في الليل يتسلل الإخوان إلى أقسام الشرطة في مصر ومقرات أمن الدولة دون أن تراهم العيون أو تكشفهم كاميرات المراقبة، ويظلون طوال الليل يعذبون الموقفين والمخطوفين شبحاً وتعليقاً وبالكهرباء والماء وأحيانا بالتحرش والاغتصاب، ينتزعون اعترافاتهم مع نزع أظافرهم، ثم يعودوا أدراجهم في خفة القطط كما دخلوا.وفي الصباح يحمل الضباط والجنود وأمناء الشرطة صواني الطعام الفاخر والشاي والحليب الساخن للموقوفين والمخطوفين وعندما تقع أعينهم على ما فعله الإخوان بالليل تسقط صواني الطعام من هول الفاجعة، ويفر الإخوان بفعلتهم وتتهم مواقع وقنوات المعارضة الداخلية بتعذيب وقتل هؤلاء الأبرياء، بينما هي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب! ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل تتفتق ذهن هذه الجماعة ذات القدرات الخارقة عن التلاعب بالدولار في السوق السوداء، ومن ثم رفع سعره أمام الجنيه المسكين الذي لا يجد صدرا حنونا إلا صدر حكومة الانقلاب والبنك المركزي، وعندما تم القبض على رجل الأعمال حسن مالك ومداهمة مسكنه عثر على أطنان من الدولارات تكفي لردم قناة السويس الجديدة. مؤامرات إخوانية ومن الدولارات إلى سد بالوعات الصرف والمجاري في الإسكندرية والمحافظات الساحلية لإغراقها في المياه، وهو ما يحدث كل عام ويحذر منه خبراء الإعلام مثل الأستاذين أحمد موسى وعزمي مجاهد، غير جريمتهم الكبري عندما قتلوا رفاقهم في رابعة والنهضة وكدسوا الجثث تحت المنصة، واتهموا عصابات الجيش والشرطة الأتقياء الأبرياء بل ووضعوا الكرة الأرضية التي يقطنها مليارات البشر تحت أرض الاعتصام، بحسب رواية الخبير الإعلامي الأستاذ محمد الغيطي. واليوم ينتقل الإخوان إلى ما هو أبعد من مؤامراتهم المكشوفة داخل الوطن، فقاموا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، مستغلين وقت “البريك” وذهاب القنصل وباقي العاملين في القنصلية للغداء والتسوق من أحد المولات القريبة من شارع القنصلية، وارتدى فريق من الإخوان ملابس القنصل وباقي العاملين وغدروا بالصحفي الشهيد، وتزامنت جريمتهم مع قدوم أقارب القنصل وأبناء عمومته من الرياض للقنصلية، وهم حوالي 15 سعودياً، ومعم أسبتة ومشنات الزيارة ومن خيرات الأرض في السعودية، فتم إلصاق التهمة بالأبرياء ال 15 كالعادة. ولم يكتفوا بتسمية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالمنشار، في فضائياتهم ومواقع الأخبار التي تروج لهم او تلك التي يمولوها، ك CNN وال BBC وصحف الواشنطن بوست وبالطبع الجزيرة وغيرها، بل اتجهوا منتصف هذا الأسبوع إلى إشعال الشارع الفرنسي بالمظاهرات، وارتدوا السترات الصفراء واندسوا بين سائقي سيارات الأجرة وتظاهروا وحطموا شارع الشانزلزيه، للضغط على الرئيس الفرنسي ماكرون لوقف دعم باريس للديمقراطية التي يغرسها عبد الفتاح السيسي في مصر. عزيزي القارئ ما مرّ وان كان يحمل روح الدعابة وحس الفكاهة، إلا أنه فيض من غيض مما ينشر في مواقع وصحف الانقلاب العسكري، وأقل القليل مما تتهم به جماعة الإخوان المسلمين في فضائيات العسكر، وعلى سبيل المثال فالصحفي محمد الباز عقد مقارنة على موقع صحيفة اليوم السابع، التي تديرها المخابرات الحربية وتدعمها الكنيسة، بين أحداث فرنسا والمظاهرات في مصر.. وقال بثقة عنزة وجدت مرعى من الشعير أن “الفاعل واحد”. شمخة الباز وشمخ الباز بقرون خياله قائلاً:”هناك تضييقا كبيرا على جماعة الإخوان الإرهابية داخل باريس، بسبب تدخلها في الإضرابات والمظاهرات المندلعة هناك، بعد أن طالبت الصحف الفرنسية بالبحث حول أموال جماعة الإخوان الإرهابية في العاصمة الفرنسية”، على حد شمخه. أما صحيفة “المصري اليوم” المقربة من الأجهزة الأمنية، خرجت لتنقل عن خبراء لا تقل أهميتهم عن مقاتل في خطوط الجمبري وقالت أن “تنظيم “الإخوان المسلمين” هو الذي يقف وراء مظاهرات السترات الصفراء التي تجتاح فرنسا منذ أيام”، أما موقع “صدى البلد” فنشر مقطع فيديو، وهمس في أذن المشاهدين الطويلة قائلاً “فتش عن الإخوان”، وبذلك أدى إعلام السفيه السيسي ما عليه، وما بقى إلا أن تتلحلح الحكومة الفرنسية وتنفض كسلها وتفتش! وما يدعو للدهشة تورط باحث محسوب على الإسلاميين مثل “كمال حبيب”، وتقمصه دور أشرف السعد عندما قال أنه لم يستبعد أن “يكون للتنظيمات دور في هذه الأحداث”، لكنه استدرك قائلا إنه يرى أن “البداية جاءت بأيادٍ فرنسية بحتة دون تدخلات من جانب أحد”! إخوان الشانزلزيه! جدير بالذكر أن احتجاجات السترات الصفراء بدأت في 17 نوفمبر الجاري اعتراضا على زيادة الضرائب على الوقود، الاحتجاجات حملت اسم “السترات الصفراء” بسبب إلزام قانون السير الفرنسي لكل سائق بأن يضع في سيارته “سترة صفراء” يتعين عليه ارتداؤها عند حصول أية حادثة ولدى خروجه من سيارته. المحتجون أخذوا فكرة اسم المسيرات من تلك السترات وتحولت إلى شعار ضد سياسات رفع أسعار المحروقات في البلاد والتي تعتزم الحكومة الفرنسية تطبيقها بدعوى الحفاظ على البيئة، الاحتجاجات أخذت طابعا عنيفا بعد أيام من انطلاقها، حيث تجمع المتظاهرون في شارع الشانزليزيه وسط العاصمة باريس وحاولوا الوصول إلى قصر الإليزيه القريب، لكن الشرطة منعتهم فاشتبكوا معها. الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين أضرموا النار في سيارة بشارع الشانزليزيه، كما اعتقلت عددا من المتظاهرين، وحتى الآن لم تعذب الشرطة الفرنسية المعتقلين كعادة العسكر في مصر، ولم تخلع أظافرهم وتشبحهم وتكهربهم في أماكن حساسة، ولم يخرج المذيع الفرنسي “دافيد أحمد موسى” ليصدم الشعب الفرنسي بأن المعتقلين إخوان!