الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
وزير العمل يشهد تسليم 405 عقود عمل لذوي همم في 27 محافظة في وقت واحد
انطلاق فرز الأصوات بالدائرة الثالثة بالفيوم
تعليم القاهرة: ترشيد استهلاك المياه والكهرباء بالمدارس حفاظًا على المال العام
غلق 126 كيانًا غير مرخصًا لتنظيم الرحلات السياحية بمحافظة جنوب سيناء
وزير العدل يستقبل مديرة مركز سيادة القانون بجمهورية فنلندا
تعزيز التعاون الدوائي بين مصر والصين.. مباحثات موسعة لزيادة الاستثمار ونقل التكنولوجيا في قطاع المستلزمات الطبية
أكسيوس: الجنرال جاسبر جيفرز أبرز المرشحين لقيادة قوة الاستقرار فى غزة
الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو
روسيا: إذا اتخذت أوروبا قرار الحرب فنحن مستعدون
كأس العرب| تعرف على منافس المغرب والسعودية في نصف النهائي
جيمي كاراجر يهاجم صلاح ليتصدر التريند.. مدافع ليفربول السابق لم يفز بالدورى الإنجليزى وسجل 10 أهداف منها 7 فى نفسه.. ميسى وصفه ب"حمار".. رونالدو تجاهله على الهواء.. ومورينو: أنت نسيت الكورة.. فيديو
توروب يعلن قائمة الأهلي لمباراة إنبي
وزير العمل يشهد تسليم الإعانات المالية لأسر ضحايا ومصابي العمالة غير المنتظمة
انهيار منزل قديم من 3 طوابق دون إصابات بطهطا في سوهاج
«نجوم إف إم» تكرم محمد رمضان تقديرًا لإسهاماته الفنية والغنائية | صور
نقيب الممثلين: عبلة كامل بخير وغيابها الفني قرارها وليس له علاقة بأي مرض
أحمد سالم في كلمة أخيرة: متوقع اكتمال تشكيل مجلس النواب الجديد بحلول أوائل يناير
في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.. «الحرافيش» درة التاج الأدبي المحفوظي
أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب
محمد رمضان ل جيهان عبد الله: «كلمة ثقة في الله سر نجاحي»
وزير الصحة يتفقد مقر المرصد الإعلامي ويوجه باستخدام الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها
كامل الوزير: الحد الأدنى للأجور يتم تطبيقه على كل العاملين في مصنع قفط للحديد والصلب
سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب
مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار
ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة
دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا
إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ
العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية
خبير استراتيجى: إسرائيل نفذت أكثر من 500 خرق منذ اتفاقية وقف النار بغزة
إكسترا نيوز: لا شكاوى جوهرية في ثاني أيام التصويت وإقبال منتظم من السيدات
الإسماعيلي يكشف تفاصيل إصابة حارسه عبد الله جمال
حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور
فوز مشاريع تخرج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر بالمراكز الأولى في مسابقة المجلس القومي للمرأة
المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها
«هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت
بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»
أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين
الحكومة تكشف حقيقة انتشار جنيهات ذهبية مغشوشة في الأسواق
«صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة
«المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر
ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر
حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة
تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين
الضباب الكثيف يلغي عددا من الرحلات الجوية إلى مطار حلب بشمال سوريا
الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا
المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة
حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته
رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية
ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي
الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا
سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول
رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر
أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية
كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي
سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025
دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)
بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
د. عبدالرحمن البر يكتب: ابتلاء ونصر.. لا مبدل لكلمات الله
عبد الرحمن البر
نشر في
بوابة الحرية والعدالة
يوم 04 - 03 - 2019
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَنْ والاه،
وبعدُ؛ فمن العجيبِ أنْ نقرأَ آياتِ القرآن، ونمرَّ على ما حَوَاه من قوانينِ اللهِ وسننِه النافذةِ في الكونِ مرورَ الكرامِ، مع أنَّه ﴿لَا مُبْدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ﴾ فِي وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ الَّتِي مِنْهَا وَعْدُهُ لِلرُّسُلِ وللمؤمنين بِالنَّصْرِ، وَتَوَعُّدُهُ لِأَعْدَائِهِمْ بالهزيمةِ وَالْخِذْلَانِ.
