخفضة 5.3 بالمائة عن مستوى الإغلاق السابق (الخميس)، البالغ 5.4650. تراجع مفاجئ كانت الليرة التركية قد تراجعت بشكل مفاجئ يوم الجمعة الماضي، في حين أعلنت مصادر تركية عن أنَّ تقرير بنك الاستثمار الأمريكي “جيه.بي مورجان”، له دور “تضليلي” بتهاوي سعر الصرف، ما دفع هيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية لفتح تحقيق بشأن شكاوى ضد البنك الأمريكي وغيره من البنوك، بعد نشرها تقارير وصفت بأنها مضللة حول العملة التركية. وقال البنك المركزي التركي، أمس الإثنين، إن عملية الاستقرار الاقتصادي للسياسة النقدية تتماشى مع هدف استقرار الأسعار، وإن البنك المركزي يواصل سياسته المتمثلة في تعزيز احتياطياته، مؤكدًا الرقابة عن كثب على جميع التقلبات الملحوظة في الأسواق المالية والتذبذبات في أسعار الصرف. وتعهد البنك المركزي التركي، في بيان له، بحسب وكالة الأناضول، باستمراره في استخدام جميع أدوات السياسة النقدية وإدارة السيولة لدعم الاستقرار المالي في البلاد. توقعات بالتحسن ويتوقع رئيس منتدى رجال أعمال الأناضول، آسكون حسن الجسور، أن تواصل الليرة التركية ارتفاعها تأثرا بالاقتصاد التركي، الذي حقق العام الماضي أعلى مستويات النمو عالميا. وقال الجسور: إن الاقتصاد التركي سيتحسن أكثر في ظل عمل أنقرة على تعزيز شراكاتها الدولية، خصوصا مع بلدان العالم الإسلامي، وتنمية استثماراتها في قطاع التكنولوجيا تحديدا. ورجح الخبير الاقتصادي العربي عبد الرحمن الحسن أن تواصل الليرة التركية تحسنها في مواجهة الدولار استنادا إلى خلفية تدهورها من الأساس، معتبرا أن الضغط الأمريكي على تركيا كان يهدف إلى ابتزاز أنقرة بتنازلات لأبعد مدى دون السماح بانهيار الاقتصاد التركي. وقال إن تراجع الليرة في الأيام الماضية يعود لعدة أسباب سياسية واقتصادية ذات أبعاد محلية ودولية، لكنه رأى أن انخفاض سعر الليرة الحالي لم يفاجئ المتابعين للاقتصاد التركي. وذكر أن الشركات التركية الخاصة حصلت على ديون بلغت 340 مليار دولار بفوائد عالية، تضاف إليها المطالب في البنوك التي قد ترفع المبلغ إلى 560 مليارا، في حين تشير التقارير إلى أن الديون المستحقة هذا العام تبلغ مئة مليار دولار.