بدأ جهاز الأمن الوطني “سيئ السمعة” في التحقيق مع 37 من أقارب سائق الجرار “علاء فتحي” الذي تسبب في كارثة محطة مصر صباح الأربعاء 27 فبراير 2019م الماضي؛ والذي أسفر عن مقتل 22 حرقا وإصابة 45 آخرين؛ وذلك لمعرفة توجهاته السياسية وتوجهات أقاربه من الدرجة الأولى والثانية وحتى الثالثة والرابعة، مدى علاقته وعلاقة أقاربه بجماعة الإخوان المسلمين أو أي توجهات سياسية أخرى. وينقل موقع “الخليج الجديد” عن مصادره الخاصة أن “الأمن الوطني” استدعى 37 شخصا من أقارب سائق القطار؛ “علاء فتحي”، المحبوس حاليا على ذمة التحقيقات. ولم توضح المصادر عدد من ظلوا محتجزين في إطار التحقيقات، ومن أطلق سراحهم، من أقارب سائق القطار المنكوب. وأضافت المصادر أن تحقيقات موسعة تجري لكشف الميول السياسية للسائق، وما إذا كان محيطه العائلي يضم منتمين لجماعة “الإخوان المسلمين”، من أجل توجيه التحقيقات نحو تحميل الجماعة والمنتمين لها المسئولية أو جزءا منها عن الكارثة المروعة التي صدمت المصريين جميعا. ويشارك في التحقيقات فرق من جهاز الأمن الوطني المصري (جهة استخباراتية داخلية)، والأمن العام، والبحث الجنائي، وشرطة النقل والمواصلات. تناول إعلامي موجه وتمضي خطة التناول الإعلامي لفضائيات وصحف النظام ومواقعه الإخبارية بشأن الكارثة المروعة، في ثلاثة مسارات: الأول تأكيد قوة الدولة وانتظام حركة القطارات ومعاقبة المقصرين فورًا. و"الثانية" تجاهل فشل النظام وتقصيره بإبراز بطولة المصريين واتحادهم وقت الأزمات، والإشادة بأدوار الشباب الذين أسهموا في إنقاذ عدد من المحترقين أثناء الحادث؛ وتوجيه الاتهام لسائق الجرار وحده بعض المسئولين الصغار. و"الثالثة" هي الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، وأنها تسيطر على السوشيال ميديا لتشويه صورة "الدولة!"، ونشر الشائعات لتزييف الحقائق وبث الخوف!. بالتزامن مع هذه التحقيقات الموجهة؛ والتناول الإعلامي الموجه بتعليمات من المخابرات والأجهزة الأمنية؛ راحت وسائل إعلام موالية للنظام تسوق لسيناريو يشير إلى مدى انتماء السائق لجماعة إرهابية، أو تعاطفه مع جماعة “الإخوان المسلمين” بشكل يبرر التعمد في حدوث الواقعة. كما هاجمت صحف النظام الجماعة بادعاء أن الجماعة تستخدم السوشيال ميديا من أجل بث الشائعات ونشر الخوف والإحباط بين المصريين، حيث يتجاهل هؤلاء أن بشاعة الحقيقة والواقع لا تحتاج إلى شائعات؛ ومقاطع الفيديو التي شاهدها المصريون جميعا وكشفت عن حجم البشاعة والرعب لم يمكن الإخوان مصدرها بل كاميرات النظام وهواتف بعض المواطنين المحمولة التي وثقت بشاعة الحادث وحجم الإهمال الكارثي الذي كشفت عن الحادثة فلا توجد أدني استعدادات لمواجهة هذه الحوادث سوى أدوات بدائية “جراكن مياه” استخدمها شخصان لإنقاذ أكثر من 10 مواطنين ولولا ذلك لتضاعف عدد الضحايا. متهم في دعارة ومخدرات لكن ما يعوق تحقيقات الأمن الوطني، أن سائق الجرار المتهم، بحسب “صحيفة اليوم السابع” الموالية للنظام تم إيقافه سابقا لتعاطيه المخدرات.. حيث تنقل عن وكيل نقل البرلمان: كان يجب إحالته للنيابة.. بينما أشارت صحف أخرى إلى اتهاماه سابقا في قضية “ممارسة دعارة”، وهي تهم كفيلة بمنعه أساسا من مزاولة العمل. وكان وكيل لجنة النقل في مجلس النواب ، “محمد زين”، قال إن سائق “قطار رمسيس” (سبق أن جرى توقيفه عن العمل بسبب إدمانه المخدرات. وتساءل “زين” عن كيفية السماح له بالعودة لممارسة مهامه التي تعرض أرواح العشرات للخطر، منتقدا “طريقة العمل والجزاءات والعقاب للعاملين بالسكك الحديدية”، مشيرًا إلى أن “اللائحة لا ترقى لطبيعة العمل والأخطاء الجسيمة التي تقع بسبب ذلك”. وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج تليفزيوني عبر فضائية “الرافدين”، مساء الخميس، إن “السائق علاء فتحي أوقف عن العمل 6 أشهر خلال الفترة الماضية بسبب تعاطيه المخدرات، لكنه عاد لنفس عمله الذي يحتاج الدقة واليقظة”. وأضاف أن “نظام العاملين في السكك الحديدية فيه لبس كبير وأمر غير مفهوم، ولا يحترمون تعليمات ولا قائمة جزاءات”. وقررت النيابة العامة في مصر، إخضاع سائق الجرار المتسبب في الحادث محطة مصر لتحليل المخدرات، بعد أن ظهر في لقاء تليفزيوني تحدث خلاله بطريقة أثارت جدلًا حول تعاطيه المخدرات لحديثه بشكل يوحي باللامبالاة.
وفي ذات السياق، قال الإعلامي الانقلابي عمرو أديب، إن سائق قطار محطة مصر وضع الجرار على السرعة الثامنة، حتى يخرجه من حالة الاصطدام مع جرار آخر. وأضاف ” أديب” في برنامجه ” الحكاية ” المذاع على قناة ” إم بي سي مصر”، : “السائق ده ودانا في ستين داهية، عندنا معلومات عن تعاطيه للمواد المخدرة”، موضحًا: “القطار سلاح مميت، والسائق سابه متعشق على سرعة رقم 8، ودخل بأقصى سرعة ممكنة للمحطة وتسبب في الحادث الأليم”.
يشار إلى أن حوادث القطارات تتكرر بين الحين والاخر بسبب الاهمال وسوء الصيانة. كان أسوأ تلك الحوادث قد وقع في 2002 حينما اندلعت النيران في عربات قطار ركاب عند مدينة العياط جنوبالجيزة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 360 شخصا. وقتل 29 شخصا وأصيب 61 آخرين في نحو 1793 حادث قطار شهدتها البلاد في 2017، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وشهدت العام الماضي أكثر من حادثة، أبرزها في فبراير حين اصطدم قطارين في محافظة البحيرة ما أسفر عن مقتل 19 شخصا.