ومن ذلك أن تَجِدَ البعضَ تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الابتلاءِ وهم فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا، وعَنِ انْطِبَاقِهِا عَلَى الْوَاقِعِ، حتى تستغرقَهم شِدَّةُ الابتلاءِ وظهورُ الباطلِ كالمنتصرِ أحيانًا، فيقولون: لو كان هذا حقًّا لنصرَه اللهُ! فَمَا أَجْهَلَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ! وَمَا أَبْعَدَهُمْ عَنِ الْعِلْمِ بِسُنَنِ اللهِ الناطقةِ بأنَّ الابتلاءَ عنوانُ صحَّةِ الطريقِ، وإذا تمتْ مواجهتُه بالصبرِ وحُسْنِ التصرُّفِ انقلبَ عِزًّا ونصرًا مُبِينا.
فلْنَعِشْ مع بعضِ آياتِ القرآنِ التي تُطمئِنُ أهلَ الحقِّ أنَّ شِدَّتَهم إلى زوالٍ، وأنَّ الابتلاءَ الحاصلَ اليومَ مُفْضٍ لا محالةَ إلى نصرٍ عزيزٍ، قريبًا بإذن الله.
(1) المُدَاوَلَةُ سُنَّةُ اللهِ فَلا تَبْتَئِسْ مِنْ شِدَّةِ الابْتِلَاء
مهما تمكَّن الظالمون من أسبابِ القوَّةِ فإنَّ الاستمرارَ في الحراكِ الثوريِّ المبدِعِ المتوهِّجِ، ورَفْضَ باطلِهم، والإصرارَ على عدمِ شرعيَّتِهم، والصبرَ الجميلَ على إيذائِهم، سيُحقِّقُ غايتَه بإزْهاقِ الانقلابِ الدمويِّ الظالمِ بإذنِ الله ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ﴾.
فَمَنْ كَانَ أَصْبَرَ كَانَ أَجْدَرَ بِالنَّصْرِ، وسُنَّةُ اللهِ في الدعواتِ واحدةٌ: فئةٌ تتلقَّاها بالتكْذيبِ، وتتلقَّى أصحابَها بالأذى، وصبرٌ وجهادٌ متنوِّعٌ مناسبٌ من أهلِ الحقِّ، ثم نصرٌ في النهاية، في الموعدِ الذي سبق تقريرُه في علمِ الله، مهما دلَّتْ ظواهرُ الأمورِ على خلافِه ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، فإذا اسْتَيْأَسَ أهلُ الإيمانِ، وظنَّ الغافِلون أَنَّ مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنْ نَصْرِهِ وهْمٌ خادعٌ؛ جَاء النَّصْرُ حِينَئِذٍ، مهما قلَّ العددُ وضعُفَت العُدَّة، فكَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَالْعَدَدُ الْقَلِيلُ مِنْ أَهْلِ الْعَزَائِمِ يَفْعَلُ بعوْنِ الله مَا لَا يَفْعَلُ الْكَثِيرُ مِنْ المهزُومين المأْزُومين.
وهو نصرٌ عزيزٌ ممتدُّ الأثرِ لأجيالٍ تاليةٍ، بقدْرِ التضحياتِ النفيسةِ التي قُدِّمتْ لتحقيقِه.
(2) الابتلاءُ يُظْهِرُ المَعْدِنَ النَّفِيس
﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾، ففي أَتُونِ الفتنةِ ونارِ الابتلاءِ تحترقُ المعادِن المزيَّفة، وتزدادُ المعادنُ الأصيلةُ صلابةً ونَفَاسةً ولمعانًا، ويميزُ اللهُ الخبيثَ المتساقِطَ من الطيِّبِ الذي سيحملُ رسالةَ الحقِّ والخيرِ والعدلِ بحقِّها، وهذا أحدُ أهمِّ مكاسبِ الأمةِ من سُنَّة الابتلاءِ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
فمع شِدَّةِ الابتلاءِ تُهْتَكُ الأستارُ، وتُكْشَفُ الخياناتُ، فيمتازُ المخلصون، وينكشِفُ المخادِعون، ويعرفُ النَّاسُ كلا الفريقينِ على حقيقتِه، وإن كان اللهُ يعلمُهم من قبل. ولئِنْ كنَّا نألَمُ من شِدَّةِ الابتلاءِ والمحنةِ فإنَّ أَلَمَنَا لَأَشَدُّ بما كشفتْ من زُيوفٍ، وبما أحرقتْ من رموزٍ وقاماتٍ طالما انخدَعَ النَّاسُ بها، ولكنه الخيرُ المطْوِيُّ في قلبِ المحنةِ؛ ليكونَ البناءُ من بعدُ خاليًا من الغشِّ.
