يصادف اليوم 22 يوليو ذكرى مرور 25 عامًا على اغتيال "ناجي العلي" رسام الكاريكاتير الكبير، الذي أطلق عليه النار في لندن وهو متوجه إلى مكتب جريدة القبس الكويتية في 22 يوليو 1987م، مما أبقاه في غيبوبة لمدة طويلة، توفي بعدها. ولد ناجي سليم حسين العلي في عام 1937م، وتميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين، وله أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987م. وابتكر العلي شخصية الطفل حنظلة في رسوماته الكاريكاتيرية، وهي تمثل صبيًّا في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969م في جريدة السياسة الكويتية، ثم أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. ولقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها، وخاصة الفلسطينية؛ لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه، فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحدًا. وقد ولد حنظلة في 5 حزيران 1967م، ويقول ناجي العلي عن حنظلة أنه هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية. كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي "فاطمة" في العديد من رسوماته. قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان، ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. وتحت التحقيق، قال إسماعيل إن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال، ورفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية؛ ما أثار غضبها، وقامت مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء حينذاك بإغلاق مكتب الموساد في لندن. لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع،واختلفت الآراء حول ضلوع الكيان الصهيوني أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية أو أنظمة عربية رجعية كسوريا، ولم توجد دلائل ملموسة تورط هذه الجهة أو تلك. وقد دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة "بروك وود" الإسلامية في لندن، وقبره يحمل الرقم 230191، وأصبح حنظلة رمزًا للصمود والاعتراض على ما يحدث، وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.