كثيرا ما يتقمص الأشرار دور المعلم بيومي، الشخصية التي جسدها الفنان العبقري زكى رستم في فيلم رصيف نمرة خمسة بمنتهى الروعة والإبداع والعظمة، ويظهر فيها المعلم بيومي بمظهر التقوى والصلاح والإيمان وأنه الرجل الخلوق رجل الخير الذي لا يعرف الشر طيب القلب الذي يواظب على الصلاة، وهو في حقيقة الأمر تاجر مخدرات وقاتل ورئيس عصابة، نفس الشخصية تقمصها رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو. وفي تراشق كلامي غير مسبوق، تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو اتهامات وانتقادات حادة، وأكد أردوغان أن تل أبيب تمارس الإرهاب وتقتل الأطفال ويجب معاقبة المحتل على جرائمه، ليأتي الرد الصهيوني سريعا من نتنياهو الذي وصف أردوغان بالطاغية متهما إياه بقصف القرى الكردية وسجن الصحفيين ومساعدة إيران على الإفلات من العقاب. وقال أردوغان في كلمته بإسطنبول: “اليوم خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي المستاء من دعمنا للمظلومين والضحايا في فلسطين، وهاجم تركيا بأحط الألفاظ والافتراءات. ماذا قال هذا المدعو نتنياهو، هل تعلمون؟ إنه يتهمنا باحتلال قبرص وقتل النساء والأطفال.. أعتقد أنها زلة لسان، وكأنه أراد أن يقول إن إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية قتلت بالقنابل وبمختلف الأسلحة عشرات آلاف النساء والأطفال والأبرياء في فلسطين من مختلف الأعمار أمام أنظار العالم”. وأضاف: “نتنياهو لقد طرقت الباب الخطأ.. أردوغان هو صوت المظلومين وأنت صوت الظالمين. أنتم تمارسون إرهاب الدولة.. هذه الاتهامات تناسبك أنت وليس أردوغان”. فما سبب هذه الانتقادات المتبادلة في هذا التوقيت؟ وهل يتعلق الأمر بتراشق كلامي عابر أم بداية تصعيد سياسي؟ وما نصيب التحولات الإقليمية في هذا السجال؟، السبب كشفته قالت وزارة الدفاع التركية، التي قالت إنها ترفض الافتراءات والاتهامات التي أدلى بها نتنياهو بحق الجيش التركي. إعلام السيسي وذكرت الدفاع التركية، في بيان لها الثلاثاء أن “القذف غير المبرر وغير المنطقي من نتنياهو ضد الجيش التركي، محاولة منه لجذب الانتباه عن اتهامات الفساد والمشاكل السياسية التي يواجهها في إسرائيل”، وأضافت: “لن يتمكن أولئك الملطخة أيديهم بدماء أطفال فلسطين من تشويه صورة الجيش التركي”.وتابعت: “الجيش التركي ليس قاتلا”. وأوضحت الوزارة، أن الجيش التركي في عملياته لم يتعرض للمدنيين الأبرياء، وأنه مد يد الرحمة لهم، والجميع يشهد بذلك، بمن فيهم عشرات الآلاف من الأكراد الذين لجئوا إلى تركيا، ولم تفوت صحف السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الفرصة التي سنحت لها، وعلى الفور خرجت مانشتات اليوم السابع وفيتو والمصري اليوم والأهرام، تهاجم أردوغان وتدافع عن نتنياهو قاتل الأطفال!. وعنونت صحيفة “اليوم السابع”، التي يديرها الأمنجي خالد صلاح لحساب المخابرات الحربية، المانشيت الرئيسي لها ب”نتنياهو مهاجما أردوغان: لا تتقمص دور الواعظ وأنت تذبح أطفال الأكراد”، ونشرت الصحيفة تغريدة للصهيوني نتنياهو محتفية بهجومه على الرئيس أردوغان. وكتبت اليوم السابع تقول: “هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رافضا أن يتقمص دور الواعظ مع أنه يرتكب مذابح في حق النساء والأطفال في القرى الكردية داخل تركيا وخارجها. أردوغان الذي يحتل شمال قبرص وجيشه يذبح النساء والأطفال في القرى الكردية داخل تركيا وخارجها لن يعطينا دروسا في الأخلاق”. نتنياهو الإرهابي وبعيدا عن إعلام العسكر وصبيان السفيه السيسي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن "أنقرة ستواصل كفاحها ضد الإرهاب بكل تصميم، وليس واردًا أن تأخذ إذنا أو موافقة لأجل ذلك، لا من اسرائيل أو أي دولة أخرى"، ورأى أن قيام نتنياهو بالتهجم على الرئيس رجب طيب أردوغان ومحاولة التطاول على القوات المسلحة التركية "طريقة مؤقتة لتشتيت الانتباه، والتملص من مشاكله وورطاته الداخلية". وفيما يتعلق بتهجّم نتنياهو على تركيا ورئيسها أردوغان، قال قالن "ربما يكون قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات في الفساد، بمهاجمة الرئيس أردوغان ومحاولة التطاول على القوات المسلحة التركية، أمرا مفهوما.. قد تكون هذه طريقة مؤقتة لتشتيت الانتباه، وتوجيه الاهتمام لمكان آخر، والتملص من مشاكله وورطاته الداخلية". وأشار قالن إلى أن أكثر من 3 آلاف فلسطيني فقدوا حياتهم خلال فترة حكم نتنياهو، أكثر من 700 منهم من الأطفال والنساء، مؤكدا أنه لابد أن تتم محاسبته على ذلك، وتساءل ما إذا كان نتنياهو يتعاطف بشكل سري مع تنظيم بي كا كا الإرهابي، إذ كلما تستخدم تركيا حقها المشروع في الدفاع عن النفس وتطلق عملية ضد الإرهابيين، تعرب رئاسة الوزراء الإسرائيلية عن انزعاجها. وتابع بالقول "ياترى هل توجد علاقات ذات طابع سري بين تنظيم بي كا كا الإرهابي والحكومة الإسرائيلية ورئيسها؟، لابد من توجيه هذا السؤال إليهم لتوضيح هذه النقطة"، وأضاف: "سجل الرئيس أردوغان فيما يتعلق بالعدالة والوقوف إلى جانب المظلومين ومساعدتهم، واضح جدا، وينظر إليه مئات الملايين في أنحاء العالم بتقدير". ومضى قالن قائلا: "عندما يرفع المظلومون في العالم رؤوسهم فإنهم يرون تركيا والرئيس أردوغان، لكن يا ترى كم شخص في العالم ينظر إلى سياسة إسرائيل بهذه الطريقة، وهل بإمكان نتنياهو حتى تخيل شيء كهذا؟"، بينما قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن نتنياهو مستاء في الآونة الأخيرة، لإحساسه بالفشل في تقسيم الأراضي السورية، مشيراً إلى أن السمة المشتركة بين نتنياهو و”حزب العمال الكردستاني”، هي “قتل الأطفال”.