رُبَّ أَمْرٍ نَتَّقِيهِ جَرَّ أَمْرًا نَرْتَجِيهِ
خَفِيَ الْمَكْرُوهُ مِنْهُ وَبَدَا الْمَحْبُوبُ فِيهِ
وكم سقطَ في المحنةِ من شخصياتٍ! لو أنَّ أحدًا كان أشارَ إلى خَلَلِها أو عِلَلِها لأُرْعِدَتْ لها أُنوفٌ صارت اليومَ تتبرَّأُ منها!.
وكم كشفت المحنةُ عن معادنَ نفيسةٍ كانت بصِدْقِها مغمورةً مطمورةً بعيدةً عن أضواءِ الإعلامِ! فأصبحتْ بثباتِها مِلْءَ القلوبِ قبلَ الأسماعِ والأبصارِ، إذْ عصمَها اللطيفُ من الفتنةِ بإخلاصِها ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، ومضتْ إرادةُ الله أن تمرَّ عليهِم الفتنُ الشديدةُ فيسْلَمُوا من آثارِها، وفي الحديث: «إِنَّ لِلَّهِ ضَنَائِنَ مِنْ خَلْقِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ، وَإِذَا تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ». فالشِّدَّةُ بحقٍّ خافضةٌ رافِعة.
(3) الدعوةُ تَعْلُو وَتَغْلُو وتَعِزُّ علَى أهلِها بقَدْرِ بذْلِهمْ وتضحِيَاتِهم
لا شكَّ عندَ أُولِي النُّهَي أنَّ الظالمينَ في قبضةِ الله ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾، فهكذا مضتْ سُنَّةُ الله؛ لأنَّ النصرَ السهلَ بلا تكلفةٍ لا يصنعُ حملَةَ رسالةٍ، أمَّا النصرُ الذي بُذِلَتْ فيه الأرواحُ والنفائِسُ فإنَّ أصحابَه يكونون أشدَّ حفظًا له وحرصًا عليه.
إنَّ الصبرَ على الابتلاءاتِ والمقاومةَ للشدائدِ للباطلِ هي التي تستثيرُ القوى الكامنةَ وتُنَمِّيها وتُجَمِّعُها وتُوَجِّهُها، فتتأصَّلُ جذورُ الدعوة وتتعمَّقُ وتتصلُ بالفِطْرةِ السليمةِ، فتصنعَ الرَّوَاحِلَ التي تحمِلُ الأُمَّةَ والدعوةَ، وفي الصحيح: «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».
ما أيسرَ أنْ يتحدَّثَ البليغُ عن الصبرِ على الشدائدِ، وما أسهلَ أن يتوقَّعَ المتحمِّسُ الصمودَ للفتنةِ، غير أن ميدانَ القولِ والتوقُّعِ غيرُ ميدانِ الواقِعِ والجهادِ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ. وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾.
إنه ليس بمجردِ التمَنِّي وإعلانِ الاستعدادِ يحصُلُ النصرُ، بل لا بُدَّ من الصبرِ على التكاليفِ المستمرَّةِ المتنوِّعَةِ التي لا تنتهي، من الاستقامةِ والجهادِ، والصبرِ على الضَّعْفِ الإنسانيِّ في النفسِ وفي الغير، والصبرِ على الفتراتِ التي يستَعْلِي فيها الباطلُ وينتفِشُ ويبدُو كالمنتصرِ، والصبرِ على طُولِ الطريقِ وبُعْدِ الشُّقَّةِ وكثرةِ العقباتِ، والصبرِ على وسوسةِ الراحةِ وهفْوةِ النفسِ لها في زحمةِ الجهادِ، في الطريقِ المحفوفِ بالمكارِه! وبهذا الصبرِ الإيجابيِّ الرائعِ ينفتِحُ الطريقُ إلى النصرِ المأمولِ، ولن يقدرَ على ذلك إلا الرَّوَاحلُ الذين ثَبَتُوا للشِّدَّةِ وعُصِمُوا من الفِتْنة.
