كتبت شيماء عزت- زوجة الشهيد حسن خيال أحد شهداء ميدان النهضة في مجزرة فض الاعتصام – رسالة نعت فيها زوجها الشهيد في ذكرى مرور شهر على استشهاده في المذبحة الوحشية التي ارتكبتها ميليشيات الانقلاب العسكري الدموي ضد المعتصمين السلميين. وقالت زوجة الشهيد في تدوينه لها على "فيس بوك": "أيُّ وطنٍ هذا، أيّ وطن يقتُل فينا الحيوات والبسمات وتُغتصب الضحكات، أيُّ وطن تنتزع فيه الطفولة والجمال والحياة، أيُّ وطن تسقي ربُوعه دماؤنا فيُصرّ أنّ دَمنا إرهابا فيقتلنا مرارا، ونمُوت فيه كُل أنواع المَوت، وفي النهاية يأتي ليأخُذ منّا أرواحنا براحةٍ تبعثُ فينا البسمة من جديد لأنّنا سنفارق دناءة وقماءة وعبثِ الدنيا لطُهر الآخرة ، هُناك يعلُو معنى الوطن، وتهتفين يا صغيرتي كما علّمكِ والدك " تحيا مصر " وحينها فقط يكُون لقولك معنَى! .... وأخذتُها إلى حيثُ تُحب أن تروح مع والدها إلى مكانٍ يعلو به صوت الضحكات وهى تهتز تحتضن الدُنيا تُبهجها تُلقى إليها معنَى ما فقدت ، إلّا أنّها اليومَ أُسقط عليها لعنات جمّه بكُل دمعة حُرقة نزفها قلبُ طفلةً لم تعلم معنَى للتعبير بعد ... ذهبت لُجين الصغيرة الكبيرة تدُور تبحثُ عن والدها ، بكُل مكانٍ، أماكن السيارات، تبحثُ وتخبرني "عربية بتاع بابا فين ؟ " ، ومن ثمّ تذهب إلى حيثُ اعتادوا أن يجلسوا فتسألنى بدموعها "بابا جي إمتى" ، تذهبُ للأرجوحة وتبكي، ومن ثمّ تكشفُ عن صمتها وسرّ دمعها المفهوم فتسألني " بابا فين يا سلمى " أُخبرها " في الجنّة " وأبكِي أنا .. فتستسلم لصمتها على أرجوحةٍ ذكّرتها بقهقهة جميلة تُطلقها هي ببراءتها فيداعبها والدها فتبتسم الدُنيا له من جديد ويرتمي ظهرها للوراء وتعلو الضحكة، أماعُدت ستضحكين يا صغيرتي ؟ ألن يرفع والدك ظهرك يداعبك يلاعبك يخفف وطء الأيام ويمسحُ لكِ ما تبقّى من دمعٍ ويخبرك ألا تبكين! ستحرِمك الحياة من ضمّة تلتفين فيها بين كتفيه تغمض عينيك فيها وهى مُطمئنة أنّها ستستيقظ فتجدُ كل شيء على ما يرام لأنّك تبيتين بين يدي أبيكِ، ستُحرمين يا صغيرتي من ضمّه ولعبه وضحكه ومزاحه، ستُحرم طفولتك من راعيها، وستُحرمين منه .. ألَن يسابقك ويجري معَك فتتمختر الريحُ بجانبكم ، ألن يمازحك ، ألَن تقولين " بابا " ويملؤكِ الحُب ويرُد عليكِ ثانية ، ستظلين تُنادين ويرُد عليكِ صدى صوتُك لآخر العُمر يا حبيبتي !!"