بث موقع” روسيا اليوم” باللغة العربية مقطع فيديو يتضمن وثائق خطيرة لتنظيم “داعش” في العراق، تمكنت القوات العراقية من العثور عليه ويكشف عن جانب من عمليات التنظيم في مصر، خاصة في شبه جزيرة سيناء. وبحسب المقطع، حصلت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية على “وثائق سرية خطيرة” لتنظيم داعش وولاية سيناء، توثق عملياتها في شبه جزيرة سيناء. وتضمنت سلسلة الوثائق، التي نشرت أمس، مجموعة من التواريخ التي قام فيها التنظيم بتفجير آليات عسكرية للجيش المصري، في الشيخ زويد، بالإضافة إلى منطقة كرم القواديس منذ ثلاث سنوات بتاريخ 19 ديسمبر 2015، فضلا عن تقارير “حصاد” للعمليات الإرهابية التي تمت على مدار كل شهر من السنة الهجرية. ومن بين العمليات التي تحدثت عنها الوثائق، استهداف فندق “سويس إن” الذي كان يقيم فيه قضاة للإشراف على الانتخابات في محافظة شمال سيناء، كما جاء في الوثائق أيضا، تفجير مجموعة من العبوات الناسفة وقتل عشرات من الجنود. تصريحات نتنياهو يأتي نشر الوثائق بعد يوم واحد من تصريح عامي روحكس دومبا، الخبير العسكري الإسرائيلي بمجلة “يسرائيل ديفينس” للعلوم العسكرية أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو” كشف النقاب عن جهود أمنية وعسكرية تبذلها إسرائيل لمنع وجود وبقاء تنظيم الدولة الإسلامية وحلفائه في سيناء. وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من 100 غارة على مواقع في شبه جزيرة سيناء، بموافقة الفتاح السيسي، وهو ما قالت إنه “يكشف طبيعة التعاون السري بين تل أبيب والقاهرة”. وأضاف الكاتب، في تقرير نشر بمجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، أن “أقوال نتنياهو جاءت خلال مؤتمر السفراء الإسرائيليين في دول أمريكا اللاتينية وقارتي أفريقيا وآسيا في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أيام، وذكر في محاضرته كلاما مهما وجوهريا، منه أن إسرائيل تجري مباحثات مع السعودية، وتعمل على منع إبقاء قواعد عسكرية لتنظيم الدولة في سيناء. “نتنياهو” فصل كثيرا في حديثه عن الجهود الإسرائيلية المكثفة لمنع إقامة قواعد عسكرية دائمة لتنظيم الدولة في سيناء، نحن أمام سر مكشوف، وليس جديدا، رغم أنهم لا يتكلمون عنه كثيرا في إسرائيل، لكنه في إطار حرب إسرائيل ضد هذا التنظيم”. وأشار إلى أن “داعش” تم القضاء عليها تقريبا في سورياوالعراق، ونحاول العثور على موطئ قدم لها في مصر، ونحن نمنع ذلك بطريقتنا، ولن أفصل في ذلك، نحن نمنع هذا التواجد، ولولا وجود إسرائيل في هذه المنطقة لأقام تنظيم الدولة دولة جديدة له في صحراء سيناء، كفيلة بأن تشكل تهديدا على كل المنطقة، وفق حديثه. اختراق الجيش المصري كانت قناة الجزيرة قد بثت في 30 يوليو 2018 فيلما استقصائيا تحت عنوان “سيناء.. حروب التيه”، ضمن برنامج “المسافة صفر”، كشف بالعديد من الصور والشهادات الحصرية لعسكريين مصريين عن تسريب معلومات عن التحركات العسكرية لضباط كبار ممن استهدفهم تنظيم الدولة الإسلامية، وفي رحلة البحث عن أسباب تأخر الجيش بحسم معركته في سيناء. وجاء بالعمل الاستقصائي أنه لا يكاد يمر أسبوع على قوات الأمن المصرية (جيشا وشرطة) في شمال سيناء دون وقوع قتلى ومصابين في صفوفها جراء هجمات تنظيم الدولة هناك، وصل عددها بين عاميْ 2014-2018 إلى ألف هجوم مسلح سقط خلالها ما لا يقل ألفيْ قتيل من الضباط والجنود وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب، وهو متوسط الأرقام المذكورة في بيانات المتحدث العسكري المصري وتنظيم الدولة. كما تضمن التحقيق الاستقصائي وثائقَ سريةً وصورًا وشهادات حصريةً من قلب العمليات العسكرية في سيناء، بالإضافة إلى إثبات هذه الوثائق والشهادات عن انشقاق أربعة ضباط منشآت أمنية من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وانضمامَهم إلى تنظيم الدولة في سيناء، مؤكدا أنهم انضموا للتنظيم أثناء تنفيذهم مهمة في سيناء تحت إشراف الجيش، رغم أنه يُفترض أن هؤلاء الضباط خضعوا لتأهيل فكري ضد التطرف، وهو ما يشير إلى وجود خلل كبير في المنظومة الأمنية المصرية في سيناء. كما أورد التحقيق كشْف ضابطِ جيش يخدم في سيناء تجاهلَ غرفة عمليات الجيش لنداءات الاستغاثة عند وقوع بعض الهجمات على ثكنة عسكرية جنوبي رفح. وسلط الفيلم الضوء على مجموعات قبلية مسلحة شكلها الجيش في سيناء بالاستعانة بشخصيات ذات سوابق إجرامية أصبحت اليوم مقربة من النظام ولها معه مصالح اقتصادية كبيرة في سيناء، وصرح قيادي في هذه المجموعات بأن الهدف من تشكيلها كان حمايةَ تجارة التهريب مع قطاع غزة. جر البدو للقتال من جانبها، قالت أليسون ماكمانوس مديرة قسم الأبحاث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره الولاياتالمتحدة، إنَّ الجيش يستفيد من إلمام هؤلاء البدو بطبيعة الأرض والمعلومات الاستخباراتية المحلية. وأكدت أن هذا التعاون “ينبغي أن يكون جزءا من إستراتيجية طويلة الأمد تشمل خططا لنزع السلاح، والتسريح وإعادة الاندماج، لتجنب أي صراع مسلح ممتد بعد هزيمة التنظيم”. يذكر أنه في العاشر من فبراير 2018 بدأ جيش العسكر عملية عسكرية مفاجئة شملت مناطق مختلفة بالبلاد في مقدمتها محافظة شمال سيناء؛ وذلك بما أطلقوا علية مواجهة "خطر الإرهابيين"، تحت عنوان" سيناء الشاملة 2018″وهي عملية أثارت جدلاً كبيراً وتساؤلات بالنظر إلى توقيتها وطريقة الإعلان عنها والإجراءات التي سبقتها، وكلها إجراءات بعثت الخوف في قلوب كثيرين؛ لأنها تشي بأن البلاد بصدد شن حرب وليس مجرد عملية عسكرية عادية. مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، علّق على العملية وقتها بقوله: "تحليلي محكوم تمامًا بمحاولة إتمام صفقة القرن"، مؤكداً أن "الإرهاب الموجود بسيناء هو إسرائيلي ولتحقيق هذا الغرض". وأضاف الأشعل في تصريحات صحفية: "هناك شك كبير بوجود محاولات لاستنزاف الجيش المصري. لو حسنت النوايا لدى النظام الحالي لكان الإرهاب قد اختفى من سيناء ومصر. لكن كل العمليات غامضة وتحيط بها الشكوك ولا توجد مصادر أخرى؛ لذلك يصعب التكهن".