(4) تجاوُزُ الابْتِلاءِ يكونُ بالصبرِ والتَّقْوَى واليَقِينِ بلقاءِ الله
إنها سنَّةُ اللهِ في الدَّعَوات: لا بُدَّ من ابتلاءٍ، ولا بُدَّ من أذًى في الأموالِ والأنفسِ ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا﴾، ﴿وإِنْ تَصْبِرُوا﴾ على الابتلاء ﴿وَتَتَّقُوا﴾ مَا يَجِبُ اتِّقَاؤُهُ فِي الِاسْتِعْدَادِ لِذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِهِ، وَمُكَافَحَتِهِ عِنْدَ وُقُوعِهِ ﴿فَإِنَّ ذَلِكَ﴾ الصَّبْرَ وَالتَّقْوَى ﴿مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، أَيِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تُعْقَدَ عَلَيْهَا الْعَزِيمَةُ، وَتَصِحَّ فِيهَا النِّيَّةُ وُجُوبًا مُحَتَّمًا لَا ضَعْفَ فِيهِ، ولا انكِسَارَ معَه، فإِنْ كنتم مِمَّنْ تُوهِنُهُمُ الشِّدَّةُ ويكسِرُهم الأَذَى فَلَسْتُم أَحْرِيَاءَ بِنَصْرِ الْحَقِّ.
ولنْ ينصرَه إلا مَنْ كان أصلبَ عودًا، فهؤلاء هم الرَّوَاحِلُ الذين يصلُحونَ لحمْلِ الدعوةِ، ويؤتمنون على القيام بها، ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾، وهؤلاء هم ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، والظَّنُّ هَاهُنَا يَقِينٌ، فإذا عايَنُوا ضخامَةَ الكَيْدِ ضدَّهم ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ فينطلِقُون مُتَحَمِّلين مرارة َالصبرِ على الأذَى، مُصِرِّينَ على الثباتِ على الحقِّ، فلا تُوهِنُهُم المصائبُ والشدائدُ، بل تزيدُهم قوة.
(5) النَّصْرُ بعدَ النَّجاحِ في اختبارِ الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاء
فلا تمكينَ إلا بعد ابتلاءٍ، ولا نصرَ إلا بعد تمحيصٍ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾، وَلَيْسَ قَوْلُ الرَّسُولِ ﴿مَتى نصر الله﴾ شَكًّا؛ بَلِ هو طلبٌ واستِنْجَازٌ لِلنَّصْرِ مِثْل قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي».
وما يجري لا يَعْدُو أن يكونَ اختبارًا، لا حالةً دائمةً، ولا يلبثُ أنْ ينتَهي، بعد أن ينجحَ الصادِقُون بفضلِ الله ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾، فقوله ﴿بِشَيْءٍ﴾ يُؤْذِنُ أَنَّ كُلَّ بَلاءٍ أَصَابَ الإِنْسَانَ وَإِنْ جَلَّ، فهو طَرَفٌ قليلٌ، وَإذا كان البعضُ يهتزُّ أمامَه فإنَّ اللهَ بلُطْفِه يُخَفِّفُه عَلى المؤمنينَ، ويجعلُ رَحْمَتَهُ مَعَهُمْ فِي كُلِّ حَالٍ؛ لأنهم ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.
ولهذا استحقُّوا البُشْرَى والنَّصْرَ ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ أي ثنَاءُ مِنَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَمَدْحٌ وَتَّزْكِيَةٌ لَهُمْ ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ أي كَشْفٌ للْكُرْبَةِ، وَقَضَاءٌ للْحَاجَةِ ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ الذين أصابوا طَرِيقَ الْحَقِّ، دُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ ﴿فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
ومهما حاولَ الظالمونَ الإِضْرارَ بهم فلنْ يضرُّوهُم إلا أذًى، يستقبِلُونه بثباتٍ ورضًا، ويستعينُون بالله على تجاوُزِه، ويستغيثونَه فيُنْزِلُ عليهم نصرَه من فَوْرِهم ﴿بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾.
أيُّها الثُّوارُ الأحرارُ، في ضوءِ هذه المعانِي القرآنيةِ نمضِي في ثورتِنا السِّلْمِيَّةِ العظيمةِ، مؤمنيَن بصِحَّةِ طريقِنا، مطمَئِنِّين لوعْدِ ربِّنا، نجمعُ صفوفَنا، ونوحِّدُ كلمتَنا، ونُجدِّدُ صبرَنا، ونُبْدِعُ في أدائِنا، وننتظرُ ساعةَ النَّصرِ، وما هي منَّا ببعيد.
—————-
نشره “إخوان أون لاين” في 18 فبراير 2017
المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
التفائل وقت الشدائد
اخبار مصر اليوم : الإخوان : الأمة في مرحلة مخاض يشتد ويعثر لكن يعقبه الفرج والفرح إنشاء الله
الفِتَنُ تُقَوِّي إِرادَةَ النُّهُوضِ بالأُمَّة
رسالة من الإخوان المسلمين: اشتدي يا أزمة تنفرجي
الابتلاء في السيرة النبوية
أبلغ عن إشهار غير لائق