وصف الكاتب الصحفي محمد القدوسي اللجنة التي شكلتها سلطة الانقلاب العسكري لتعديل الدستور بأنها غير شرعية، مؤكدا أن أي منتج دستوري يخرج عنها باطل وغير معترف به لأن الدساتير تستمد عظمتها و شرعيتها بانتخاب الشعوب لمن يمثلها في كتابتها. وأضاف، في حواره مع قناة الجزيرة مباشر مصر، اليوم الأربعاء: "من هنا أصبح الدستور (أبو القوانين)، أما أن يعين رئيس انقلابي معين لجنة معينة لتكتب دستور جديد يستبدل بدستور استفتى عليه الشعب فهذا عبث لم يشهده التاريخ من قبل". و اعتبر القدوسي منع وسائل الإعلام من تغطية جلسات لجنة الخمسين إجراءا متوقعا حتى لا تعجل اللجنة بصدامها مع الشعب، مضيفا: "هذا ذكرني بقول الرسول صلى الله عليه و سلم: الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس". و رفض القدوسي وصف أعضاء لجنة الخمسين بالنخبة قائلا: "النخبة هي من ينتخبها الشعب لصياغة دستوره ورسم ملامح مستقبله السياسي، و ليست تلك التي تأتي للسلطة على أسنة البيادة و فوهة الدبابات". وردا على ادعاء المخرج السينمائي خالد يوسف، عضو لجنة الخمسين، بأنه لا توجد أمة تقوم حضارتها على الدين؛ قال القدوسي: "كيف يقول إنه لا توجد أمة إسلامية و أن مصر ليست جزء من هذه الأمة بحجة أن الدول الأوروبية كلها مسيحيين و مع ذلك لا تطلق على نفسها الأمة المسيحية ؟ ألم يسمع خطبة أوباما الشهيرة التي قال فيها ولدت أمريكا لتكون جزءا من دين الأمة المسيحية؟" و تساءل: "أين من كانوا يتهمون اللجنة التأسيسية المنتخبة بأنها إسلامية لأن 50% من أعضائها من أبناء التيار الإسلامي؟ اليوم تضع الدستور لجنة 80% من أعضائها ينتمون للتيار العلماني"