انطلقت مساء أمس الثلاثاء، الدورة ال40 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدار الأوبرا. وقبل انطلاقه واجه المهرجان عاصفة من الانتقادات على خلفية تكريم المخرج اليهودى كلود ليلوش بسبب دعمه الواضح للصهاينة فى جميع المحافل الدولية والسينمائية، مع اتهام القائمين على المهرجان بالتطبيع مع إسرائيل. منذ اللحظة الأولى لإعلان تكريم ليلوش، بادر عدد من السينمائيين بالاعتراض على حضور المخرج الفرنسى إلى القاهرة والاحتفاء به، مبررين الأمر بأن قدومه ” عار” على السينما المصرية ومهرجان القاهرة، حيث لم يمر أكثر من أسبوع على العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة وخان يونس، ومشاهد الدمار لم يتم إزالتها بعد. رئيس المهرجان كان المهرجان فى عهد الراحل سعد الدين وهبة وحسين فهمى وعزت أبو عوف يرفض مشاركة أي أفلام أو فنانين صهاينة، وحاولت بعض شركات الإنتاج العالمية التى يمثلها إسرائيلييون الالتفاف والدخول من الأبواب الخلفية للمهرجان غير أنه كان يتم التصدي لها. وهذا العام وفى الوقت الذى يحتفل فيه مهرجان الإسكندرية بالسينما الفلسطينية، ويتم تكريم المخرجة الفلسطينية امتياز المغربى يكرم مهرجان القاهرة مخرجا يهوديا. ولم يتعلم محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة من أزمة فيلم حادث النيل هيلتون، الذى واجه بسببه اتهامات بالتطبيع يونيو الماضى بعد عرضه فى مهرجان سينمائى فى تل ابيب ، قبل أن ينفى فى بيان رسمى “أن يكون شريكا فى إنتاج هذا الفيلم المتهم بالإساءة لشرطة السيسي، ويؤكد أن هذه الشائعة أضرته أدبيا ونفسيا، وأحزنه كثيرا أن البعض اعتمد على شائعة ليشكك فى وطنيته دون أن يدقق المعلومات”. مرت ثلاثة أشهر فقط على هذه الواقعة، ليضع محمد حفظى نفسه فى دائرة الاتهام بالتطبيع، باختيار مخرج وكاتب سيناريو فرنسى يهودى الديانة، يتهمه الكثيرون بدعم ومساندة الكيان الصهيونى ليلوش الصهيونى ولتبرير اختياره زعم محمد حفظي أن المخرج الفرنسي كلود ليلوش قامة سينمائية كبيرة للغاية، وقال: “يعتبر واحدًا من أهم مخرجي العالم، ونحن كمهرجان سينمائي يهمنا السينما في المقام الأول، والمهرجان غير مسيس، لأنه يهتم بما يقدمه الفنان للسينما العالمية، خاصة أن تصريحات ليلوش، لم تتطرق إلى الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يكن له أي موقف عدائي تجاه العرب أو القضية الفلسطينية، لكنه زار إسرائيل أكثر من مرة”! وقال حفظي -في تصريحات صحفية- إنهم لن يتراجعوا عن تكريم لبلوش..مدعياُ أن “الحديث عن أنه صهيوني شائعات فقط، ولا أساس لها من الصحة”. وتابع: “ليس أي مخرج أو فنان زار إسرائيل نعتبره عدوا للعرب، وإن تصرفنا بهذا التصرف سوف نعيش في عزلة ولن نخاطب إلا أنفسنا فقط”. في المقابل، قال الناقد السينمائي نادر عدلي إن المخرج الفرنسي يفتخر بأنه على علاقة جيدة جدًا مع الكيان الإسرائيلي “فلماذا نصر على تكريمه؟”. ليس الأول ولم يكن تكريم المخرج اليهودى الأول، فقد سبقه العديد من مظاهر التطبيع، منهم وزير الثقافة الفرنسى سابقا جاك لانج، الذى واجه تكريمه فى الدورة 36 لمهرجان القاهرة حالة من الرفض، والهجوم عليه من السينمائيين، لما يلاحقه من اتهامات بمعاداة الإسلام، وأن له ميولا صهيونية، أدت إلى اعتذاره عن عدم الحضور، فيما تمسكت إدارة المهرجان بمنحه جائزة الهرم الذهبى الشرفى الذى حمل اسم نجيب محفوظ. زياد دويرى المخرج اللبنانى الفرنسى زياد دويرى، من الشخصيات التى لها علاقة بإسرائيل، ولذلك ظهرت مطالبات بمنع عرض فيلمه القضية 23 فى سينما زاوية فبراير الماضى، سبقه عرض الفيلم فى مهرجان الجونة وفاز بجائزة نجمة الجونة الفضية وتكريم مخرجه بجائزة فاريتى، لكن قبلها بأيام كان قد تم توقيفه فى مطار رفيق الحريرى الدولى يوم 10 سبتمبر 2017، وصودر جواز سفره، وأحيل إلى القضاء العسكرى على خلفية دخوله إسرائيل من دون إذن مسبق. زياد دويرى، كان قد أثير حوله لغط فى 2012 أيضا لاستعانته بطاقم عمل إسرائيلى أثناء تصوير مشاهد فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من فيلمه الصدمة. دانيال بارنبويم بعيدا عن السينما كان هناك رفض لإقامة حفل المايسترو العالمى دانيال بارنبويم فى القاهرة سبتمبر 2009، فى دار الأوبرا المصرية، وبالرغم من أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية إلى جانب الإسبانية والأرجنتينية فإن الحفل أقيم فى موعده، وسط حالة من الرفض والغضب. سلفستر ستالونى وهناك شخصيات تم تكريمها فى مناسبات مصرية دون أن تواجه اعتراضا رغم دعمها المعلن للصهيونية، ومنهم سلفستر ستالونى الذى تم تكريمه فى الدورة الأخيرة لمهرجان الجونة، رغم أنه من الفنانين الداعمين للكيان الصهيونى، حيث ذكر موقع «واللا» الإسرائيلى أن منظمة أصدقاء الجيش الإسرائيلى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية المعروفة ب(FIDF) تمكنت من جمع مبلغ 127 مليون دولار لصالح الجيش الإسرائيلى سنة 2012، وأن نجوم هوليوود كانوا أكبر من تبرعوا لصالح الجيش الإسرائيلى؛ حيث فتح “ستالوني” التبرعات وتلاه الفنان الأمريكى أرنولد شوارزنجر والفنانة باميلا أندرسون والمطربة اليهودية بربارا ستارسند والمطرب ريكى مارتن. يذكر أن ميزانية الدورة ال 40 لمهرجان القاهرة السينمائى بلغت 30 مليون جنيه، قدمتها وزارات الثقافة والسياحة والشباب والرياضة، بالإضافة إلى جهات أخرى.